مستخلص الفرقنع

[Elwawy]

الإنسان يتظاهر دوما أنه كائن حي مميز عن الحيوان, و أن نطقه و تفكيره, يُرقِيانه للمنزلة التي يدعيها, مع ذلك نلحظ الكثير من الظواهر الإجتماعية التي تجعلنا نشك في ذلك.

في هذا الموضوع لا أريد نقاش الأشياء التي تظهر (كالعنف الإعتداء التحرش الهمجية الخ) و إنما الأشياء التي عندها خلفية بدائية (أو حيوانية) دون أن ننتبه لها.

مثال : لماذا قصير القامة و ضعيف البنية الجسدية يبقى دوما صغير و لا يعطى أبدا مسؤوليات أو مناصب هامة و كبيرة, هل في حياتك رأيت مدير أو مسؤول سامي قامته 1,60 م و وزنه 50كغ, إذا كان قصير لابد أن يكون منفجر الوزن لتعويض النقص, قد تجد في حالات نادرة لكنها إستثناء.

مثلا في حالات مماثلة هل من يملك رصيد محدود من اللحم الشحم و العظم سيحظى بنفس إحترام غيره مهما كانت مكانته مدير إمام معلم أب أم ؟

الأمر لا يتعلق بالمظهر و إنما شيء حيواني بدائي في ذهن الإنسان من الصعب التخلص منه, كل الحيوانات تريد أن تظهر أكبر و خاصة عند المواجهة , "يكذب عليك الكاذب" أن الكتلة الجسمية لا تغير من طريقة تعامل الناس...

في بيئة مختلفة كقارة أسيا مثلا قصيرو القامة و ضعيفو البنية شيء مألوف, و ممكن تجد مسؤول رئيس أو أي شخص في أي منصب مهم, عكس مناطق أخرى في هذا الكوكب.

مثال أخر, قصير و رأسه كبير(رأسه أكبر من جسمه) : تجد أن شخص مماثل قد يحظى بإهتمام إعجاب إحترام أو تهديد أو مضايقة ربما شيء أخر و الشيء الوحيد الذي يصنع الفرق هو رأس كبير بدل جسد كبير.

و لازلنا ندور في شيء كبير...فهل يمكنه البنادم حذف هذا التفكير من ذهنه؟ أم أنه ما يمليه الحدس و الحس الفكري نستسلم له دون تدقيق في الأمر.

عندما أتحدث في الهاتف مع شخص غريب لإلتقائه يظن أنه يكلم ديناصور بشري, عندما يلتقي بي يندهش واو كنت أظن أنك كذا و كذا و طبعا أمزح دوما ب :
"les extraits يتحطو في قرع صغار"

الموضوع مفتوح للتخلاط من قريب أو من بعيد لا يهم, المهم الدردشة.

[جَمِيلَة]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مرحبا أخي الفيلسوف
موضوعك يتحدث عن الجاهلية الموجودة فينا كبشر والتي إذا واصلنا في تغذيتها ستنزل بنا لمراتب الحيوانية،
الاعتماد على المظاهر في تصنيف الناس وتقييمهم، يعني كأن يكون ديبلوم الانسان الأساسي والورقة الرفيعة في سيرته الذاتية، الجمال الظاهري وأسلوب اللباس،
فأصحاب العيوب الخلقية أو النقائص من أي نوع كانت غالبا يتعرضون للتهميش، الاستصغار، ذنبهم الوحيد أنهم لا يملكون صورة مثالية.. رغم أنهم في كثير من المرات مبدعون ومتميزون (قادرين يكونوا أحسن من أي واحد حاسب روحو اللي ربما لا يملك إلا جمال وجهه)
قد يأتي أحدهم ويقول لي: لا محال أنا لا أتصرف بهذه الطريقة مع الناس، يهمني الجوهر ولا أهتم بالمظاهر أبدا
أقول له تأمل معي بما أن الموضوع الذي نتكلم فيه يلفت نظرنا لوجود شيء خفي داخل النفس قد لا ينتبه له يعني نتصرف بتلقائية، رد فعل دون تفكير مسبق، مثلا لو أن واحد أمامك تراه بشعا أو غير مهندم أو ماشي بخيزونتابل بتعبير أدق، حصل على منصب أو مثلا ترقى وصعد حتى أصبح يقود الجميع، أو ربما حصل على زوجة جميلة
ستستغرب وتتعجب؟
ربما تقول هذا اللاشيء يوصل للموصل هذا وفلان وفلان يقعدوا؟؟
أو ربما أنت لا تقول ذلك ولا تتصرف هكذا؟ إذن،
أقل ما يمكنك فعله هو أنك تعتبره ظاهرة نادرة الحدوث ولو لم تكن تزدريه في نفسك لأن التصنيف موجود في مخك، هذ الناس نادرا ما يتمكنون من انجاز شيء حتى أن قوي الشخصية فيهم يشقى ويتعب ويحارب حتى يصل لمبتغاه يعيش بالتجاهل حتى يتجنب العراقيل النفسية...
وقد اعتدنا أنهم يعانون من نقص في الثقة بالنفس -والتي مصدرها غالبا تلك الاعتبارات التي يضعها المجتمع-
محاولة الهروب من التجمعات حتى لا يتعرض للنقد والسخرية لأنهم غالبا مادة للاستهزاء،
وكذلك رفض الناس لتوظيفهم أو ادماجهم معهم...
يعني أن إذا لم تكن شخص كامل الأوصاف الظاهرية الخارجية اللي على برا (قبل أن تعرض بضاعتك ومن تكون فعلا)، ستجد من يقصيك إن عاجلا أم آجلا
بل المليح فينا سيتعامل معك بالشفقة على أساس أنك مغبون أو بالحسد على أساس أنك ما تساهلش...
هذا الكلام لا يعني أنه سلوك دائم لكنه موجود ويتفاوت الناس فيه طبعا، حتى إن البعض تضرروا بشكل حقيقي وملموس دام طويلا والبعض تعرقلت حياتهم كليا.
من وجهة نظري هو أمر يمكن علاجه بالتأكيد كل واحد فينا يستطيع ان يدرب نفسه على التعامل مع جوهر الناس، وأفعالهم وأعمالهم، خاصة إذا علمنا أن اتباع هذا السلوك قد يؤدي إلى انتشار الرداءة -التي نراها اليوم مستفحلة- وهو يفرق شملنا ويضعفنا
كما أنه حقا وصدقا أسلوب بدائي ومتخلف في التقييم شئنا أم أبينا..
أخيرا نحتاج هنا لتطبيق هذه الاصطلاحات: "تكلم لأراك" "إعمل لأراك" ولو كنت تملك جمال الكون وحسن المجرات
ربما أعود بإذن الله إن وجدت حدثا في ذاكرتي يدعم القضية
بارك الله فيك
تحياتي

[بـــيِسَة]

صدقت = اضافة على ما قلته
[ الكتلة الجسمية تغير من طريقة تعامل الناس ] أصبحت تلك العبارة منطق يعني انسان سمين و طويل دائما ما يكون مخيف و مرعب
هذه هي الحقيقة انسان قصير و ضعيف يكون ضحكة للناس ... هذا مآ أراه صراحة
أصبحنا نتحدث بالمال و الكتلة الجسمية و ما شبه للاسف ... لا يهمنا العقل و طريقة التفكير