وثيقة حزب الله وانعكاساتها على السياسة اللبنانية - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الأخبار و الشؤون السياسية > صوت فلسطين ... طوفان الأقصى

صوت فلسطين ... طوفان الأقصى خاص بدعم فلسطين المجاهدة، و كذا أخبار و صور لعملية طوفان الأقصى، طوفان التحرير، لنصرة الأقصى الشريف أولى القبلتين و ثالث الحرمين الشريفين ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

وثيقة حزب الله وانعكاساتها على السياسة اللبنانية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2009-12-04, 16:21   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
المعزلدين الله
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية المعزلدين الله
 

 

 
الأوسمة
وسام الاستحقاق 
إحصائية العضو










افتراضي وثيقة حزب الله وانعكاساتها على السياسة اللبنانية

وثيقة حزب الله وانعكاساتها على السياسة اللبنانية
د. عصام نعمان


04/12/2009


لعل السيد حسن نصرالله القائد الاكثر شعبية بين العرب والمسلمين بعد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر. ليست شعبية نصرالله بحجم شعبية عبد الناصر وفي مدى تأثيرها، لكنه الوحيد بين قادة العرب والمسلمين، حالياً، الذي تتابع شرائح واسعة من الشعوب وقائع نضاله ومواقفه وتصغي اليه وتهتدي به.
اطلّ سيّد المقاومة، وهذا لقبه المحبب لدى انصاره ومريديه، مطلعَ هذا الاسبوع من خلال شاشة تلفزيونية عملاقة واقمار إصطناعية، على الجمهور اللبناني والعربي والإسلامي ليتلو نص الوثيقة السياسية الجديدة لـِ 'حزب الله' من حيث هي المرجع والدليل لقيادة الحزب وكوادره، والسجل الناطق بمواقفه الآنيّة والإستراتيجية حيال قضايا المقاومة والهيمنة المعولمة، ولبنان، وفلسطين، ومفاوضات التسوية، والعروبة وايران.
ليس من الغلو القول إن حزب الله، بلسان امينه العـام السيد نصرالله وبقيادته، بدا من خلال الوثيقة وردود الفعل عليها، المؤيدة كما المتحفظة، المرشدَ الاول لقوى المقاومة لبنانياً وعربياً واسلامياً وعالمياً. فهو حركة رائدة ليس في التنظيم والتعبئة والكفاح الشعبي المسلح والمنتصر في عملياتٍ وحروب ضد اسرائيل فحسب بل هو رائد أيضاً في الفكر الإسلامي الجهادي والموقف من الدولة والتعددية والديمقراطية والهيمنة الأجنبية المعولمة.
يقتضي التنويه، بدايةً، بأن حزب الله هو أول حركة إسلامية جهادية لا تدعو الى إقامة دولة إسلامية. صحيح انها تنهل من مبادىء الإسلام ومُثُله وقيمه العليا، لكنها تنأى بنفسها عن مقولة 'الإسلام دين ودولة' التي تعتمدها معظم الحركات الإسلامية المعاصرة.
في هذا المجال تطور حزب الله كثيراً في الفترة الفاصلة بين رسالته التأسيسية الاولى المعلنة سنة 1985 ورسالته الثانية المعلنة عقب مؤتمره السابع سنة 2009. فمن الإلتزام بحكم الإسلام 'ودعوة الجميع الى إختيار النظام الإسلامي الذي يكفل وحده العدل والكرامة'، كما اوردت وثيقة 1985، تطور حزب الله بالدعوة الى إحترام التعددية الدينية والسياسية في لبنان (والعالم العربي والإسلامي )، وإلتزام الديمقراطية التوافقية بما هي سياسة ملائمة لمشاركة حقيقية من قبل الجميع، وعامل ثقة مطمئناً لمكوّنات الوطن'، والى الإلتزام ببناء 'الدولة القادرة والعادلة والقوية' مع كل اللبنانيين على قواعد سبع عشرة يتحصّل من قراءتها انها تشكّل بمضمونها مواصفات واضحة للدولة المدنية الديمقراطية.
بإفتراق لافت عن معظم الحركات الإسلامية المعاصرة، يتبنّى حزب الله تحليلاً علمياً راديكالياً للواقع العربي في ضوء المصالح الإقتصادية والمالية والحاجات الامنية والإستراتيجية للغرب الاطلسي بقيادة الولايات المتحدة، يحاكي تحليلات القوى الراديكالية، القومية واليسارية، في خمسينات وستينات القرن الماضي، ما يجعل منه الوريث الاول لليسار الدولي في المنطقة العربية. في ضوء هذا التحليل، يرى حزب الله ان 'لامجال لقراءة اي صراع في أي منطقة من مناطق العالم إلاّ من منظار استراتيجي عالمي، فالخطر الامريكي ليس خطراً محلياً او مختصاً بمنطقة دون اخرى، وبالتالي فإن جبهة المواجهة لهذا الخطر الامريكي يجب ان تكون عالمية ايضا'.
إذ يصنّف حزب الله نفسه حركةً راديكالية معادية للإستكبار العالمي الامريكي، يرى الى المقاومة كخيار مستمر وكحركة تحرير وذلك من منظار استراتيجي عالمي، لاسيما الى المقاومة العربية في لبنان وفلسطين والعراق. ذلك ان 'نجاح تجربة المقاومة في التصدي للعدو وفشل كل المخططات والحروب للقضاء عليها (...) او نزع سلاحها من جهة، واستمرار الخطر الاسرائيلي على لبنان وعدم زوال التهديد عنه من جهة اخرى، يفرض على المقاومة السعي الدؤوب لإمتلاك اسباب القوة (...) للمساهمة في استكمال مهمة تحرير ما تبقّى من ارضنا تحت الإحتلال (...) والمشاركة في وظيفة الدفاع والحماية للأرض والشعب'.
كذلك الامر حيال فلسطين، إذ ينظر اليها حزب الله على قاعدة مركزية القضية والعداء لاسرائيل ومواجهة السياسات الامريكية والتكامل مع البيئة العربية والإسلامية والتعاطي مع ايران 'كقاعدة إستنهاض ومركز ثقل استراتيجي ونموذج سيادي واستقلالي وتحريري (...) وقوة تزيد دول وشعوب منطقتنا قوة ومنعة'.
في هذا الإطار يدعو حزب الله ويطالب 'العرب والمسلمين على الصعيدين الرسمي والشعبي، وجميع الدول الحريصة على السلام والاستقرار في العالم، لبذل الجهود والامكانات لتحرير فلسطين والقدس من نير الاحتلال الصهيوني'. كما يؤكد حزب الله على اهمية خيار المقاومة الجهادية وجدواها ويدعو الى الاستفادة من تجربته الغنية في التصدي للكيان الصهيوني ودحره. الى ذلك، يقف حزب الله موقف الرفض المطلق لاتفاقات التسوية مع اسرائيل، من 'اتفاق وادي عربة' وملحقاته ومن قبله 'اتفاق كامب دايفيد' الى ما يسمى 'عملية السلام'، ويدعو 'المسؤولين العرب الى ان يلتزموا خيارات شعوبهم عبر إعادة النظر بالخيار التفاوضي واجراء مراجعة لنتائج الاتفاقات الموقعة مع العدو الصهيوني، والتخلي الحاسم والنهائي عن عملية التسوية الوهمية الظالمة (...) لاسيما ان من راهنوا على دور للادارات الامريكية المتعاقبة كشريك ووسيط نزيه وعادل قد عاينوا بما لا يقبل الشك انها خذلتهم، ومارست عليهم الضغط والإبتزاز(...) وانحازت بشكل كامل وسافر الى جانب حليفها الاستراتيجي الكيان الصهيوني'.
لئن اتسمت وثيقة حزب الله بالكثير من الافكار النيرة والمواقف السياسية الصلبة والدعوة الحارة الى التخلي عن سياسة التسوية والرهان غير المجدي على الولايات المتحدة، فإنها افتقرت الى آليات ومناهج لوضع افكارها وتوصياتها موضع التنفيذ. ذلك انها لم تتضمن، على سبيل المثال، نهجاً واضحاً لتجاوز الطائفية السياسية بما هي 'المشكلة الاساسية في النظام السياسي اللبناني التي تمنع اصلاحه وتطويره وتصحيحه'. بالعكس، نراه، بعد انخراطه في هذا النظام من خلال مشاركته في الانتخابات النيابية منذ سنة 1992 وفي الحكومات المتعاقبة منذ سنة 2005، يدعو، في انتظار استكمال إلغاء الطائفية السياسية، الى إعتماد الديمقراطية التوافقية، اي إعتماد المزيد من الشيء نفسه.
كذلك تخلو وثيقة حزب الله من مناهج وآليات لمعالجة القضايا الاجتماعية مع انه يبدو في مقارباته السياسية وتصديه لإستكبار دول الغرب ولعدوانية اسرائيل ولإنحيازه لقضايا الشعوب، حركةً راديكالية بل يسارية في انتصارها لجماهير الفقراء والمحرومين.
ولا تتضمن دعوة حزب الله الى اعتماد خيار المقاومة، لبنانياً وعربياً واسلامياً، اي مناهج وآليات للتنسيق والتعاون مع قوى المقاومة في فلسطين والعراق، ولا مقاربات محددة لإزالة نقاط التجافي وتعزيز نقاط التلاقي بين قوى المقاومة العراقية ضد الإحتلال الامريكي من جهة وممارسات بعض التنظيمات العراقية المحسوبة على ايران من جهة اخرى.
وجود هذه الثغرات والنواقص فسره السيد نصرالله، في رده على اسـئلـة الاعلاميين، بأنه نتيجة تركيز الوثيقة على 'رؤية وتصورات وخطوط عريضة ومواقف عامة'، وان البرامج التي ستصدر لاحقاً ستتضمن المناهج والآليات الخطوات والتفاصيل ذات الصلة.
هكذا يطل حزب الله على جمهوره اللبناني والعربي والإسلامي كحزب وسطي او الى يسار الوسط لبنانياً، وكمقاومة ثورية ضد الكيان الصهيوني فلسطينياً، وكحركة اسلامية تدعو الى بناء الدولة المدنية الديمقراطية عربياً، وكتنظيم راديكالي مناضل ضد الإستكبار الامريكي المعولم عالمياً.
هل كثير عليه وصفه بأنه أكثر الظاهرات السياسية والكفاحية حضوراً وجدية وفعالية في قارتنا العربية؟

' كاتب وسياسي من لبنان








 


رد مع اقتباس
 

الكلمات الدلالية (Tags)
وثيقة حزب الله


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 03:48

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc