من واقع خبرتي في وزارة التربية و التي قد تجاوزت الـ 25 سنة أقول أنه لم يسبق لي أن رأيت إضرابا ناجحا كالاضراب الذي شنته النقابات المستقلة و الذي يبدو لي أنه ضرب الوزارة وحتى الحكومة في الصميم وجعلها تراجع الكثير من القرارات الجائرة في حق رجال التربية و التعليم ، فليس من السهل أن تجعل أحمد أو يحي رئيس الحكومة و ما أدراك ما أحمد أويحي يتراجع عن قراره الخاص بالغاء الاثر الرجعي للمنح و التعويضات ، فبربكم أليس هذا نصرا ...
أليست طلة وزير التربية على الاساتذة من خلال شاشة التلفزيون و توسله لهم بالكف عن الاضراب بلغة ما عهدناها منه وتعهده بالاستجابة لكل المطالب و لم يكتف بذلك بل قدم تعهدا مكتوبا ، أليس ذلك نصرا ما بعده نصر و هو الذي كان إلى وقت قريب لا يعرف إلا لغة التهديد و الوعيد
ضف إلى ذلك حتى مدراء المؤسسات و المفتشون تعاطفوا مع هذا الاضراب بطريقة أو بأخرى مع هذا الاضراب و لم نلحظ تلك الضغوطات التي كثيرا ما كانوا يمارسونها على المضربين ايمانا منهم أن الهم و احد و المصيبة واحدة و المصير واحد و الشهرية واحدة ، أليس هذا الالتفاف و التلاحم بين رجال التربية و التعليم نصرا..
فمن و اقع خبرتي أقول أن وزارة التربية ستغير الكثير من نظرتها إلى عمالها في المستقبل القريب فمزيد من النضال و التضحيات يا رجال التربية إن أردتم أن يصل صوتكم إلى قصر تليملي و الله الموفق