المكان: المستشفى الجامعي Caroubier
11:30
...كان صباحا مملا ، عامين في قسم الأعصاب ، الحمد للّه تخصلت من هذه القلعة الكئيبة ! كتلك الحصون القديمة كانت بمحاذاة البحر على الأقل يؤنس البحر و الشتاء غربتي هنا ..!
كانت تمشي مسرعة بين الزاويا ، نظرات حادة تعلم جيدا أين تخطو !؛ تممر عينينها بين المحلات ! تنشرح عيناها ثم انكماشة خاطفة تنتشلها من كل شيء ! تحشر يداها في جيبها ! لم يبق غير دينارين ،واضح!
كانت تحاول حمل الكيس على ظهرها ،و كأن كيسا من الهموم حُمِّل على جبل ! أجل امرأة كهذه (جبل) !
كنت أراقبها من بعيد ! كنا اثنيتن !؛ في شارع واحد "شارع الثورة" ! لا أدري و لكن شيء ما بداخلي ذهب يحييها بابتسامة!
....الى تلك التي عندما ينهار كل شيء ، تأتي ! ترفض الوضع و تقاوم! عندما يسقط كل شيء تقف ! يسكت كل شيء تتكلم !التي عندما تظلم جدا ، تنير!
انعطفتْ و ضاعت بين الحشود ؛ .. لو لم تذهبي يا آنسة ..! لرَتـِبت على ظهرك "لو أن هنا شارع الثورة فأنت فيه حسيبة، و وريدة ..لكنتِ حتى بوضياف هكذا يجوز وصفك" لو لم تذهبي يا آنسة ..
...