اولا الف مبروك لمنتخب الجزائر تأهله للمونديال
الان وقد هدئت الاجواء بعض الشيء انجلي الغبار عن الصراع الكروي المصري الجزائري لنكتشف جميعا ان الضحايا هم شعب مصر وشعب الجزائر وان كنا جميعا ظلمة ومظلومين
عير كل العصور وكل الازمان كانت العلاقات الاخوية المصرية الجزائرية قوية جدا وكانو تقريبا الدول العربية الوحيدة التي ليس بينها خلاف او شجار
وتسببت جلدة منفوخة لا قيمة لها ان تزرع الكراهية بين الشعبين علي الرغم من اننا اخوة في العروبة وفي الاسلام
وبيننا صهر ونسب
الان نسمع ونقرأ الشتائم علنا ومجاهرة لمصر بأكملها والجزائر بأكملها في قنوات فضائية مصرية وصحف جزائرية
القنوات الفضائية المصريةالخاصة ومقدميها وكل الصحف الجزائرية هم من اشعلو هذه النيران بمنتهي السهولة
لجني ارباح ومكالمات هاتفية واعلانات ومن توزيع الصحف التي اصبحت مليونية بالشتائم والاثارة
وكل هذا علي حساب كرامة الشعبين في سبيل مصلحة دنيئة قذرة
حجم الكذب والشتائم والاشاعات وتزوير التصريحات والمبالغة فاق اللا معقول
قامت القنوات الفضائية المصرية الخاصة بنشر افعال قام بها قلة من المتعصبين الجزائريين من حرق علم او تي شيرت
كأن الشعب الجزائري كله فعل هذا
وفي نفس الوقت قامت بعدم مصداقيه بنفي ان اتوبيس اللاعبين الجزائريين تعرض لقذف من الطوب من بعض المتعصبين المصرييين
وكلهم غير مثقفين واشباه اعلاميين ويبحثون فقط عن الاثارة الرخيصة مثل عمرو اديب ومدحت شلبي
وكل واحد يريد ان يبرز انه بطل
وبعد احداث السودان كيف يسمح اعلامي ان تشتم دولة عربية ومسلمة في برنامجه لمجرد فعل فعله متعصبون ؟
في نفس الوقت قامت الصحف الجزائرية بالمبالغة الرهيبة في الاحداث والكذب احيانا كثيرة ووصفت ما حدث بالقاهرة بالمذابح
وكيف قتل المصريون الجزائريون بل وتكلمو عن 18 قتيل نعوشهم وصلت للجزائر وان الشعب المصري اعتدي علي النساء والاطفال واذاعو ان احد المناصرين الجزائريين لقن احد زملائه الشهادة وان الامن المصري خطفه من الاتوبيس وقتله امام الجمهور الجزائري وتصدرت صور القتلي المزعومين صفحات الجرائد الجزائرية
ولما تبينت الحقيقة وانه ليس هناك قتلي اكتفت واحدة واو اثنتين من الجرائد بنشر خبر صغير في ثلاث سطور انه لا يوجد قتلي
هذه الاخبار جعلت جمهور من المتعصبين الجزائريين يهاجمون المصريين بالجزائر ويقتحمو بيوتهم بدافع الانتقام وذهب الكثير للسودان بدافع الانتقام وليس للتشجيع ورفع لافتات في الملعب لا لليهود المصريين والبصق علي اللاعبين
المشكلة ان الجمهور المصري الذي ذهب الي السودان عبارة عن ممثلين ومطربين وسياسيين واعلاميين ورياضيين واحزاب سياسية واعضاء مجلس شعب ووزراء وبينهم ايضا نجلا رئيس الجمهورية
ومعظمهم لا يفهم في الكرة شيئا ذهبو للاحتفال والتصوير
وهؤلاء لهم تأثير كبير علي الاعلام المصري والشعب المصري والسياسيون فيهم مثل جمال مبارك وزكريا عزمي والفقي ووزير الانتاج الحربي لهم تأثير في القرار السياسي
وفيهم اعلاميون وفنانون وصحفيون لهم تأتثير في التوجه الاعلامي
باختصار الذين تعرضو لهذه الاعتداءات كثير منهم له وزن عند الشعب المصري ولهم جماهير
وتسببو في اشعال الراي العام بمصر اكثر مما يحتمل
ان الجماهير في مصر والجزائر حولو غضبهم وكبتهم وسخطهم من مشكلات بلديهم الكثيرة الي كرة القدم
وان مصر والجزائر هي عدوهم وسبب مشاكلهم وهذا من مصلحة الحكومتين المصرية والجزائرية
لتلهي الشعوب عن واقع حياتها المليء بالمشاكل والازمات
ومذكور في القران وان تطع اكثر من في الارض يضلوك عن ذكر الله صدق الله العظيم
لقد حدثت جراح كثيرة في كلا من المصريين والجزائريين ولن يشفيها الا الزمن
ويجب تدخل العقلاء من البلدين لوقف هذه المهزلة والغوغائيين والمتعصبين
ولا نترك مصيرنا أيدي اعلاميين وصحفيين جهلة ولا عبي كرة قدم متخمين بالمال
كل واحد من هؤلاء ثروته بالملايين
كل هؤلاء بعيدين كل البعد عن معاناة الشعبين الحقيقية
حكومتي مصر والجزائر تعادلو معا في مباراة قوية وهي مباراة الفساد
كلتا البلدين تحتل المركز 111 في قائمة الدول الاكثر فسادا علي مستوى العالم
ان ما حدث بين مصر والجزائر يثير سخرية العالم حولنا ويثبت مما لا يدعو مجالا للشك
ان الوضع السيء والمشاكل التي في مصر والجزائر لم يأتي من فراغ
واننا لن نستطيع اصلاح شيء او انجاز شيء الا اذا اصلحنا نفسنا اولا
ليست البطولة والوطنية ان تشتم مصر او الجزائر من اجل كرة قدم
الوطنية هي ان تحاول ان تجعل بلدك افضل وتصلح نفسك ودينك واخلاقك اولا
اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا