مازال كل شيء محفوظا في ذاكرتي
لون عينيك الهادئ كاوراق الزان الندية في ميلاد الربيع ، يطل منهما فضول ساذج وانت تراقبني عبر زجاج نافذتي ، الوح لك باسمة فتتسع عيناك في فزع ثم تمضي راكضا تلاحقك ضحكاتي
لم انس ابدا لحظات مرحك التي تزورك بلا مواعيد ،فتقلب هدوءك لهوا صاخبا يُرجِّع صدى فرح الطفولة في وديان قلبي الكئيبة.
كم مقت شقاوتك وعبثك الدائم بازهار حديقتي ،وتمنيت ان تطاردك كلاب الحي حتى نهاية الزقاق فلا ارى مجددا ظلالك الباهتة التي تأوي الى جدران منزلي كل مساء، لكن عند المغيب اشتاق لمرآك جالسا على حافة السور تنظر الى الشمس الغاربة في سكون و في عينيك وهج عميق كأن في قعره رقدت حكمة الدهر و معارف القدماء.
في احزاني حلمت اني مثلك ،اعيش يومي و فقط، بلا اثقال الماضي ولا هموم المستقبل ،اغفو راضية عن الحياة كما كنت تغفو بين ذراعي في دلال حين اكتشفت ان وجودك قربي لم يكن يضايقني
ورغم النهاية ، حفظت ودك القديم لايام وحدتي كما لم افعل لامثالك ممن عبروا قرب نافذتي ، ربما لان مرورك ذاك الصباح صادف تفتح عاطفتي .
في ذكرى قط حيينا .