بإسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه :
لطالما تم رفع رايات من طرف المتخبّطين من بني جلدتنا الذين لم يجدوا ضالتهم بسبب إعراضهم عن كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم سواء كان ذلك جهلا أو عنادا ، هذه الرايات لها عنوان واحد وهو الإصلاح .
إنّ الذي يحارب الفساد ويرفع راية الإصلاح يجب أن يصلح نفسه أولا من الخبث والإنحطاط الأخلاقي وكما قال الشاعر : أتنهى عن خلق وتأت مثله عار عليك إن فعلت عظيم
إن الأمر المشترك الذي لاحظناه في في هؤلاء هو الكذب وما ادراك ما الكذب ، إنه من أعجب العجائب أن يكون الكذاب مصلحا ، كيف يكون ذلك وأنّى يكون !!!!
ولأن هؤلاء لديهم منهج إصلاحي غريب نوعا ما و من جهة أخرى مخالف لمنهج الأنبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام في الإصلاح ، فهل هؤلاء أفضل من الأنبياء ؟!!!!!!!!
إضافة إلى أنهم إتخذوا الكذب وسيلة لذلك و البهتان أصبح من الصفات الملازمة لهم .
إن الفساد الذي يقترفه هؤولاء أكبر بكثير من الإصلاح المرجو ّ ، أقول ذلك لأن منهجهم يقول أن الفساد مقتصر على الحكام فقط بل والمصيبة أن منهجهم ضد أي حاكم ولا يفرقون بين صالح وطالح ، فمادمت حاكما فأنت من أفسد الفاسدين وإن كنت محكوما فقد يكون مرحبا بك تحت لوائهم وإن كنت زنديقا
وزادوا على ذلك إفتراءهم ووقوفهم في طريق أي مصلح يحاول الإصلاح على طريقة النبي صلى الله عليه وسلم و تربية الناس على منهاج النبوة و يعمل على ربطهم بمصادر التشريع التي لا يمكن أن تتوحّد الأمة إلّا عن طريقها .
فراحوا ينسبون كل حكم شرعي ولو كان في العقيدة إلى الحاكم وذلك لأنهم مرضى بالحكام فيرون أن كلّ عدوّ لهم يتكلّم بلسان الحكام وكأنهم أميّين لا يقرؤون القرآن ولا أحاديث النبي العدنان .
وإن المضحك في ذلك زعمهم أن الحكّام تحالفوا مع العلماء وقالوا لهم بأن يفتوا بأن الدمقراطية كفر ...هههه
لا حول ولا قوة إلا بالله ، لم أسمع بمثل هذا الغباء وهذه السفاهة في حياتي قط ، بل ولم أعهد هذه الجرأة في الكذب حتى من الأطفال الصغار ، ولكن من شيم هؤلاء أنهم يقولون أقوالا توحي بأنهم يعيشون في مجرة أخرى .
إنه من المعلوم أن أهل العلم في البلدان ذات الطابع الجمهوري والنظام الدمقراطي ليس لهم سلطة ولا هم أعضاء مؤسسة دينية حكومية بل إنهم يدعون إلى الله رغم كل العراقيل التي توضع لهم ومن هذا الذي يجرؤ على أن ينتقد الدمقراطية ، هذه الملة الفاسدة التي فرضها الغرب الملحد على ديار المسلمين من أجل اخراجهم عن عقيدتهم و قد قال الله سبحانه وتعالى : وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْم مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ (120) البقرة
ومعلوم أن علماء المؤسسات الدينية في هذه البلدان هم من عملوا جاهدين على ترسيخ الدمقراطية وأنها مثل الشورى الإسلامية فضلا على أن يقولوا بمخالفتها للإسلام فضلا على أن يقولوا بأنها كفر .
ومن جهة أخرى كيف يقول الحاكم أن الدمقراطية كفر وهو يحكم بها والدستور الذي يحكم به يقول أن الشعب هو مصدر كل سلطة !! كيف وهو المخوّل بحماية هذا الدستور !! كيف وهو الذي شارك في الإنتخابات للوصول إلى الحكم !!
فهل هناك غباء مثل هذا ؟ وهل هناك جهل أو تجاهل مثل هذا ؟
هل هؤلاء الحكام نظامهم نظام خلافة مثلا !!
كيف يمكن أن يكون هؤلاء مصلحون ؟ هؤلاء هم المفسدون حقا ولكن لا يشعرون
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .