ـ بسم الله و الحمد لله، و الصلاة و السلام على رسول الله و على آله و صحبه أجمعين و بعد:
يقول الله تعالى (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً{70} يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً{71}))
يتحسر قلب كل مسلم حين يرى و يسمع مثل هذه الشحناء بين المسلمين من أجل لعبة، و كأننا في زمان الجاهلية حيث كانت تقوم الحرب و تدوم بين القبائل العربية لأتفه الأسباب، و عليه أذكر كل مصري و جزائري بقوله تعالى (( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ) الحجرات 10
فأنا أطلب من كل جزائري ألاّ اينساق وراء وسائل الإعلام التي تجعل من الحبة قبة، و يفكر هل أن كل المصريين اعتدوا على المنتخب الجزائري و مشجعيه، أم أنها فئة قليلة. فما ذنب الشركات المصرية العاملة في الجزائر التي أغلب عمالها هم جزائريون، و تساهم مساهمة فعالة في الاقتصاد الوطني، و ما ذنب المصريين الذين ألجأتهم الظروف إلى العمل او السكن في الجزائر.فعلى كل الشباب الجزائري أن يلتزم بالهدوء و يتحكم في أعصابه و يعلم علم اليقين أنّ التعامل بالحسنى هو المطلب و هو الذي يطفئ الغضب و الحقد لقوله تعالى{وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ }فصلت34.
و أطلب من الأشقاء المصريين ألا يزيدوا صب البنزين على النار، لأن قولهم أن المنتخب الجزائري هو الذي افتعل الاعتداء في الحافلة يحرق أعصابنا، فمحاولة طمس الحقيقة، و تغطية الشمس بالغربال، و جعل الضحية مجرما، لا يساهم في رأب الصدع ، و لا يجعل المسؤولين المصرين في حل من تبعة الحادثة التي رآها العالم أجمع، فالأولى أن يقدموا اعتذارا للمنتخب الجزائري و كل الشعب، حتى يقللوا من حدة الغضب، فالاعتذار من شيم الفضلاء و ليس نقيصة فيهم.