مقالات فلسفية - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات التعليم الثانوي > منتدى تحضير شهادة البكالوريا 2025 > منتدى تحضير شهادة البكالوريا 2025 للشعب العلمية، الرياضية و التقنية > قسم العلوم التجريبية

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

مقالات فلسفية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2018-06-01, 13:49   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
Qu_een
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية Qu_een
 

 

 
إحصائية العضو










17 مقالات فلسفية

السلام عليكم

هذا الموضوع خاص بالمقالات الفلسفية ومايخص الفلسقة
اي واحد عندو مقالة يحطهالنا هنا نستفادو منها
وسأجمع كل المقالات لي عندي هنا


العنف والتسامح :
https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2142328
الشعور واللاشعور:
https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2142330
الحرية والمسؤولية
https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2142326
العلوم التجريبية
https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2142329









 


رد مع اقتباس
قديم 2018-06-01, 14:07   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
benmoz
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية benmoz
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

يا عمري شكرا جزاك الله خيرا









رد مع اقتباس
قديم 2018-06-01, 14:17   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
*** عبق الزهور ***
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية *** عبق الزهور ***
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم
شكرا لكن الروابط لا تعمل










رد مع اقتباس
قديم 2018-06-01, 14:29   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
Qu_een
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية Qu_een
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

https://up.djelfa.info/download87062.html


مقالات فلسفية










رد مع اقتباس
قديم 2018-06-01, 14:31   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
Qu_een
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية Qu_een
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة *** عبق الزهور *** مشاهدة المشاركة
السلام عليكم
شكرا لكن الروابط لا تعمل
تفضلي ختي

https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2142329

https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2142326

https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2142328

https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2142330









رد مع اقتباس
قديم 2018-06-01, 16:02   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
warrior1
عضو مبـدع
 
الصورة الرمزية warrior1
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيكي أختي










رد مع اقتباس
قديم 2018-06-03, 04:02   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
Qu_een
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية Qu_een
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

وفيك بركة ^^










رد مع اقتباس
قديم 2018-06-03, 04:04   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
Qu_een
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية Qu_een
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

https://up.djelfa.info/download87169.html


كتاب البساطة في الفلسفة اكثر من رائع اعتمد عليه كثيرا










رد مع اقتباس
قديم 2018-06-03, 08:54   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
Qu_een
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية Qu_een
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

مقالة المنطق الارسطي مقترحة للشعبة العلمية با التوفيق للجميع
أولا: طرح المشكلة : إنّ العقل هو القاسم المشترك بين أفراد الإنسانية ويتميز بتماسكه وحذره من الوقوع في تناقض مع ذاته ، فهو يتحرك وفق نظام دقيق يحكمه وقواعد تضبطه، فهل يكفي أن نعرف هذا النظام وهذه قواعد حتى نكون في مأمن من الوقوع في التناقض والأخطاء ؟
ثانيا: محاولة حل المشكلة :
I. الأطروحة:
• منطقها: [يكفي أن نعرف قواعد الفكر المنطقي حتى نكون في مأمن من الأخطاء] (عرض وجهة نظر لأنصار المنطق) .
• براهينها:
أ‌) لقد نوه الكثير من الفلاسفة بأهمية المنطق، لقد اعتبره أرسطو "أورغانون العلم" أي الآلة التي يحصل بها العلم . وقد جراه في هذا ((الفارابي)) في قوله: « صناعة المنطق تعطي بالجملة القوانين التي شأنها أن تقوّم العقل وتسدّد الإنسان نحو طريق الصواب ونحو الحق» .
ب‌) يعتمد على قواعد تحصن الفكر من التناقض ؛
يتبع أسلوب الاستدلال القائم على استنتاج مما يجعله فكرا تحليليا برهانينا ؛
إن قواعد المنطق تحرّر الفكر من قيود العاطفة ؛ إنّه يعودنا ترتيب أفكارنا وتأسيسها في صورة منطقية سليمة ، فخطابنا لا يكون مفهوما إلا إذا كان مؤسسا ومهندسا ؛
ويعطينا المنطق القدرة على فحص استدلالات الآخرين وردّها أو قبولها ؛
ينبهنا إلى الأخطاء الشائعة لدى أغلب الناس ، كالخلط بين التناقض والتضاد .

المناقشة: لا ينبغي المبالغة في اعتبار المنطق الصوري منهجا متكاملا ، فقد نعرف قواعد الفكر المنطقي ولكن، هذا لا يمنع وقوعنا في أخطاء نتيجة تأثير حتميات على المحاكمات المنطقية، منها :
أ‌- تأثير الحتمية النفسية: الميول الذاتية والاهتمامات الخاصة والرغبات كلّ ذلك يؤثر في الذات المفكرة ؛
ب‌- تأثير الحتمية الاجتماعية: الإنسان كائن اجتماعي يتأثر تفكيره بالجماعة الحضارية التي ينتمي إليها ، وبالتالي المحاكمات المنطقية التي يجريها ؛
ج‌- تأثير حتميات الفكر الفلسفي : المنطق التقليدي بحث فلسفي من الدرجة الأولى (الرجوع إلى نص محمد ثابت الفندي ، الكتاب المدرسي) .

خ™خ™. نقيض الأطروحة:
• منطقها: [لا يكفي أن نعرف قواعد الفكر المنطقي حتى نكون في مأمن من الأخطاء] (عرض وجهة نظر خصوم المنطق) .
• براهينها:
أ‌) يعتبر ديكارت من أبرز أنصار الأطروحة، بل أن ديكارت يذهب أبعد من ذلك، حينما أعتبر المنطق عقيما مغلقا ومنقضيا، وفي هذا المعنى، يقول محمد ثابت الفندي : « إن منطق الفلاسفة يستند أساسا، إلى ألفاظ اللغة العادية في عرض قضاياه وبرهانها. ولم يستطع المنطق طوال تاريخه أن يصطنع لنفسه لغة علمية [...] مع شدة حاجاته إلى مثل هذه اللغة » .
وذهب ((ستوارت ميل)) إلى أن القياس مصادرة على المطلوب.. إن المنطق في نظر هؤلاء ضيق لا يعبر عن كل العلاقات المنطقية .
ب‌) إن المنطق الصوري منهج صوري وشكلي : يهتم بصورة الاستدلال وشكله ولا يهتم بمادته ومضمونه ، فذا قلنا: كلّ الكواكب ثابتة والأرض كوكب إذن الأرض ثابتة : النتيجة الأرض ثابتة صحيحة من الوجهة الصورية لكنها، غير صحيحة من الوجهة المادية (الواقعية) . لذلك يقال أنّ المنطق الصوري أخر المعرفة البشرية قرابة 20 قرنا من الزمن . (القرن 04 ق.م إلى القرن 16) . * إن الفكر قد ينطبق مع نفسه من الناحية الصورية المجردة، لكن دون أن يقتنع غيره بالمضمون الذي يحمله؛
ج‌) إنّه منطق لغوي : يستعمل اللغة العادية بما فيها من ملابسات . أنه منطق حدود يستخدم لغة الألفاظ، فيؤدي ذلك إلى مغالطات والتباسات. ويقول (( مونيي )) : « إنّ اللّغة غير دقيقة، فالكثير من أهم ألفاظها مبهم [...] والعلم يتكلم لغة في غاية الدقة، لغة الرياضيات التي مكّن بناؤها من التخلص من المبهمات ».
ح‌) إن القياس المنطقي عبارة عن تحصيل حاصل (أجوف وعقيم) والنتيجة فيه متضمنة في المقدمات ، فإذا قلنا : كل إنسان مائت ، وسقراط إنسان ، إذن سقراط مائت ، تكون النتيجة [سقراط مائت ] تحصيل حاصل لأنّها متضمنة في المقدمة الكبرى [كل إنسان مائت ] .
• المناقشة: لا ينبغي المبالغة في رفض المنطق الصوري :
- ألا يحتاج رفض المنطق إلى منطق ؛
- في مقابل ما ذهب إليه خصوم المنطق نجد من ينوه بالمنطق ودوره في مجالات العلم والمعرفة ، فالمنطق الصوري وبالرغم من المآخذ المسجلة عليه، فإن ذلك لا يقلّل من قيمته : بلغت قيمة المنطق ذروتها حتى مع العلماء الأصوليين، بل واعتبروه فرض كفاية على المسلمين وهذا على درب أبو حامد الغزالي الذي قال: « إن من لا يحيط بالمنطق، فلا ثقة بعلومه أصلا » وظل يحظى بهذه القيمة حتى مع الغرب المسيحي، فهاهو القديس توماس الإكويني الذي كان يعتبره: « الفن الذي يقودنا بنظام وسهولة وبدون خطأ في عمليات العقل الاستدلالية »

خ™خ™خ™. التركيب: التأكيد على ضرورة المنطق الصوري
- يعد المنطق منهجا لمختلف العلوم، فالمنطق له أهمية قصوى في تكوين وتحصيل المعرفة بالمعنى العام، والمعرفة العلمية على الخصوص، ذلك أن العالم، مهما كان تخصصه، يقوم بعمليات عقلية كثيرة كالتحليل، والتركيب، والاستنباط ، والبرهان، والقياس، والتعميم ... وفي كلمة واحدة أن العالم يسعى بتلك العمليات، التي لها علاقة بطريقة أو بأخرى بالمنطق، إلى تحويل الظواهر إلى مفاهيم يسهل عليه ضبطها في شكل معادلات رياضية تمكنه من الوصول إلى معرفة بالقوانين المتحكمة في الطبيعة . ومن هنا جاءت أهمية المنطق كأداة لتحصيل المعرفة
حلّ المشكلة:
وعليه ، يبقى المنطق منهجا لمختلف العلوم ومن ثمة، لا يمكن رفضه لكن، ينبغي تطويره وسدّ النقص الذي عرفه تكيفا مع متطلبات الواقع المتغير. وبالفعل اتجهت اهتمامات المناطقة والعلماء إلى أساليب جديدة تسمح بالانتقال من اللفظ إلى الرمز ومن عالم المجرد إلى عالم المحسوس، أي من المنطق الصوري إلى المنطق الرمزي أو المنطق الرياضي حيث لم تعد اللغة العادية هي الأداة بل ، أصبحت لغة الرياضيات وهذا ما يتلاءم مع روح العصر .[/glow][/shadow]










رد مع اقتباس
قديم 2018-06-03, 08:55   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
Qu_een
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية Qu_een
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

الحتمية واللاحتمية
الأسئلة: هل الحتمية مبدأ مطلق؟-هل يكفي أن نعرف الحتمية حتى نتحكم في الطبيعة؟-هل اليقين يسود جميع الظواهر الطبيعية؟-هل القوانين العلمية نسبية أم مطلقة؟-هل تتكرر حوادث المستقبل بنفس الطريقة التي تظهر بها في الحاضر؟-هل التنبؤ ممكن في العلم-
المقدمة:
تنطلق الدراسات العلمية على اختلاف مضمونها ومنهجها من مرحلة البحث حيث تحرك العلماء أسئلة وإشكالات محيّرة تقودهم إلى مرحلة الكشف من خلال ملاحظات وفرضيات والتي تنقلب بـالبرهنة إلى قوانين علمية برهانية فإذا علمنا أنّ الحتمية تدافع عن القوانين المطلقة وكذا التنبؤ, واللاحتمية تؤمن بالتفسير النسبي والاحتمالي فالمشكلة المطروحة:هل تخضع الظواهر الطبيعية لمبدأ الحتمية أم اللاحتمية؟/
الرأي الأول(الأطروحة):
ترى هذه الأطروحة أن شرط قيام المعرفة العلمية هو الإيمان بالحتمية أي الظواهر الكونية محكوكة بعلاقة النسبية بحيث {إذا تكررت نفس الأسباب تحدث دوما نفس النتائج} فلا مجال في الطبيعة للصدفة والتلقائية والاحتمال هذا ما عبّر عنه "غوبلو" قائلا{الكون متّسق تجري حوادثه وفق نظام ثابت, إنّ النظام الكوني كلي وعام} مما يستلزم أن القوانين العلمية صادقة صدقا مطلقا لأن اليقين يسود جميع الظواهر الطبيعية بحيث تتكرر حوادث المستقبل بنفس الطريقة التي تظهر بها في الحاضر مما يسمح بالتنبؤ. ترتبط هذه الأطروحة بفيزياء "نيوتن" الذي شبّه الكون بالساعة في الدقة والآلية وهو يعتقد أن تفسير الكون يخضع لمبادئ ذكر منها لكل فعل ردّ فعل يساويه في الشدة ويعاكسه في الاتجاه والتنبؤ يستند إلى القاعدة القائلة {إذا علمنا موقع جسم وسرعته وطبيعة حركته أمكننا التنبؤ بمساره}, ومن الأمثلة التي تبرهن على وجود الحتمية أن التيار الكهربائي يسبب انحراف الإبرة المغناطيسية وارتفاع درجة الماء فوق 100o يحدث التبخّر. وسرعان ما انتقل مفهوم الحتمية من مجال الفيزياء إلى مجال علم الفلك ويظهر ذلك عند"لابلاس" الذي قال في كتابه [نظرية في الاحتمالات] {الحالة الراهنة للكون نتيجة لحالاته السابقة وسببا لحالته اللاحقة} ولو استطاع العقل الإحاطة بمواقع الأجسام وطبيعة حركتها لأصبح علمه أكيدًا ويقينيا فالحتمية مبدأ مطلق.
نقد(مناقشة): هذه الأطروحة تتجاهل أن العلم الحديث أثبت بالبرهان أن الظواهر المتناهية في الصغر لا تخضع لمبدأ الحتمية.
/الرأي الثاني(نقيض الأطروحة): ترى هذه النظرية (اللاحتمية) أنه لا وجود لنظرية علمية نهائية ومطلقة أي العلاقات بين الظواهر الطبيعية ليست دقيقة وصارمة مما يستلزم أن القوانين العلمية نسبية واحتمالية وهذا ا ذهب إليه"جون كميني" في كتابه [الفيلسوف والعلم] {إن كثيرًا مما نطلق عليه اسم القوانين العلمية هو أنه صحيح بشكل تقريبي أو خطأ في كثير من الأحيان} ترتبط هذه الأطروحة بالقرن الـ20 الذي شهد مولد النظرية النسبية لـ"آنشتاين" وكذا بحوث علماء الذرّة ومنهم "هاينبرج" الذي رأى من خلال مبدأ الارتياب أنه لا يمكن حساب موقع وسرعة الإلكترون بدقة وفي آن واحد, وهذه الحقيقة عبّر عنها "لويس دوبري" في كتابه [المتصل والمنفصل] قائلا {حين نريد في المجال الذري أن نحصر حالة الأشياء الراهنة حتى نتمكن من الإخبار عن الظواهر المستقبلية بدقّة أشدّ خسرنا بعض المعطيات الضرورية}. ومن الأمثلة التي تؤكد نسبية العلم أن انشطار ذرة الراديوم لا يخضع لقاعدة ثابتة كما أن الذرة تصدر طاقة في شكل صدمات غير منتظمة يصعب معها التنبؤ الدقيق. وكما قال "دبراك" {لا يمكن التنبؤ إلا على هيئة ما يسمى حساب الاحتمالات} وهو نظام إحصائي يعتمد علة قواعد رياضية. إن الظواهر الكونية تخضع لمبدأ اللاحتمية.
نقد(مناقشة): إن هذه الأطروحة تجاهل أن عدم الوصول إلى قوانين دقيقة إنما يرتبط بضعف الوسائل المستعملة.
/التركيب: تشكل الحتمية التقليدية صورة ميتافيزيقية متطرفة تتعارض مع الروح العلمية وكما قال "آدنجتون" {الإيمان بوجود علاقات دقيقة صارمة في الطبيعة هو نتيجة للطابع الساذج الذي تتصف به معرفتنا للكون} والسبب في ذلك ما تنطوي عليه أدوات العلم من أشكال النقض وهذا واضح في بحوث الذرة التي حطمت التصوّر للكون. وعلى حدّ تعبير "لانجفان" {إن نظريات الذرة في الفيزياء الحديثة لا تهدم مبدأ الحتمية وإنما تهدم فكرة القوانين الصارمة} فالنسبية هي أساس العلم, هذه النظرية العقلانية الجديدة عبّر عنها "برتراند راسل" في كتابه [المعرفة حدودها ومداها] بمصطلح الحتمية المعتدلة وهو مبدأ ينسجم مع البحوث العلمية المعاصرة عبّر عنه أصدق تعبير "جيمس جونز" {إذا نظرت إلى النظرية النموذجية لماكسويل تلمس الحتمية بوضوح أما إذا نظرنا إلى بحوث الذرة فلا تجد الحتمية}-
الخاتمة: ومجمل القول أن التفكير العلمي تفكير عقلاني وتجريبي في آن واحد يهدف إلى تفسير الظواهر الطبيعية من خلال ضبط القوانين والنظريات غير أن المعرفة العلمية وحدودها طرحت إشكالات كثيرة أهمها إشكالية الحتمية واللاحتمية وهي ترتبط بموقفين متناقضين أحدهما يدافع عن القوانين المطلقة وفكرة التنبؤ والآخر يدافع عن المفهوم النسبي والاحتمال في العلم, ومن خلال المقارنة الفلسفية التي قمنا بها نستنتج:تخضع الظواهر الطبيعية لمبدأ الحتمية واللاحتمية في آن واحد بحسب تقد وسائل البحث العلمي ومناهجه.
























هل يمكن إخضاع ظواهر المادة الحية لمبدأ الحتمية ؟؟؟
عرف الإنسان بعد اكتشاف المنهج التجريبي حركة فكرية نشيطة عملت على فصل العلوم عن الفلسفة ، وكانت الدعوة إلى التخلي عن التفسير الغائي على أساس أن أية دراسة لا تكون علمية إلا إذا فسرت ظواهرها بالأسباب الفاعلة التي إذا تكررت معها نفس النتائج ، إذا كانت البيولوجيا لكي تقوم يجب عليها دراسة ظواهرها دراسة علمية ، هل هنا يعني أن البيولوجيا يجب أن تفسر ظواهرها تفسيرا أليا ( بالأسباب الفاعلة ) وتخضع لمبدأ الحتمية ؟ لكن المادة الحية تمتاز بالحياة والتكامل ، على غرار المادة الجامدة وكأنها وجدت لغاية حددت من قبل ، هل هذا يعني أن المادة الحية بخلاف المادة الجامدة يجب تفسير ظواهرها بالأسباب الغائية ؟ إذا عرفنا مرة أخرى أن التفسير الغائي عقيم علميا وعمليا ،
المشكل المطروح * هل يمكن أن نفسر ظواهر المادة الحية بالأسباب الفاعلة فتقوم البيولوجيا أم لا ؟ ـ
أعجب أصحاب المذهب الآلي بالنتائج العلمية والعملية التي حققتها الحتمية في ميدان العلوم الطبيعية فرأو أن البيولوجيا إذا أرادت أن تقوم كعلم يجب أن تخضع هي أيضا ظواهرها لمبدأ الحتمية ، وتفسرها بالأسباب الفاعلة ، التي إذا تكررت تتكرر معها نفس النتائج الأمر الذي يمكنها من الكشف عن العلاقات الثابتة بين الظواهر والتحكم فيها ولا شيء يمنع من ذلك مادام الكائن الحي يتكون من نفس المواد التي نجدها في الطبيعة ، وكذلك التفاعلات التي تحدث في المعدة هي نفسها التفاعلات التي تحدث في المخابر ، فلا تكون الدورة الدموية سوى عملية ميكانيكية تخضع لنفس قوانين الميكانيكا المعروفة في الفيزياء ، يقول علي الياقي عن الآليين : إذ يبدو لهم الجسم المتعضي الحي بمثابة آلة اعتيادية من نموذج فيزيائي كيماوي معا تشكله قوانين و وظائفه تشبه إلى حد بعيد القوانين التي تستند إليه الآلات أما عن الاختلاف بينهما فيمكن في درجة التعقيد فقط يقول والفرق الأساسي عندهم بين المادة المتعضية والمادة الجامدة ، يقوم على درجة الاشتباك والتعقيد أما عن تكوين الكائن الحي ، فإنه تكون عندهم بنفس الطريقة التي تكون بها البترول في الطبيعة تجمع مواد وتفاعل مواد ، ولا داعي لمحاولة تفسير وجودها بغايات قصديه ، فالعين لم تخلق لغاية الإبصار، وإنما وجدت نتيجة لاتفاقات كثيرة ، ثم قامت الطبيعة بعملية الانتخاب ، فما كان نافعا أبقته ، وما كان ضارا أزال كما يقول داروين أما عن الوظيفة التي يقوم بها العضو فتكوينه هو الذي يحددها بطريقة آلية ، فالإنسان يبصر لأن له عينين ، وليس عينان لكي يبصر ، الآليون ينكرون كل تفسير ديني ميتافيزيقي لوجود الكائنات الحية ، وذهبوا إلى حد القول أن الإنسان لم يوجد على هذا الشكل ، وإنما مر في وجوده بعدة مراحل تطورية ، فكرة نجدها عند ديكارت نفسه الذي يؤكد أننا نفهم طبيعة الأشياء أكثر عندما ننظر إليها على أنها تكونت شيئا فشيئا ، أكثر مما نفهمها عندما ننظر إليها على أنها وجدت دفعة واحدة . وكذلك عند دوثردان الذي يرى ان التطور ليس فرضية ، ولكنه التعبير الملائم الحياة . وعند فاندنروك الذي يقول : كلما عرفنا الكائن الحي كلما اصبحت فكرة التطور بديهية ، فيحتم علينا تفسير ظواهر المادة الحية ، كما تفسير ظواهر المادة الجامدة تماما . * لكن كيف يمكن للآليين ان يفسرو المادة الحية بنفس الطريقة التي يفسرون بها المادة الجامدة وشتان بين المادتين ؟ المادة الجامدة مادة هامدة ليس فيها حياة بينما المادة الحية مادة تمتاز بالحياة يربط أجزائها نوع من التكامل الكبير الذي يدل على وجود غاية يهدف اليها ، هكذا يستبعد برغسون الذي تصدى للمبدأ الآلي . وحدوث المصادفة أو التنظيم العفوي في وجود الكائنات الحية ونشوئها ، ويفسر تكامل اعضاء الكائنات الحية بالقوة الحيوية التي تدفع دوما الى الكائن الكامل ، ان الأعضاء وجدت لضرورة القيام بالوظائف التي حددت لها من قبل وليس العكس ، ان محاولة










رد مع اقتباس
قديم 2018-06-03, 08:55   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
Qu_een
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية Qu_een
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

العلوم الانسانية:

إشكاليات فلسفية
مشكلة التجريب في العلوم الإنسانية Sciences Humaines
تمهيد : لقد جاءت العلوم الإنسانية متأخرة النشأة قياسا بالعلوم الدقيقة، كما جاءت تلك النشأة، كنتيجة لما بدأت المجتمعات الحديثة تعرفه من قضايا نفسية واجتماعية جديدة ارتبطت بتطورها السريع.. هكذا أصبحت هذه العلوم تسعى إلى تحويل الإنسان إلى ظاهرة قابلة للدراسة العلمية الموضوعية. إلا أن تميز الإنسان واختلافه عن الظواهر الطبيعة جعل العلوم الإنسانية تعرف مشاكل إبيستيمولوجية من نوع خاص، ومن ثم بدأ العلماء يتساءلون حول مدى قدرة هذه العلوم على بلوغ دقة العلوم الطبيعية.
ا - ما هي العلوم الإنسانية ؟ وهي تسمى العلوم المعنوية وهي تتخذ من أحوال الناس وسلوكاتهم موضوع الدراسة وفق منهج منظم ،إنها تدرس واقع الإنسان و كل ما يصدر عنه من سلوكات من مختلف أبعاده ، النفسية والاجتماعية و التاريخيــــــة
ب- ماالفرق بينها وبين العلوم المعيارية ؟
أن العلوم الإنسانية S.Humaines تدرس الحالة الراهنة للسلوك أي ما هو كائن أما العلوم المعياريةAxiologie فهي تهتم بما يجب أن يكون أي بما تحمله الأماني كعلم االمنطق Logique الذي يبحث في قوانين التفكير الصحيح .وعلم الجمال Esthétique الذي يدرس الفرق بين القبيح و الجميل و أسس التعبير الجمالي وعلم الأخـــــــــلاق . Ethique التي تبحث في القواعد و القيم التي ينشأ عليها السلوك الفاضل و على أساسها يتم التمييز بين الخير و الشر
ج- صياغة المشكلة : لقد حققت العلوم الطبيعية نجاحا كبيرا بفضل استخدامها المنهج التجريبي و قوانين الحتمية ، فهل يمكن أن يتحقق ذلك مع العلوم الإنسانيـــة؟ بمعنى هل يمكن دراسة الظواهر الإنسانية بطريقة تجريبية تماما كما يحدث في العلوم الفيزيائة و الكيميائية.. ؟

الموقف المعارض/ لا يمكن إخضاع الظواهر الإنسانية للتجريب ، وبالتالي لا يمكن أن تكون موضوعا لمعرفة علمية نظرا للعوائق الابستيمولوجية التالية( الحجج)
ا عوائق الحادثة التاريخية
1 - الحادثة التاريخية فريدة من نوعها لا تتكرر /، لأن الزمن الذي حدثت فيه لا يعود من جديد ، و الاطار الاجتماعي الذي اكتنفها يكون قد تغير و لذلك لا يمكن للمؤرخ إخضاعها للتجريب عن طريق اصطناع حربا تجريبية حتى يتحقق من صحة فرضياته ، ثم انها ظواهر لا تمتثل لقوانين الحتمية ، إن أسباب وقوع حرب ماضية قد تجتمع حاليا ولا تقع الحرب قد تلجأ الأطراف المتنازعة الى السلم بدل الحرب ، وما دام الإنسان يتصرف عادة بحرية فان التنبؤ بأحواله يكون شبه مستحيل
2- الحادثة التاريخية لها طبيعة معنوية / كالحروب الصليبية أو الحرب الباردة ، لا تلاحظ بالعين المجردة أو بالأجهزة كما نلاحظ الظواهر الطبيعية ، و ما يمكن ملاحظته فقط آثارها غير المباشرة و هذا يعني أن الخطوة الأولى في المنهج التجريبي منعدمة
3- انها حادثة من انتاج الإنسان و تخطيطه /، لذلك يصعب تحديد أسبابها بدقة ، و نتائجها و أبعادها وقت حدوثها ، فالكثير من الحروب تقع بطريقة غير مفهومة ، يخفي مقرروها أسبابها الحقيقية و يصر
4- عائق الذاتيــــــــــة / و هو من أكبر العوائق الابستيمولوجية في العلوم الإنسانية ، لأن المؤرخ لا يواجه في هذه الحالة ظواهر طبيعية مستقلة ، بل سيواجه حقائق تتعلق بكيانه الشخصي و الوطني و الاديولوجي ، فيكون هو الدارس و المدروس في نفس الوقت ، يتأثر حتما بانتمائه السياسي و الديني ، ان المؤرخ الجزائري على سبيل المثال لا يكتب تاريخ الثورة التحريرية وما جرى فيها من مجازر كما يكتبها المؤرخ الفرنسي ، إن المؤرخ بصفة عامة بدل أن يلتزم الحياد و الموضوعية و يفسر الحادثة كما وقعت يقوم بتأويلها و يصدر بشأنها أحكام تقييمية ، فتراه يضخم الوقائع التي تخدم قضيته ، و يتغاضى عن الوقائع التي تسيئ اليها . و في جميع الحالات تزييف للحقيقة
ب عوائق الظاهرة الاجتماعية
1- انها ظاهرة بشرية ، من صنع الإنسان و ترتبط بحياته الخاصة و العامة ، و الإنسان كما نعلم يتصرف بحرية له القدرة على إبداع مظاهر سلوكية غير معهودة و غير متوقعة ، كما أنه لا يستقر على حالة واحدة و عليه لا يمكن اخضاعها لقوانين الحتمية ، مثلا اذا وقع الطلاق بين زوجين لأسباب معينة ، فان نفس الأسباب قد نجدها في عائلة أخرى دون ان يحدث الطلاق ، نفس الشيئ بالنسبة لظاهرة الانتحار و العنف و غيرها ، و هذا ما يضيق دائرة التنبؤ بشكل كبير
2- انها ظواهر متشعبة / تتدخل فيها عوامل كثيرة ، اقتصادية و اجتماعية و سياسية و عقائدية و تاريخية ، فقد يقول البعض أن سبب الهجرة الى الخارج اقتصادي محض ، لكن يمكن أن يكون سياسي أو اديولوجي
3- انها ظواهر خاصة /تنطوي على عوامل و محركات ذاتية ، كعوامل الطلاق و الانتحار و الهجرة ،و ما هو ذاتي لا يكون قابلا للدراسات التجريبية لانعدام الملاحظة الخارجية ، و لايكون قابلا أيضا للتحليل الرياضي الدقيق .


ج- عوائق الظواهر النقسية /
1- انها ظواهر داخلية يدركها صاحبها ، ولا تدرك من الخارج ، فنحن لا نرى الشعور و اللاشعور ، أو الحب و الكراهية و الانانية و غيرها ، لا مكان لها ، و لا حجم . فعندما يتحول الحزن الى فرح لا ندري المكان الذي اختفى فيه الحزن ، و لا المصدر الذي جاء منه الفرح
2- انها ظواهر كيفية ، تقبل الوصف لا تقبل التقدير الكمي ، فاذا كان العلم قادر على قياس درجة حرارة الجسم أو ارتفاع ضغط الدم بالوسائل التقنية ،فان هذه الوسائل غير قادرة على قياس درجة القلق أو الحب الإيمان و غيرها..، يقول الكسيس كاريل ( ان تقنياتنا عاجزة عن تناول ما لا بعد له و لا وزن و عن قياس درجة الغرور و الأنانية ، و الحب و الكراهية و سمو الروح نحو الله)
3- إنها ظواهر خاصة / تتعلق بمقومات الشخصية ، وما دامت هذه المقومات مختلفة من شخص لآخر يتعذرفيها التعميم ، كل واحد و انفعالاته ، و اهتماماته ، و قناعته ، و لذلك يستحيل تعميم النتائج ، و هذا يعني أن مبدأ الاستقراء المعروف في العلوم التجريبية غير قابل للتطبيق في الدراسات النفسية
4 إنها ظواهر شديدة التداخل و الاختلاط ،يشتبك فيها الإحساس و الإدراك ، و الذكاء مع الإرادة و الانتباه مع الإرادة ، و اللاشعور بما تحت الشعور ، فتنعدم الدقة النتائج المتوصل إليها
5- إنها ظواهر لا تتكرر بنفس الطريقة و نفس الشعور و نفس الأثر ، فلا يمكن للباحث أن يصطنع الحب و الكره أو التفاؤل و التشاؤم حتى يتحقق من صحة فرضياته ، فهي ظواهر تفلت من قبضة الإرادة و المنطق .

النقد / لا ينكر احد مدى تعقيد الظواهر الإنسانية سواء كانت تاريخية او اجتماعية أو نفسية و الناتج عن خصوصيتها كظواهر معنوية ، لكن يمكن دراستها بطريقة علمية موضوعية وفق مناهج خاصة تنسجم مع طبيعتها . و يكون التجريب المكيف أفضل طريقة للدراسات الإنسانية

الموقف المؤيد/ يمكن إخضاع الظواهر الإنسانية لدراسة علمية ، وتجريب خاص ، كما يمكن تجاوز تلك العوائق بفضل المناهج التي كيفت حسب طبيعة الموضوع

*تجاوز العوائق في التاريخ
لقد استطاع 'عبد الرحمان ابن خلدون' أن يجعل من التاريخ علما له منهجه و قوانينه ، فالتاريخ في نظره ليس مجرد سرد للأخبار بل تحليل و تعليل لها يقول (وأما الأخبار عن الواقعات فلا بد في صدقها و صحتها من اعتبار المطابقة فلذلك وجب أن ينظر في إمكان وقوعه ، و صار فيها أهم من التعديل و مقدما عليه)
علمية التاريخ تستوجب العمل بالقوانين التالية :
1- قانون السببية: ما من حادثة تقع الا و لها أسباب طبيعية أدت الى وقوعها ، و المقصود بالأسباب الطبيعية ما تعلق بحالة المجتمع السياسية و الاقتصادية و الثقافية ، و هنا يربط ابن خلدون بين حركة التاريخ و يفرزه العمران البشري من أحوال يقول( التاريخ خبر عن الاجتماع الإنساني الذي هو العمران وما يعرض لطبيعته من الأحوال مثل التوحش و التأنس و العصبيات ...)
2- قانون الإمكان و الاستحالة : ما كان من الأخبار معقول أدخلناه دائرة الإمكان و ما كان غير معقول أدخلناه دائرة الاستحالة ، وبهذا المبدأ يمكن لنا التمييز بين الأخبار الصحيحة و الأخبار الخاطئة بشكل برهاني
3- قانون التشابه : ان الأحداث التاريخية تتشابه في عللها و نتائجها ، فالحضارات تنمو على عصبية معينة و لما تصل الى قمة الهرم يلجأ أفرادها الى الترف فيبدأ التقهقر و الانحطاط لتبدأ حضارة أخرى في النمو بنفس العملية ، فالتاريخ يخضع لمبدأ الحتمية
4- قانون التطور: ان العمران البشري في تطور مستمر ، و أحوال الناس في تغير و تنوع ، وأن قانون التشابه ليس مطلقا و أن تغير الاعراض و المظاهر كتغير الشخصيات والوسائل لا يغير العلل و قوانينها ، فالوقائع لا تتكرر بذاتها بل بكيفيات مختلفة .

كما أن الدراسة العلمية للتاريخ تمر بالمراحل التالية
ا- مرحلة التجميع :وجب تناول الحادثة من خلال الآثار والوثائق وهي على نوعين :
-المصادر غير الإرادية التي بقيت من غير قصد مثل الأبنية ،النقود الأسلحة والأوسمة والتراث الفكري والأدبي
المصادر الإرادية وهي التي بقيت قصدًا لتكون شاهدة عليهم كالرواية وكتب التاريخ .
ب- مرحلة النقد و التحقق : و يتم بمستويين
*النقد الخارجي : وهو الفحص الخارجي للمصدر من أجل معرفة هل هذه الوثيقة تعود إلى ذلك الزمن أم لا ؟ وهل وصلت لنا دون تشويه أو تزوير ؟ وإذا كانت وثيقة يتفحص نوع الورق أو الحبر أو شكل الخط, وإذا كان سلاح أو نقود أو أوسمة يتفحص نوع المعدن طبيعة المواد الكيمائية من أجل التأكد من الآثار .
* النقد الباطني :وهو فحص الداخلي للمصدر ،من أجل معرفة هل ما ورد في هذه الوثيقة يتماشى مع عقلية الذي تنسب إليه ، وهل هو متفق مع ما روي في مراجع أخرى وكذلك معرفة نفسية الكاتب وموفقه اتجاه هذه الحادثة مما دفعه إلى التمحيص و المبالغة أو إلى التشويه في الأحداث والقراءة الدقيقة حتى يتمكن من الوقوف على أخطاء الغير المقصودة والعفوية
خ- إعادة بناء الحادثة : و ذلك بالتأليف بين أجزائها و ترتيبها وفق تسلسلها الزمني و السببي ، فتكون كل مرحلة مقدمة لما بعدها و نتيجة لما قبلها من مراحل بهذه الطريقة يتم دراسة التاريخ بعيدا عن الأحكام الذاتية
* تجاوز العوائق في علم النفس Psychologie : من أهم المناهج العلمية التي أدخلت في دراسة الظواهر النفسية المنهج السلوكي الذي تجاوز منهج الاستبطان L Introspection (الملاحظة الذاتية الأحوال النفسية)
لقد رفضت المدرسة السلوكية مع واطسن Watson ( 1878-1958) منهج الاستبطان ، لأن الشعور في نظره فكرة فلسفية ميتافيزيقية ، و عوضه بمصطلح السلوك الذي يقبل الملاحظة الخارجية و تجسيد حي لما يقوم به الكائن من ردود أفعال منظمة ، فكل فعل هو في الحقيقة استجابة لمنبهات خارجية ، فالظواهر النفسية لها بعد خارجي و بالتالي فهي قابلة للدراسة التجريبية و و التحليل الموضوعي ، و أحسن مثال على ذلك قانون المنعكس الشرطي الذي استنتجه العالم الروسي بافلوف Pavlov بعد التجارب التي أجراها على الكلب ، حيث تحولت الاستجابة الطبيعية و هي سيلان اللعاب عند رؤية الطعام أو شم رائحته الى استجابة شرطية و هي سيلان العاب عند سماع الجرس . و نفس المنبهات تعطي نفس الاستجابات ، وهذا يعني أن التنبؤ ممكن ، وأن البيئة الخارجية التي يعيش فيها الفرد هي التي تحدد طبيعة السلوك المكتسب

المنهج التحليلي أو التحليل النفسي Psychanalyse طريقة علمية في تحليل الظواهر النفسية و الاضطرابات العقلية أبدعها العالم النمساوي سيجموند فرويد S.Freud كبديل للتنويم النغناطيسي L Hypnose . و يقوم التحليل النفسي على الحوار و التداعي الحر للأفكار من خلال الأسئلة التي يلقيها الطبيب على المريض أو السوي و تتعلق أساسا بماضيه و أحلامه و رغباته و ميوله ، الغرض من ذلك هو اخراج الرغبات المكبوتة في اللاشعور الى ساحة الشعور ، حتى تزول العقد و تختفي الأعراض المرضية يقول فرويد ( إن اللاشعور فرضية لازمة و مشروعة لتفسير الكثير من الأفعال الي لا تتمتع بشهادة الشعور ، سواء عند الأسوياء أو المرضى على حد سواء)

* تجاوز العوائق في علم الاجتماع Sociologie يتخذ من الظواهر الاجتماعية موضوع بحث مثل ظاهرة البطالة و العنف و الانتحار ...الخ و لقد حدد "إيميل دوركايم "خمسة خصائص للظاهرة الاجتماعية ،نأخذها كمسلمات من أجل تفسير الظاهرة الاجتماعية تفسيرا موضوعيا و علميا و هي

أ- أنها توجد خارج شعور الأفراد أي خاضعة للعادات والتقاليد والمعتقدات التي هي موجودة قبل أن يولد الإنسان وتوجه سلوكاتهب- كما تعتبر قوانين المجتمع القوة الآمرة القاهرة ما يجعل الظاهرة الاجتماعية تمتاز بالإلزام والإكراه لذلك تصبح تفرض نفسها على الفردج- كما أنها صفة جماعية تتمثل في ما يسميه "دوركايم" الضمير الجمعي ،أي أنها لا تنسب إلى فرد ولا إلى بضعة أفراد أنما هي من صنع المجتمع وهي عامة يشترك فيها جميع أفراد المجتمع وتظهر في شكل واحد وتتكرر إلى قترة طويلة من الزمن رغم أن الفضل في نشوئها يعود على الأفراد

د- كما أنها في ترابط يؤثر بعضها في بعض ويفسر بعضها البعض الآخر مثل الآسرة هي مرآة المجتمع و بينهما تأثير متبادله- كما تمتاز بأنها حادثة تاريخية أي أنها تعبر عن لحظة من لحظات تاريخ الاجتماع البشرى . أن هذا التحديد للظاهرة الاجتماعية صحح بعض التعارف الفاسدة مما أدى للدراسات الاجتماعية بالتقدم إلى مجال العلم والموضوعية بعدما كانت عبارة عن تصورات ،وهذا ما أوصل "وركايم" إلى اعتبار نطاق الظواهر الاجتماعية أوسع مما يعتقد حيث يقول مامن حادثة إنسانية إلا ويمكن أن نطلق عليها اسم ظاهرة اجتماعية )كما أعتبر "دوركايم" أن الظاهرة الاجتماعية مثلها مثل بقية الظواهر القابلة للدراسة وفق النهج التجريبي من أجل صياغة القانون وفي هذا قال (يجب أن نعالج الظواهر على أنها أشياء ) أي بنفس المنهج الذي يدرس به عالم الفيزياء الحادثة الطبيعية . خاصة قواعد الاستقراء التي مكنت علماء الاجتماع من اعتماد المقارنة بين الحالات و استنتاج القوانين
و من جملة القوانين التي توصل اليها الاجتماعيون قانون وارد Ward الذي يقول ( إن الافراد يبحثون عن أكبر كسب بأقل مجهود) و قانون دوركايم حول الانتحار ( الميل الشخصي الى الانتحار يزداد مع قلة الروابط التي تربط الفرد بالمجتمع )
تقييم / رغم التطور الكبير الذي عرفته العلوم الانسانية بفضل هذه المناهج لا يمكن الجزم بأنها وصلت الى الدقة و التحليل الموضوعي المعروف في العلوم الطبيعية ، فلا تزال مشكلة الموضوعية مطروحة في التاريخ ، كما أن المنهج السلوكي في علم النفس غير كاف لأن المظاهر الخارجية لا تعكس حقيقة الأحوال النفسية الداخلية ، كذلك مبدأ التعميم لا يصدق كثيرا في علم الاجتماع فإذا كان سبب الطلاق عند الزوجين هو عدم الإنجاب مثلا ، فان نفس السبب قد يتواجد عند زوجين دون أن يتم الطلاق

حل المشكلة :، ان تطور العلوم الطبيعية، ساعد العلوم الإنسانية في البحث على تطوير نفسها وبالتالي البحث عن مناهج تتميز عن المنهج التجريبي و تكون مكيفة حسب خصوصيات كل ظاهرة . وهكذا تظل الإشكاليات المطروحة ليس بالضرورة تشكيكا في القيمة العلمية لهذه العلوم، وإنما يتعلق الأمر بنقاش إبيستيمولوجي من شأنه أن يغني العلوم الإنسانية، ويدفع بها إلى تتوخى الدقة. لأن جميع الصعوبات تتمثل في طبيعة الظاهرة الإنسانية باعتبارها ظاهرة معقدة، متغيرة، و أن الإنسان يكون هو الدارس و المدروس في نفس الوقت


















العلوم الإنسانية و العلوم المعيارية
الإشكالية :
هل يستطيع المؤرخ يتجاوز العقبات ودراسة التاريخ دراسة علمية ؟
إذكنت أمام أطروحتين أحدهما تقول <التاريخ ليس علما > والأخرى ترى عكس ذلك حدد المشكلة وأفصل فيها .
الملاحضة:
هذه المقالة تتعلق ب: هل يمكن تطبيق المنهج العلمي على الحوادث التارخية .
مقدمة : طرح الإشكالية
يتحرك الإنسان في محيطه الحيوي ويصطدم يوميا بالكثير من الظواهر الطبيعية يحاول فهمها وتفسيرها وأيظا يتفاعل مع الظواهر الإنسانية والتي من أصنافها الحوادث التاريخية , فإذا كنا أمام أطروحتين إحداهما ترى أنه من الممكن دراسة الحوادث التاريخية دراسة علمية والأخرى ترى عكس ذلك فالمشكلة المطروحة :
هل الحوادث التاريخية يمكن دراستها دراسة علمية أم أن العقبات التي تقف في وجه المؤرخ تعجل ذلك مستحيلا؟
التحليل : محاولة حل الإشكالية
عرض الأطروحة الأولى
ترى هذه الأطروحة أنه لايمكن دراسة الحادثة التاريخية دراسة علمية وحجتهم في ذلك وجود عقبات <عوائق> مصدرها خصائص الحادثة التاريخية وأول هذه العقبات < غياب الموضوعية > لأن المؤرخ يتحكم في الأكثر إلى عقيدته ويدخل أحكامه المسبقة ويتأثر بعاطفته حتى أن فولتير قال < التاريخ مجموعة من الأباطيل والخدع يديرها الأحياء والأموات حتى تناسب رغباتهم > ومن العقبات أيظا < غياب الملاظة والتجربة > ومن الأمثلة التي توضح ذلك أن المؤرخ لايمكنه أن يحدث لنا حرب حتى يبرهن لنا على صحة ما يقول إضافة إلى أن الحادثة التاريخية أنها فريدة من نوعها تحدث مرة واحدة ولا تتكرر وليس هذا فقط بل توجد عقبة ثالثة ألا وهي < غياب الحتمية والتنبؤ >وقد وصف جون كيميني ذلك بقوله< التنبؤ يستحيل مع البشر لأنهم يتمتعون بالإرادة والحرية > والنتيجة التي يمكن إستخلاصها أنه لايمكن دراسة التاريخ دراسة علمية .
النقد:
هذه الأطروحة نسبية شكلا ومضمونا لأن المؤرخ قادر على تجاوز هذه العقبات والبحوث التي قامو بها المؤرخون في عصرنا تثبت ذلك.
عرض الأطروحة الثانية
ترى هذه الأطروحة أن الحوادث التاريخية تصلح أن تكون أن موضوع لدراسة علمية وحجتهم في ذلك تطبيق المؤرخين لمنهج علمي يعرف <بالمنهج التاريخي الإستقرائي >والذي يتصف بالموضوعية يظهر ذلك في مرحلة جمع الوثائق والمصادر التي بدونها لا يتحدث المؤرخ لذلك قال سنيويوس < تاريخ بدون وثائق وكل عصر ظاعت وثائقه يظل مجهولا إلى الأبد>والمؤرخ لايستعمل هذه الوثائق إلا -(بعد نقدها وتحليلها) وهذا يستعين بالملاحظة والوسائل العلمية للتأكد من سلامة مادة الوثيقة ويحتكم إلى المنطق العقل والعلم للتأكد من مضمونها وهو بذلك يحقق شرط الموضوعية وهذا ما أكدعليه إبن خلدون في كتابه المقدمة حيث قال << النفس إذا كانتعلى حال من الإعتدال في قبول الخبر أعطته حقه من التمحيص والنظر >> ويصل المؤرخ إلى ترتيب الأحداث التاريخية بمنهجية علمية فيظعها في إطارها الزماني والمكاني وكل ذلك يثبت أنه يمنك دراسة التاريخ دراسة علمية أن المؤرخ قد تمكن من وضع الحلول المناسبة فتمكن من ذلك تجاوز مختلف العقبات
النقد
هذه الأطروحة نسبية شكلا ومظمونا لأن الدراسات التاريخية لم تصل بعد إلى الموضوعية التي وصلت إليهاالعلوم الرياضية والفيزيائية
التركيب : الفصل في المشكلة
إهتمام الإنسان بالأخبار التاريخية قديم ونستطيع أن نميز بين نوعين من دراسة التاريخ < الدراسة الفلسفية > والتي ترتبط بالجانب الميتافيزيقي والدراسة العلمية كما هو واضح في عصرنا هذا وكحل للإشكالية نقول <يمكن دراسة الحادثة التاريخية دراسة علمية لاكن بشرط التقيد بالظوابط الأخلاقية وإحترام خصوصيات العصر الذي ندرسه > والدليل على ذلك أن التاريخ هو أحداث يرويها الأحياء عن الأموات وكما قال كانط << يجب أن يحاط الإنسان بالإحترام>>وفي كل الحالات يجب أن نؤكد أن التاريخ قد أصبح علما.

الخاتمة:
وخلاصة القول أن التاريخ له فائدة كبرى إنه يرسم لنا كيف كانت نهاية طريق الرذيلة ويخبرنا عن الذين دافعوا عن مبادئهم وسلكوا طريق الفضيلة وقد تبين لنا أن المشكلة تدور حول < تطبيق المنهج العلم على التاريخ> وبعد عرض المسلمات واستخلاص النتائج ومن خلال البرهنة ونقدها نصل إلى حل هذه الإشكالية










رد مع اقتباس
قديم 2018-06-03, 08:56   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
Qu_een
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية Qu_een
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

هل نتائج الرياضيات مطلقة أم نسيبةُ؟المقدمة الحياة الانسانية تفاعلية ليست جامدة ’و يتجلى ذلك في التفكير الذي هو أعمال العقل في الاشكال للوصول الى معرفتها الا أن هذا النشاط أخذ صورا متعددة منها الرياضيات التي تدرس بدورها المفاهيم المجردة المستنبطة من هذه المعرفة ’فما أثار جدلا فكريا كبيرا بين الفلاسفة و المفكرين حول نتائج الرياضيات فموقف يرى أنها ثابة مطلقة و منهم من يرئى عكس ذلك أنها نسبية متغيرة ففي خضم هذا النسق الفكري المتباين نطرح الاشكال التالي..هل نتئج لرياصيات مطلقة ام نسبية؟
الموقف الاول يرى الموقف الاول ان الرياضيات هي لغة المفاهيم والصور العقلية المجردة التي تعبر عن المعارف اليقينية التي تتصف بالدقة و المطلق ’ولهذاتحتل النموذج الارقى الذي تسعى اليه كل المعارف الاخرى و يستدلون بذلك الرياضيات هي من المفاهيم الاكثر بساطة و الاكثر وضوحا و انها مفاهيم ثانية مترابطة فيما بينها مطلقة لا شك فيها و هذا ما تبناه الكثير من العلماء و الفلاسفة و الرياضيين فقد اعتقد |كانط|ان الرياضيات حقائق مطلقة ة انها وحدها تنفرد في امتلاك التعريفات التي لا تخطئ فالمربع مثلا كمفهوم ذهني مجرد يتجلى نفي اذهاننا واضحا و بسيطا ليس فيه اي غموض و لا ترتبط بغيره الا بعلاقة كميةو في نفس الوقت حقيقة ثابتة و مطلقة كما ان الرياضي عندما يستدل فانه ينطلق من اوليات و مبادئ عامة واضحة بدذاتها و معروف الصفات و الخصائص ليستنتج منها قضايا جديدة مرتبطة و منسجمة مع مبادئها منطقيا لهذا يصرح \بوريل\ان الرياضي يعرف ما يصنع و ما يبدع على اساس الملائمة و اليقين ووفاء تفكيره لمنطلقاته و عدم تناقضه معها و هذا يعني اليقين في المعاني و العلاقات الرياضية و لعل هذا ما جعل \ديكارت\ يضع الرياضيات قمة في الوضوح و اليقين و البداهة فقد شيد اقليدس هندسته على من البديهيات و المسلمات و التعاريف فالبديهيات قد اعتيرت مقبولة و لا يمكن الشك فيها و لا تغييرها و التعاريف قد سكت عنها لانه لا يمكن التقدم فب البحث ولم تكن معرفة تعريفا دقيقا .. اما المسلمات طلب اقليدس التسليم بها و انها واضحة و انها واضحة بذاتها التي تنص على انه من نقطة خارج مستقيم يمكن رسم مستقيم واحد يوازي الاول وعلى اساس هذه المسلمة برهن اقليدس عدة قضايا في بنائه الهندسي من القضية التالية مجموع زوايا المثلث 180° كذلك اذا رجعنا الى الواقع يبرهن بوضوح ان الرياضيات هي لغة الدقة و اليقين فالفيزياء و الرياضيات لم تنشأ الا يوم فكر \كيبلر\و \غاليلي\ و \نيوتن\ في اسخدام الاعداد من اجل معرفة الكون لهذا قال بيكار .."الرياضيات ذات قوة عجيبة في التغيير و التنبؤ " كما ان ملاحظة لغة الاعلام الالي و المعلوماتية و دقتها دليل جازم على دقة الرياضيات و حقائقها اليقينية و لعل \افلاطون\ قد اكتشف المعبرة على اليقين الرياضي فجعل الوجود المعقول و بلوغ الحقائق العقلية ينطلق من استخدام الرياضيات لهذا رفع اكادميته المشهورة .."من لم يكن رياضيا لا يطرق بابنا"
النقد.. صحيح ما ذهب اليه انصار هذا الموقف ان النتائج الرياضية مطلقة لكن انطلاق علمائها كان عقائديا لان تصور اقليدس للمكان مستمد من الواقع الساذج و متأثرة بالاعتقادات الوثنية التي كانت تعتبر ان الارض مسطحة يلفها الفراغ و قد اكتشف العلم زيف تلك الادعاءات و قد قال \باشلار\ "ان البداهة الاولى ليست حقيقة اساسية"ثم ان الرياضيات الاقليدية اشد ارتباطا بالحدس لانها مرتبطة بالواقع المحسوس.
الموقف الثاني ففي النقيض نجد الموقف الذي يعتبر ان النتائج الرياضية نسبية حيث اتجه الرياضيون الى مبادئ الرياضيات(التعريفات.البديهيات.المسلمات,)بالنقد و التحليل فقامت حركة واسعة في النصف الثاني من القرن 19 تركزت على معالجة و مراجعة مبادئ البرهان الرياضي و نقدها ولعل المشكلة التي افتقدت البناء التقليدي للهندسة (هندسة اقليدس) هي مشكلة التوازي او مسلمة التوازي و هي من نقطة خارج مستقيم لا يمكن ان يرسم الا مستقيما واحدا يوازي المستقيم الاول بناء على هذه المسلمة برهن \اقليدس\ على عدة قضايا في بنائه الهندسي و منها القضية التالية ان المجموع زوايا المثاث يساوي دوما 180° حاول الرياصيون عبر العصور البرهنة على هذه المسلمة و لكنهم لم يفلحوا و لم يستطيعوا الاستغناء عنها لان الاستغناء عنها يعني انهيالر الهندسة الاقليدية و كانت اول محاولة جزئية كانت من قبل الرياضي الروسي \لوباشيفسكي\الذي حاول البرهنة عليها بواسطة البرهان "الاكسوماتيكي"حيث افترض انه من نقطة خارج مستقيم يمكن رسم اكثر من مواز لهذا المستقيم فتوصل الى استنتاج عدد من النظريات دون ان يقع في التناقض اي دون ان يؤدي ذلك الى بطلان فرضيته و بهذا يكون قد توصل الى هندسة جديدة مخالفة لهندسة اقليدس و لم تتوقف هذه المحاولات عند هذا الحد بل تعززت بقيام محاولة اخرى من طرف الرياضي الالماني \ريمان\ حيث افترض انه من نقطة خارج المستقيم لا يمكن رسم اي مستقيم اخر مواز له و اي مستقيمين كيفما كان وضعهما لا بد ان يتقطعا و انطلقا نت هذا الفرض الجديد توصل \ريمان\ الى نتائج جديدة منها ان مجموع زوايا المثلث تساوي دوما اكبر من 180° لذا فان الرياضيات حسبهم ما هي الا مجرد انساق افتراضية من الصعب تحديدها او الحكم عليها لانها اختيارات يضعها العالم الرياضي وافق انسجام منطقي معين لهذا فهي تعبير عن ممكنات افتراضية هذا ما يضهر في منهج \الاكسيوماتيك\ المعاصر لهذا قال \بوليغار\ " كثرة الانظمة في الهندسة دليل على ان الرياضيات ليس فيها حقائق مطلقة " و كماقال ايضا \بربرتندراسل\ "ان الرياضياتهي العلم الذي لا يعرف عما يتحدث و لا اذا كان ما يتحدث عنه صحيح"
النقد صحيح ما ذهب اليه هذا الوقف ان النتائج الرياضية نسبية لكن الهندسة الحديثة ليست حقيقته مطلقة و تعدد المسلمات لابد ان يتم بشروط عقلية منطقية و واقعية صارمة و الا تحولت الرياضيات الى جدل لا نهاية له
التركيب من خلال مناقشتنا للموضوع نجد دو غمائية في الطرح فموقف يرى ان النتائج الرياضية مطلقة لما حققته من يقين في بدايات تاسيس المفاهيم المجردة و موقف يرى انها نسبية لما تعددت النساق و بالرغم من ذلك فان نتائج الرياضيات وان لم تكن واحدة لكنها يقينية يقينا مطلقا لما لعبت من دور في بناء و ترسيخ اليات العلوم الاخرى كما ان التصور الرياضي المععاصر اصبح يتبع منهجا رضيا استنتاجيا يعتمد على الانطلاق من فرضية معينة يختارها العالم ليبني علبها نسقه الرياضضي بشرط ان لا تكون مناقضة للمنطلقات التي اعتمدتها حتى تصل الى اليقين المطلق في نتائجها الاستنتاجية من هذه الفروض.
حل المشكلة ان الطابع الشكلي و المنطقي هو الذي يسود في الرياضيات الحديثة حاليا فلم تعد الرياضيات ذلك العلم المطلق بل نتائجها نسبية مبنية على عقلانية جديدة ترفض البداهة الاقليدية و هكذا نشأ لبمنهج \الاكسيوماتيكي\ القائم على منهج الفرضي الاستنتاجي لا يتعارض مع التعدد الهندسات الذي لم يصبح يسيئ الى اليقين الرياضي










رد مع اقتباس
قديم 2018-06-03, 08:57   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
Qu_een
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية Qu_een
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

المقالة الخامسة حول الشعور : هل الشعور كافٍ لمعرفة كل حياتنا النفسية ؟ الجدلية .

– طرح المشكلة :
ان التعقيد الذي تتميز به الحياة النفسية ، جعلها تحظى باهتمام علماء النفس القدامى والمعاصرون ، فحاولوا دراستها وتفسير الكثير من مظاهرها . فاعتقد البعض منهم ان الشعور هو الاداة الوحيدة التي تمكننا من معرفة الحياة النفسية ، فهل يمكن التسليم بهذا الرأي ؟ او بمعنى آخر : هل معرفتنا لحياتنا النفسية متوقفة على الشعور بها ؟
ii – محاولة حل المشكلة :
1-أ- عرض الاطروحة : يذهب انصارعلم النفس التقليدي من فلاسفة وعلماء ، الى الاعتقاد بأن الشعور هو أساس كل معرفة نفسية ، فيكفي ان يحلل المرء شعوره ليتعرف بشكلٍ واضح على كل ما يحدث في ذاته من احوال نفسية او ما يقوم به من افعال ، فالشعور والنفس مترادفان ، ومن ثـمّ فكل نشاط نفسي شعوري ، وما لا نشعر به فهو ليس من انفسنا ، ولعل من ابرز المدافعين عن هذا الموقف الفيلسوفان الفرنسيان " ديكارت " الذي يرى أنه : « لا توجد حياة أخرى خارج النفس الا الحياة الفيزيولوجية » ، وكذلك " مين دو بيران " الذي يؤكد على أنه : « لا توجد واقعة يمكن القول عنها انها معلومة دون الشعور بها » . وهـذا كله يعني ان الشعور هو اساس الحياة النفسية ، وهو الاداة الوحيدة لمعرفتها ، ولا وجود لما يسمى بـ " اللاشعور " .
1-ب- الحجة : ويعتمد انصار هذا الموقف على حجة مستمدة من " كوجيتو ديكارت " القائل : « أنا أفكر ، إذن أنا موجود » ، وهذا يعني ان الفكر دليل الوجود ، وان النفس البشرية لا تنقطع عن التفكير الا اذا انعم وجودها ، وان كل ما يحدث في الذات قابل للمعرفة ، والشعور قابل للمعرفة فهو موجود ، اما اللاشعور فهو غير قابل للمعرفة ومن ثـمّ فهو غير موجود .
اذن لا وجود لحياة نفسية لا نشعر بها ، فلا نستطيع ان نقول عن الانسان السّوي انه يشعر ببعض الاحوال ولا يشعر بأخرى مادامت الديمومة والاستمرار من خصائص الشعور .
ثـم إن القول بوجود نشاط نفسي لا نشعر به معناه وجود اللاشعور ، وهذا يتناقض مع حقيقة النفس القائمة على الشعور بها ، فلا يمكن الجمع بين النقيضين الشعور واللاشعـور في نفسٍ واحدة ، بحيث لا يمكن تصور عقل لا يعقل ونفس لا تشعر .
وأخيرا ، لو كان اللاشعور موجودا لكان قابلا للملاحظة ، لكننا لا نستطيع ملاحظته داخليا عن طريق الشعور ، لأننا لا نشعر به ، ولا ملاحظته خارجيا لأنه نفسي ، وماهو نفسي باطني وذاتي . وهذا يعني ان اللاشعور غير موجود ، وماهو موجود نقيضه وهو الشعور .
1-جـ- النقد : ولكن الملاحظة ليست دليلا على وجود الاشياء ، حيث يمكن ان نستدل على وجود الشئ من خلال آثاره ، فلا أحد يستطيع ملاحظة الجاذبية او التيار الكهربائي ، ورغم ذلك فاثارهما تجعلنا لا ننكر وجودهما .
ثم ان التسليم بأن الشعورهو اساس الحياة النفسية وهو الاداة الوحيدة لمعرفتها ، معناه جعل جزء من السلوك الانساني مبهما ومجهول الاسباب ، وفي ذلك تعطيل لمبدأ السببية ، الذي هو اساس العلوم .
2-أ- عرض نقيض الاطروحة : بخلاف ما سبق ، يذهب الكثير من انصار علم النفس المعاصر ، ان الشعور وحده ليس كافٍ لمعرفة كل خبايا النفس ومكنوناتها ، كون الحياة النفسية ليست شعورية فقط ، لذلك فالانسان لا يستطيع – في جميع الاحوال – ان يعي ويدرك اسباب سلوكه . ولقد دافع عن ذلك طبيب الاعصاب النمساوي ومؤسس مدرسة التحليل النفسي " سيغموند فرويد " الذي يرى أن : « اللاشعور فرضية لازمة ومشروعة .. مع وجود الادلة التي تثبت وجود اللاشعور » . فالشعور ليس هـو النفس كلها ، بل هناك جزء هام لا نتفطن – عادة – الى وجوده رغم تأثيره المباشر على سلوكاتنا وأفكارنا وانفعالاتنا ..
2-ب- الحجة : وما يؤكد ذلك ، أن معطيات الشعور ناقصة ولا يمكنه أن يعطي لنا معرفة كافية لكل ما يجري في حياتنا النفسية ، بحيث لا نستطيع من خلاله ان نعرف الكثير من أسباب المظاهرالسلوكية كالاحلام والنسيان وهفوات اللسان وزلات الاقلام .. فتلك المظاهر اللاشعورية لا يمكن معرفتها بمنهج الاستبطان ( التأمل الباطني ) القائم على الشعور ، بل نستدل على وجودها من خلال اثارها على السلوك . كما أثبت الطب النفسي أن الكثير من الامراض والعقد والاضطرابات النفسية يمكن علاجها بالرجوع الى الخبرات والاحداث ( كالصدمات والرغبات والغرائز .. ) المكبوتة في اللاشعور.
2جـ - النقد : لا شك ان مدرسة التحليل النفسي قد أبانت فعالية اللاشعور في الحياة النفسية ، لكن اللاشعور يبقى مجرد فرضية قد تصلح لتفسير بعض السلوكات ، غير أن المدرسة النفسية جعلتها حقيقة مؤكدة ، مما جعلها تحول مركز الثقل في الحياة النفسية من الشعور الى اللاشعور ، الامر الذي يجعل الانسان اشبه بالحيوان مسيّر بجملة من الغرائز والميول المكبوتة في اللاشعور.

3- التركيب :
وهكذا يتجلى بوضوح ، أن الحياة النفسية كيان معقد يتداخل فيه ماهو شعوري بما هو لاشعوري ، أي انها بنية مركبة من الشعور واللاشعور ، فالشعور يمكننا من فهم الجانب الواعي من الحياة النفسية ، واللاشعور يمكننا من فهم الجانب اللاواعي منها .
Iii– حل المشكلة :
وهكذا يتضح ، أن الانسان يعيش حياة نفسية ذات جانبين : جانب شعوري يُمكِننا ادراكه والاطلاع عليه من خلال الشعور ، وجانب لاشعوري لا يمكن الكشف عنه الا من خلال التحليل النفسي ، مما يجعلنا نقول أن الشعور وحده غير كافٍ لمعرفة كل ما يجري في حيتنا النفسية .










رد مع اقتباس
قديم 2018-06-03, 08:58   رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
Qu_een
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية Qu_een
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

العلوم التجريبية و البيولوجية

المقدمة: اإلشكال:
يبدو أن العلم أو على األصح العالم يستخدم حواسه في البحث مثله مثل الرجل العادي خاصة حاسة البصر ووظيفة الحواس
هي المالحظة ، لكن ما هي الفروق التي تميز بين مالحظة الرجل العادي ومالحظة العالم؟
االتفاق:
كالهما المالحظة العلمية والمالحظة العادية قائمة على استخدام الحواس وكالهما منصبة على موضوع ما خارجي.
فالرجل العادي والعالم كالهما تستوقفهما بعض القضايا التي تلفت االنتباه يوميا مثال حوادث السيارات ، مشاكل السوق كال
المالحظتين تصدران عن شخص معين.
اإلختالف:
اإلختالف بين مالحظة العالم ومالحظة الرجل العادي كبير فالمالحظة العلمية هي أوال مالحظة منهجية ونعني بالمالحظة
المنهجية هي مالحظة مقصودة لها هدف محدد ووسائل.
هي مالحظة إشكالية أي قائمة حول إشكال ما ، وكونها مالحظة إشكالية هذا ما يعطيها الطابع اإلرادي القصدي الواعي
ويتمثل في االنتباه الطويل مثل مالحظة علماء الفلك يقضون الليل على طوله مشدودين وراء المنظار ، واإلشكالية هنا في
عالم الكواكب والمجرات والنجوم.
هي مالحظة مسلحة تستخدم فيها مختلف األدوات التقنية و التكنولوجية واإللكترونية الممكنة حسب نوع الظاهرة ، يستخدم
المنظار الفلكي في المالحظة الفلكية ، والمجهر اإللكتروني في مجال الذرة والخلية إلخ ....
هي مالحظة يساهم فيها العقل والحواس معا ويتدخل العقل عن طريق الذكاء وعن طريق المعرفة المكتبية حول الظاهرة
من أجل تفسيرها مؤقتا.
مقاالت فلسفية 9
أما المالحظة العاديةفهي عفوية غير مقصودة سريعة خاضعة للصدفة ال تطرح إشكاال حقيقيا ، تعتمد على الحواس المجردة
، وال تؤدي إلى نتيجة ذات أهمية علمية.
الترابط:
ال تداخل بين المالحظتين العلمية والعادية فالمالحظة العلمية هي مالحظة مخبرية قائمة على أساس المنهج لها غاية وهدف
بينما المالحظة العادية مالحظة عابرة خاضعة للصدفة وال يمكن للرجل العادي أن يرى في الظاهرة ما يراه العالم من خالل
معرفته بتاريخها وبقوانينها.
تختلف المالحظة العلمية عن المالحظة العادية كما وكيفا.
- هل نتائج العلوم التجريبية دقيقة ويقينية ؟ الدرس : العلوم التجريبية والبيولوجية 2
طرح المشكلة :
هل العلوم التجريبية تعتبر علوما صارمة في تطبيق المنهج التجريبي ، و دقيقة في استخالص نتائجها ؟ و
هل يمكن أن يتحقق ذلك في العلوم البيولوجية ؟
المنهج التجريبــــيMéthodeExpérimentaleهو الطريقة التي يتبعها العلماء في تحليل و تفسير الظواهر
الطبيعية 1 - المالحظة /Observationتركيز الحواس والعقل و الشعور صوب الظاهرة و متابعة تغيراتها
بهدف تفسيرها )مالحظة ظاهرة السقوط( 2 - الفرضية /Hypotheseتفسير عقلي مؤقت للظاهرة ، يحدد
االسباب الممكنة التي تكون وراء حدوث الظاهرة ، فالفرض هو بمثابة مشروع قانون يحتمل الخطأ و
الصواب 3 --التجربة /Experienceهي اعادة الظاهرة في ظروف اصطناعية ، يحضرها العالم نفسه ، و
الغرض منها هو التحقق من صحة الفرضيات ، و اكتشاف االسباب الحقيقية وراء الظاهرة و من ثمة يتم
صياغة القانون و م المقصود بالقانون العلمي العالقة الموضوعية الثابثة بين الظواهر، و التي من خاللها
يمكن تفسير ما يحدث امامنا من ظواهر ، و التنبؤ بها مثال ث= ك*ج
هل نتائج العلوم التجريبية دقيقة و يقينية ؟
ا- العقليين و انصار الحتمية / نتائج العلم دقيقة و يقينية ، واالستقراءInductionمشروع يقول كانط
(Kantاالستقراء يقوم على مبدأ السببية العام( ، لكل ظاهرة سبب ادى حدوثها ، و انطالقا من معرفتنا
لألسباب ) االحكام الجزئية( يمكننا استخالص القواعد العامة )االحكام الكلية( دون الرجوع الى التجربة.
مثال .الذهب يتمدد بالحرارة +النحاس+ الحديد+ الفضة = كل المعادن تتمدد بالحرارة .قاعدة عامة يقينية
/البالص . نتائج العلوم التجريبية دقيقة ، ألن الظواهر الطبيعية تخضع لقوانين صارمة ) مبدأ
الحتميةDéterminismeنفس االسباب تؤدي حتما الى نفس النتائج مهما تغير الزمان و المكان (
و التنبؤ بهذا المعنى يكون دقيقا أيضا مثل التنبؤ بظاهرة الكسوف ، و االحوال الجوية ، أمثلة – الماء يغلي
بالضرورة في 111 .°و يتجمد بالضرورة في 1 °و ال شك في ذلك.
-ال وجود للصدفة ) ان الصدفة خرافة اخترعت لتبرير جهلنا )
-البالص ) يجب ان ننظر الى الحالة الراهنة للعالم كنتيجة للحالة السابقة ، و كمقدمة للحالة الالحقة(
النقد/ الحتمية مسلمة عقلية و ليست حقيقة تجريبية ، و ما هو مسلم به يحتمل الخطأ و الصواب ، و ال يمثل
الحقيقة دائما ، و كثيرا ما تظهر حقائق تؤثر على مجال االستقراء.
ب- الالادرية و أنصار الالحتمية/ دافيد هيومHume.D ،االستقراء غير مشروع ، أي ال يجوز بناء قواعد
عامة من أحكام خاصة -ما يصدق على الجزء قد ال يصدق على الكل ، ، المالحظة تثبت ما هو كائن ، و ما
هو كائن جزئي و متغير و هذا ما ينفي وجود عالقات ثابتة بين الظواهر ، الحالة الراهنة ال تفسر الحالة
مقاالت فلسفية 11
الالحقة ، ثم أن الربط بين الظواهر وليد العادة فقط ، مثل تتابع البرق و الرعد ، و كأن االول سبب الثاني ،
غير أن الظاهرتين منفصلتين ، و هكذا ينتمي هيوم الى المدرسة الالادرية التي تشك في نتائج العلم .و انصار
الالحتمية مثل هايزنبرغHeisenbergالحتمية ليست مبدأ مطلق ، ألن بعض الظواهر الطبيعية ال تخضع
لقوانين صارمة ، االمر الذي دفعهم الى التسليم بمبدأ جديد هو الالحتميةNonDéterminismeنفس األسباب ال
تعطي نفس النتائج .ظواهر الميكروفيزياء العالم االصغرMicrocosmeيقول هيزنبرغ)ان الضبط الحتمي
الذي تؤكد عليه العلية و قوانينها ، ال يصح في مستوى الفيزياء الذرية )
قانون السرعة سر= م/ ز ال يمكن تطبيقه لقياس دوران االلكترون حول النواة ، ألن دورانه عشوائي ذو
سرعة فائقة حوالي 7 مليار د/ ثا ، و ال يمكن التنبؤ بمساره و كأنه يختار الطريق بنفسه ، الفعل تلقائي يؤثر
على دقة التنبؤ
النقد/ ان هيوم بإلغائه لمبدأ السببية العام وكل القوانيين العلمية يكون قد دمر العلم من أساسه ، و لقد أدت
التقنيات الحديثة الى ازالة فكرة العشوائية في ظواهر الميكرو فيزياء ، و اصبح االنسان قادرا على تفسيرها
بقوانين خاصة.
خاتمة :
ال يمكن الحديث عن الدقة المطلقة في العلوم التجريبية مادام االستقراء ناقصا و النتائج نسبية ، لكن يمكن الحديث عن
تطور مستمر لهذه العلوم ، فكلما تطورت وسائل المالحظة و التجربة كانت النتائج اكثر دقة و يقينا.
السؤال : دور الفرضية في المنهج التجريبي ؟ الدرس : العلوم التجريبية والعلوم البيولوجية2
األسئلة: -هل يمكن االستغناء عن الفرضية؟-هل للفكرة المسبقة دور في المالحظة والتجربة؟-هل أساس العلم العقل أم
التجربة؟-هل لالستنتاج دور في بناء العلم؟
I -المقدمة: تنطلق الدراسات العلمية على اختالف مضمونها ومنهجها من مرحلة البحث حيث تح ّرك العلماء أسئلة
وإشكاالت محيّرة تقودهم إلى مرحلة الكشف من خالل بناء مالحظات واستنتاجات مختلفة غير أن مكانة الفرضية
في المنهج التجريبي عرفت جداال كبيرا بين الفالسفة والعلماء فالمشكلة المطروحة:هل يمكن االستغناء عن
الفرضية؟1
II / -الرأي األول)األطروحة(: ترى هذه األطروحة الموقف العقلي أن الفرضية نقطة انطالق ضرورية لكل بحث
تجريبي وهي من حيث المفهوم مجهود عقلي يستهدف الخروج من اإلشكالية التي تطرحها المالحظة وحجتهم أن
االكتشافات العلمية أساسها العقل في ليست مجرد تجميع للمالحظات والتجارب، عبّر عن هذه األطروحة" كلود
برنارد" قائال }ينبغي أن نطلق العنان للخيال فالفرضية هي مبدأ كل برهنة وكل اختراع إنها تنشأ عن نوع من
الشعور السابق للعقل{، ومن األمثلة التي تبين دور الفرضية في بناء العلم أن "باستور" ربط ظاهرة التعفن
بالجراثيم رغم عدم رؤيته لها و"فرانسوا أوبير" كان عالما كبيرا لم تمنعه إعاقته البصرية من تخيل التجارب
الصحيحة ألنه عوض فقدان البصر بقوة الحدس العقلي وبقدره على وضع فرضيات صحيحة، كل ذلك دفع
"بوانكريه" إلى القول }إن التجريب دون فكرة سابقة غير ممكن ألنه سيجعل كل تجربة عميقة{ والفرضية لها
أهمية بعيدة المدى من حيث قدرتنا على إثارة المالحظات والتجارب وكذا رسم األهداف وتجاوز العوائق قال
"ميدوار" في كتابه ]نصيحة إلى كل عالم شاب} [على الباحث أن يستمع دوما إلى صوت يأتيه من بعيد-صوت
الفرضية- يذكره بسهولة كيف يمكن أن يكون{.
III -نقد:إن هذه األطروحة تتجاهل أن الفرضية من خالل اعتمادها على الخيال قد تبعدنا عن الواقع وتدخلنا في متاهات
يصعب الخروج منها.2
IV/-الرأي الثاني)نقيض األطروحة(: ترى هذه األطروحة الموقف التجريبي أن المنهج التجريبي هو المنهج االستقرائي
القائم على المالحظة والتجريب وال مكان فيه للفرضية، وحجتهم أن الفرضية تقوم على عنصر الخيال والخيال
يبعدنا عن الواقع، تجلت هذه األطروحة في نصيحة" ماجندي" إلى أحد تالميذه }أترك عباءتك وخيالك عند باب
مقاالت فلسفية 11
المخبر{ وتعمقت أكثر فكرة استبعاد الفرضية على يد اإلنجليزي "جون ستيوارت مل" الذي وضع قواعد
االستقراء] قاعدة االستقراء- قاعدة االختالف- قاعدة البواقي- قاعدة التالزم في التغير[ ومن األمثلة التي توضح
قاعدة االتفاق البحث الذي قام به العالم "ويلز" حول أسباب تكّون الندى حيث الحظ أن الندى يتكون على المرآة
عند تقريبها من الفم، وعلى زجاج النوافذ في الشتاء ..... وأرجع ذلك إلى انخفاض حرارة األجسام مقارنة مع
درجة حرارة الوسط الخارجي، قال "ستيوارت مل" }إن الطبيعة كتاب مفتوح إلدراك القوانين التي تتحكم فيها ما
عليك إال أن تطلق العنان لحواسك{ ورأى "أوجست كونت" أن الطريقة العلمية تختلف عن الطريقة الفلسفية فهي
ليست بحاجة إلى التأويل العقلي بل إلى الوصف من خالل إجراء التجارب وهذا ما أكد عليه "أرنست ماخ" قائال
}المعرفة العلمية تقوم على إنجاز تجربة مباشرة{.
V -نقد:هذه األطروحة تتجاهل أن طرق االستقراء ال يمكن أن تعّوض الفرضية نظرا لطابعها الحسي، بينما القانون
العلمي إبداع.
VI/-التركيب: العلم ضرب من المعرفة الممنهجة فهو يدرس الظواهر المختلفة من أجل الكشف عن قوانينها وتاريخ العلم
يؤكد أن أهم النظريات العلمية وضعها أصحابها باالعتماد على الفرضية ]نيوتن مثال يضع بحثه نصب عينيه
وكان كثير التأمل[ من هذا المنطلق الفرضية الزمة ومشروعة قال "كانط} "ينبغي أن يتقدم العقل إلى الطبيعة
ماسكا بيد المبادئ وباليد األخرى التجريب الذي تخيله وفق تلك المبادئ{ فالطرق االستقرائية التي وضعها
"ستيوارت مل" غير كافية نظرا لطابعها الح ّسي فهي بحاجة إلى قوة الحدس العقلي قال "غاستون باشالر" }إن
التجربة والعقل مرتبطان في التفكير العلمي فالتجربة في حاجة إلى أن تفهم والعقالنية في حاجة إلى أن تطبق{
فالفرضية ضرورية ال يمكن استبعادها من المنهج التجريبي.
VII -الخاتمة :ومجمل القول أن المعرفة العلمية يتكامل فيها الموضوع والمنهج وعلى حد تعبير "جون المو" }العلم
بناء{ غير أن خطوات المنهج العلمي لم تكن مسألة واضحة المعالم بل غلب عليها الطابع الجدلي فالموقف العقلي
مثال تم ّسك بالفرضية فالعلم عندهم إبداع واإلبداع في حاجة إلى الخيال، على النقيض من ذلك الموقف التجريبي
رفض الفرضية واقترح قواعد االستقراء غير أن منطق التحليل كشف لنا عن عدم كفاية هذه القواعد وتأسيسا
على ذلك نستنتج:ال يمكن االستغناء عن الفرضية.










رد مع اقتباس
قديم 2018-06-03, 08:59   رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
Qu_een
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية Qu_een
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

هل يمكن دراسة الظاهرة النفسية دراسة تجريبية؟


مقدمة : طرح المشكلة
لقد شكل المنهج التجريبي في خضم النجاح الذي حققه تطبيقه على مستوى الظواهر الفيزيائية والبيولوجية، نموذجا مثاليا لكل معرفة تروم الدقة والموضوعية هذا الأمر عد حافزا لدى الباحثين في توسيع نطاقه ليشمل الظواهر الإنسانية وخاصة الظاهرة النفسية، بيد أن طبيعة هذه الأخيرة انبجس عنها خلاف بين العلماء والفلاسفة بين من يؤكد أن تطبيق الدراسة التجريبية على الظواهر النفسية مستحيل نظير طابعها المقعد وما تفرضه من عوائق ،في حين أقر البعض من العلماء على إمكانية هذه الدراسة تماشيا مع القدرة على فك التداخل و تحيين العقبات و تكييف المنهج مع طبيعة الظاهرة المدروسة، وهو الأمر الذي يدفعنا للتساؤل: هل يمكن إخضاع الظاهرة النفسية لخطوات المنهج التجريبي؟ أو بمعنى آخر،هل يمكن تجاوز العوائق التي تفرضها طبيعة الظاهرة النفسية؟ أو بالأحرى، هل تحقيق الموضوعية في هذه الدراسة أمر ممكن أم متعذر؟
التوسيع: محاولة حل المشكلة
القضية: لايمكن تطبيق المنهج التجريبي على الظاهرة النفسية
يرى أنصار هذا الطرح أن الدراسة التجريبية على الظاهرة النفسية أمر مستحيل، و هو عائد بالأساس إلى جملة العوائق التي تفرضها طبيعة هذه الظاهرة من خصوصيات و تفرد وكذا تداخل و امتزاج يصعب فكه و من ثمة يتعذر إخضاع الظاهرة لخطوات المنهج التجريبي.
البرهنة: ومن الحجج و البراهين التي تؤكد صدق هذا الطرح مايلي:
1-ان الظاهرة النفسية معقدة و متداخلة يشتبك فيها الإدراك مع الإحساس و الذكاء مع الخيال و الإنتباه مع الإرادة وهي تتميز بسمة الديمومة وعدم الثبات.(التغير، الديناميكية)
2-الظاهرة النفسية معنوية(الهيجان) لاتقبل التكرار وصفية كيفية يصعب قياسها ،لاتقبل الملاحظة ولايمكن للباحث في نطاقها أن يدرك الموضوعية (علاقة الذات العارفة بموضوع المعرفة) يرى جان بياجي إن" وضعية من هذا القبيل تتداخل فيها الذات بالموضوع هي سبب الصعوبات الإضافية التي تفرضها علوم الإنسان مقارنة مع العلوم الطبيعية"
3-إن اللغة هي الوسيلة الوحيدة المعتمدة أثناء الدراسة النفسية لكن قد تكون مصدر خداع لأن المريض النفساني لايستطيع البوح بجميع أسراره إذ عادة مايظهر أسرار ويخفي أخرى،فالنفس على حد تعبير ريبو لاتعرف نفسها.و يرى سارتر أن"الانسان هوذلك الكائن المجهول يكون معلوما يوم يكون معدوما"
4-إعتقد جان بياجي في كتابه "إبستيمولوجيا الإنسان" بأن"وضعية علوم الإنسان أشد تعقيدا لكون الذات التي تلاحظ أو تجرب على نفسها أو على الذوات الأخرى المماثلة لها،قد يلحقها تغيير مصدره الظواهر التي تتم ملاحظتها من جهة، كما يمكن أن تكون الذات من جهة أخرى مصدر تغيرات في مجرى هذه الظواهر بل حتى في طبيعتها"
5-إن الظواهر النفسية لاتخضع بصفة مطلقة لمبدأ الحتمية،فنفس الأسباب لاتؤدي إلى نفس النتائج فالفشل عل سبيل المثال لايؤدي دوما إلى الإحباط. و لاتخضع أيضا لمبدأ الإستقراء فمايصدق على الجزء لايمكن تعميمه على الكل.
النقد:
لكن القول بهذه الصعوبات والعوائق لايعد مانعا أمام إمكانية إرساء دراسة علمية موضوعية على مستوى الظواهر النفسية من زاوية الفرضية الإبستيمولوجية "طبيعة الموضوع تحدد طبيعة المنهج" بل تلك العوائق كلاسيكية ظهرت مع البدايات الأولى لهذه الدراسة و لم تمنع العلماء من محاولة إقتحامها و تجاوزها و من ثمة لايمكن إنكار قيمة علم النفس.

نقيض القضية: (إمكانية تجاوز العوائق في الدراسة التجريبية على الظاهرة النفسية)
لقد تمكن العلماء و الباحثين من إقتحام العوائق و كذا تذليل العقبات التي فرضتها طبيعة الظاهرة النفسية تماشيا مع تكييف المنهج التجريبي مع الظاهرة المدروسة وهو ما تبدى في قيمة الابحاث المنجزة في الفترة المعاصرة
البرهنة: ومن الحجج و البراهين التي تؤكد صدق هذا الطرح مايلي:
1- لقد إنطلق العالم الأمريكي جون واطسن من نقدعملية الاستبطان(التأمل الباطني) لويليام فونت، أي نقد الجانب الشعوري الذي إعتبره ميتافيزيقيا و خرافيا وأسس المنهج السلوكي "يجب دراسة السلوك الظاهر للإنسان أي ماهو ملوس ويمكن رؤيته" هذا الأمر يرتبط أساسا بنظرية "المنعكس الشرطي" للعالم الروسي بافلوف التي أثارة إنتباه الباحثين السايكولوجيين وساعدتهم في فهم كل عمليات التعلم من عادة وتذكر وإدراك وفتحت آفاقا جديدة في مجال الأبحاث النفسية.
2-يقول جون واطسن" إن علم النفس كما يرى السلوكي فرع موضوعي وتجريبي محظ من فروع العلوم الطبيعية،هدفه النظري التنبؤ عن السلوك وضبطه"
3-لقد إستطاع علماء النفس التغلب على العديد من العوائق التي كانت تحول دون فهمهم للظواهر النفسية والتي منها:
تم تجاوز عائق الملاحظة إذ أصبح من الممكن ملاحظة الظواهر النفسية من خلال الملامح الخارجية للإنسان(ملاحظة خارجية للسلوك) عن طريق مايسمى بالإستجابات النوعية المختلفة،كملاحظة آثار الخوف التي تظهر على الإنسان ثم وضع فرضيات تقف وراء الظاهرة والتحقق منها تجريبيا و ذلك عن طريق تكرارها وفق توفير مجموعة من المنبهات التي تترتب عنها سلوكات محددة،للوصول في النهاية إلى القوانين و العلاقات الثابتة المتحكمة فيها.ومن بين القوانين التي تم صياغتها قانون فيختر"الاحساس يساوي لوغاريتم المؤثر" وقانون بييرون"النسيان يزداد بصورة متناسبة مع قوة لوغاريتم الزمن".
4-إنه بفضل تطبيق المنهج التجريبي وإقتحام العوائق على مستوى الظواهر النفسية ظهرت عدة مدارس في مجال علم النفس من أشهرها مدرسة التحليل النفسي لسيغموند فرويد الذي أثبتت أن اللاشعور يشكل جزءا كبيرا من الحياة النفسية و بالموازة مع هذا إستطاع الباحثيين أن يحرروا الدراسات النفسية من الاعتبارات الفلسفية والميتافيزيقية وأثبتوا وجود علم النفس كعلم له موضوعه منهجيته واستنتاجاته.
النقد:
لكن رغم ذلك إلا أن النتائج التي تحققت في سياق الدراسة العلمية للظاهرة النفسية لم ترقى لأن تكون موضوعية نظرا لصعوبة الفصل بين الذات الدراسة و الظاهرة المدروسة ومن ثم أضحت نتائجها نسبية وغير دقيقة.
التركيب:
كتوفيق بين الطرحين يمكن القول أن الظواهر النفسية تتسم بطبيعة معقدة فرضت على العلماء التعامل معها على أساس الفرضية الإبستيمولوجية طبيعة الظاهرة تحدد طبيعة المنهج فاستطاعوا الكشف عن بعض الظواهر وتفسيرها في حين بقيت بعض الظواهر مفحمة بالغموض إلى اليوم
خاتمة: حل المشكلة
ما ننتهي إليه في الأخير، هو أن الدراسة التجريبية على الظاهرة النفسية إتضحت معالمها في الفترة المعاصرة كنتيجة للبحوث الأكاديمية التي عنيت بها وكذا المدراس و التخصصات التي انبثقت عنها كعلم النفس السلوكي وعلم النفس التحليلي و المعرفي و كذا المدرسة الشكلية(الجشطالتية) والمدرسة التلفيقية إلا أن إدراك الموضوعية بات أكبر هاجس يواجه الذات الباحثة في هذا المجال نظرا لعلاقة هذه الأخيرة بموضوع الدراسة .و عليه مازالت الأبحاث جاريه لرسكلة هذا الأمر و الارتقاء بعلم النفس إلى مصاف العلوم الطبيعية.










رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 14:44

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc