مـــــلك ولكن في صورة إنسـان !!

[عمر عيسى محمد أحمد]

بسم الله الرحمن الرحيم

مـــــلك ولكن في صورة إنسـان !!

الأوصاف قد خرجت عن نطاق المألوف في الأذهان .. ولقد تعددت عجباً بقدر يستحيل معه النسيان .. تسامت بأنوار البدائع ثم فاقت جمال البشر في المعيار والميزان .. لا يتجرأ العبقري الفنان في حصر حقائق البيان .. وهنا مجرد أوصاف يراد بها تقريب ملامح الحور بالإنسان .. فتلك طلعة الوجه نور يجهر الناظر في ثوان .. كالشمس تمنع التحديق إبهاراً فتصان الأعين بالكف والبنان .. والخد عنب نافذ كجوهرة تلألأ في قمة الصولجان .. والجيد فصوص من ذهب تمحورت مستقيمة ثم شعت باللمعان .. والعيون سحر وقبس مسلوب من جنية كانت في حصن سليمان .. والحواجب كالهلال ينحني جمالاً لتنام تحته العينان .. وسواد العيون درر من درر العجائب تحيطها سحابة بيضاء مستديرة تحضن السواد برقة وحنان .. واللوحة البديعة لبؤرة العين تماثل بدراً أسوداً يحاط بهلال أبيض فيا روعة الألوان .. جمال عيون قد تواجدت في مقل تأخذ الألباب بالافتنان .. وتلك الرموش تنساب حريرية مستقيمة وتتنافس بالاحتقان .. رموش شامخة تقف فوق خط الإثمـد لتنازع الكبرياء في هيبة السلطان .. وذاك كحل يحاكي غزال المها وقد يكون في كحل المها عيب ونقصان .. وأسنانها التزام وضبط لجند يتراص في خط الاتزان .. وقد تساوت الأسنان طولاً وعرضاً مثل طابور حرس في مهرجان .. وهي أسنان تقدس مسافات البين بالقسط والميزان .. درر قد أبدعت في رصها يد العبقري الفنان .. والشعر مشاغب متمرد يحاكي شقاوة الصبيان .. يشرد مبتعداً حين تداعبه النسمات ثم يعاود بالعصيان .. شعر مموج ينسكب كماء الذهب نحو الأرض ويتظاهر بالجريان .. وإضمار الحشا مبروم كبرم الحبال من أصل الكتان .. وأسرار الصدر تلك قصة لا يجوز الخوض فيها والخير في الكتمان .. أما خصال الأخلاق فيكفي أنها تمنح الإحسان بغير إحسان .. اجتهاد في المعاني ولكن لا تطابق الحقيقة عند البيان .. فهي أوصاف بعيدة ومستحيلة لا تخطر في عقل عاقل مهما كانت المقدرة والإمكان .
ــــــــــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد