السلام عليكم ...
** الرّجَالُ قَوّامُونَ عَلَى النّسَآءِ بِمَا فَضّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَىَ بَعْضٍ
وَبِمَآ أَنْفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لّلْغَيْبِ بِمَا
حَفِظَ اللّهُ وَاللاّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنّ فَعِظُوهُنّ وَاهْجُرُوهُنّ
فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُواْ عَلَيْهِنّ سَبِيلاً
إِنّ اللّهَ كَانَ عَلِيّاً كَبِيراً
قال الحافظ ابن كثير الدمشقي رحمه الله تعالى في تفسيره
{واضربوهن} أي إذا لم يرتدعن بالموعظة ولا بالهجران,
فلكم أن تضربوهن ضرباً غير مبرح, كما ثبت في صحيح مسلم
عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في حجة الوداع
«واتقوا الله في النساء, فإنهن عندكم عوان, ولكم عليهن أن لا يوطئن
فرشكم أحداً تكرهونه, فإن فعلن ذلك فاضربوهن ضرباً غير مبرح,
ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف»
وكذا قال ابن عباس وغير واحد: ضرباً غير مبرح,
قال الحسن البصري: يعني غير مؤثر
و قال الفقهاء: هو أن لا يكسر فيها عضواً ولا يؤثر فيها شيئاً,
وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس: يهجرها في المضجع,
فإن أقبلت وإلا فقد أذن الله لك أن تضربها ضرباً غير مبرح,
ولا تكسر لها عظماً, فإن أقبلت وإلا فقد أحل الله لك منها الفدية.
وقال سفيان بن عيينة عن الزهري, عن عبد الله بن عبد الله
بن عمر, عن إياس بن عبد الله بن أبي ذُباب قال:
قال النبي صلى الله عليه وسلم «لا تضربوا إماء الله» فجاء
عمر رضي الله عنه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال: «ذئرت النساء على أزواجهن, فرخص رسول الله
صلى الله عليه وسلم في ضربهن, فأطاف بآل رسول الله
صلى الله عليه وسلم نساء كثير يشكون أزواجهن, فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم «لقد أطاف بآل محمد نساء
كثير يشكون أزواجهن ليس أولئك بخياركم» رواه أبو داود
والنسائي وابن ماجه. وقال الإمام أحمد: حدثنا سليمان بن داود
يعني أبا داود الطيالسي, حدثنا أبو عوانة عن داود الأودي,
عن عبد الرحمن السلمي, عن الأشعث بن قيس,
قال: ضفت عمر رضي الله عنه, فتناول امرأته فضربها,
فقال: يا أشعث, احفظ عني ثلاثاً حفظتها عن رسول الله
صلى الله عليه وسلم: لا تسأل الرجل فيم ضرب امرأته,
ولا تنم إلا على وتر, ونسي الثالثة, وكذا رواه أبو داود والنسائي
وابن ماجه من حديث عبد الرحمن بن مهدي عن أبي عوانة,
عن داود الأودي به.
وقوله تعالى: {فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلاً} أي إذا أطاعت
المرأة زوجها في جميع ما يريده منها مما أباحه الله له منها,
فلا سبيل له عليها بعد ذلك, وليس له ضربها ولا هجرانها.
وقوله {إن الله كان علياً كبيراً} تهديد للرجال
إذا بغوا على النساء من غير سبب, فإن الله العلي الكبير وليهن,
وهو ينتقم ممن ظلمهن وبغى عليهن.