المدرسة الجزائرية الى اين ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

[ابو زكريا 48]

سحب كتب الخامسة ابتدائي والرابعة متوسط


أمرت وزارة التربية، باسترجاع كتب أقسام الامتحانات الرسمية، السنة الخامسة ابتدائي والرابعة متوسط، بعد شهرين من انطلاق الدراسة، علما أن هاتين المرحلتين لم تمسهما إصلاحات الجيل الثاني، ما يطرح أكثر من سؤال حول قرار الوزارة باعتبار أن عملية الإصلاح مجمّدة بقرار من السلطات، وأن سحب الكتب عشية امتحانات الفصل الأول، دون توزيع كتب جديدة، سيتسبّب في فوضى كبيرة وتذمّر للأولياء.

وجّهت وزارة التربية مؤخرا تعليمة إلى مديري مؤسسات التعليم المتوسط والابتدائي للتنفيذ، تضمّنت أوامر باسترجاع جميع الكتب المدرسية للسنة الرابعة متوسط والخامسة ابتدائي، دون استثناء، وعدم استرجاع عناوين كتب السنوات الأخرى من المؤسسات التعليمية وإنجاز سند تسليم للكميات غير المسترجعة الخاصة بالموسم الدراسي 2018/2019 على أن يتم التأشيرة من طرف مدير المؤسسة التعليمية.



ولم تشر التعليمة المؤرخة في أكتوبر 2018 إلى التفاصيل أو الأسباب المباشرة وراء عملية السحب، ما يطرح أكثر من سؤال حول الغموض التي يكتنفها. علما أن السنتين الخامسة ابتدائي والرابعة متوسط، هما قسما امتحانات رسمية، وأن إصلاحات الجيل الثاني التي باشرتها وزارة التربية منذ سنوات لم تمس هاتين المرحلتين بأمر من الحكومة التي طالبت المسؤولة الأولى عن القطاع بتجميد عملية الإصلاح في انتظار تقييم المرحلتين الأولى والثانية.

وتأتي خطوة الديوان الوطني للمطبوعات المدرسية الذي يقف وراء قرار السحب، لتثير تساؤلات وشكوك حول طبيعة قرار السحب في حد ذاته، وهو ما يؤسس لغموض ميداني بسبب مراسلة المؤسسات الابتدائية والمتوسطات، باسترجاع كتب سنتي الرابعة متوسط والخامسة ابتدائي، اللتان اعتمد التدريس فيهما بكتب الجيل الأول بعد تجميد الإصلاحات بعد مرور شهرين من الدخول المدرسي، الأمر الذي يؤكد وجود سرية في التغييرات الجديدة أو ما اصطلح عليه بكتب الجيل الثاني.

وترى بعض الأوساط المتابعة لإصلاحات نورية بن غبريت، أنه يمكن تفسير مضمون التعليمة بقراءتين لا ثالث لهما. إما أن يتعلق الأمر بالفائض من الكتب المدرسية، والسؤال المطروح هنا، لماذا استثناء باقي الأقسام من العملية والتركيز على سنتي الرابعة متوسط والخامسة ابتدائي، وهما قسما امتحانات رسمية وأيضا لماذا الاستعجال في عملية استرجاع الكتب، خلافا لما هو معمول به كل سنة.

أما القراءة الثانية، فترجّح أن تكون عملية السحب مرتبطة بإصلاحات الجيل الثاني، أي أن القرار يأتي في إطار التغييرات التي مست المناهج واستثنت لحد الآن هاذين القسمين. والسؤال المطروح هنا أيضا، لماذا لم تسبق هذه العملية إجراءات من شأنها تعويض هذه الكتب بأخرى جديدة والشروع في توزيعها قبل سحب الموجودة لدى التلاميذ لتجنب الفوضى وانقطاع الدراسة وما يخلفه من تذمر الأولياء، باعتبار أن الأمر يتعلق بامتحاني السنة الخامسة ابتدائي "السانكيام" وشهادة التعليم المتوسط.
جريدة الخبر 27/10/2018