اتفضلي اختي
هل أصل المعرفة عقلي ام تجريبي ؟
مقدمة:
تعتبر مشكل أصل المعرفة من اكبر المشاكل الفلسفية عبر التاريخ حيث اختلف حولها الفلاسفة فمنهم من يرجع جميع معارفنا إلى العقل باعتباره ملكة عليا و البعض الأخر يرجعها إلى التجربة الحسية و قد طال الجدال بين المذهبين العقلي و التجربيبي فأي المذهبين على صواب ؟ و هل أصل معارفنا هو العقل ام التجربة الحسية؟
عرض الأطروحة:
يرى الفلاسفة العقليين أمثال أفلاطون و ديكارت أن جميع معارفنا ترجع إلى العقل باعتباره ملكة عليا تميز الإنسان عن سائر المخلوقات فهذا أفلاطون يرى ان النفس الإنسانية كانت تعيش في عالم المثل العالم العقلي الذي يحوي جميع معارفنا الحقيقة و اليقينية قبل أن تشرب من بحر النسيان و تسقط في الجسد و تختلط بالعالم الحسي الذي هو مجرد ظلال لعالم المثل و بالتالي حتى تتذكر النفس جميع المعارف ما عليها سوى استخدام العقل فيقول في ذلك " المعرفة تذكر " و من هنا كانت المعرفة عقلية خالصة موجودة في عالم المثل ، أما الفيلسوف الفرنسي ديكارت فيرى ان معارفنا كلها ترجع إلى العقل باعتبار العقل اعدل الأشياء توزيعا بين الناس فهو يرى بان الحواس تخدعنا في كثير من الأحيان فنحن نرى العصا منكسرة في الماء بينما في الحقيقة هي مستقيمة سليمة فيقول :" إن الحواس تخدعنا في كثير من الأحيان و انه ليس من الحكمة أن نطمأن لمن يخدعنا و لو لمرة واحدة " كما يقول ايضا " عندما أكون في الأعلى أرى قبعات و معاطف تتحرك في الشارع بينما أدرك بعقلي أنهم أناس يمشون " إذا يتبين من هذه الحجج ان المعرفة تحصل عن طريق العقل لا عن طريف الحواس كما يرجع ليبنتز أصل المعرفة الى العقل باعتباره جوهر الوجود و الإنسان فالكون مكون من مناداة اي جواهر لا ندركها إلا عن طريق العقل
النقد: صحيح أن المعرفة ترجع الى العقل لكن ما الدليل على وجود أفكار فطرية في الذهن فلو كان المعرفة عقلية لكان واحدة عند جميع الناس باعتبار العقل اعدل الأشياء قسمة بين الناس لكن الناس تختلف في درجة المعرفة و كذلك لا وجود لعالم المثل الذي يقول به أفلاطون فهو عالم خيالي لا وجود له في الواقع فإذا لم تكن المعرفة عقلية فإلى ماذا ترجع؟
عرض نقيض الأطروحة :
يرى الفلاسفة التجريبيون و الحسيين أن أصل المعرفة هو الحواس حيث يقول جون ستيوارت ميل "لا وجود لشيء في الذهن ما لم يوجد من قبل في التجربة الحسية" و الدليل على ذلك هو أن الطفل يتعلم بالمحسوس قبل المعقول يقول جون لوك في هذا الشأن " العقل يولد صفحة بيضاء و التجربة تكتب عليه ما تشاء " لهذا فجميع معارفنا نحصل عليها من التجربة الحسية فمثلا لو أعطينا برتقالة الى شخص كفيف لأدرك شكلها باللمس و مذاقها بحاسة الذوق و لكن لا يدرك لونها فيقول دفيد هيوم " من فقد حاسة فقد معرفة " فالشخص الكفيف لا يتعرف على الألوان أو على الأشكال لأنه فقد حاسة البصر بينما الأصم لا يميز و لا يتعرف على الأصوات....لذا فالحواس هي المصدر الأول للمعرفة فلا وجود لأفكار فطرية بل هناك أفكار تجريبية حسية
النقد:
صحيح أن الطفل الصغير يتعلم بالمحسوس و لكن هذا لا يعني إلغاء دور العقل في المعرفة فهو الذي يركب بين الأشياء في الواقع فالإنسان يولد بمورثات فطرية كالذكاء تجعله يتعلم بسرعة لهذا فليست جميع المعارف نحصل عليها عن طريق التجربة الحسية
التركيب:
لقد انتقد امانويل كانط الفيلسوف الألماني كل من المذهبين العقلي و التجريبي و اعتبر ان المعرفة هي نتاج اجتماع العقل و الحواس معا فلا وجود لمعرفة عقلية خالصة و لا معرفة تجريبية كذلك بل هناك معارف قبلية و بعدية كما يقول لهذا فعلى الإنسان أن يهتم بالمعرفة كموضوع و ليس البحث في أصلها الذي لا ينتج معرفة جديدة
الخاتمة:
نستنتج مما سبق ذكره ان أصل المعرفة يرجع إلى العقل و الى التجربة معا فالخلاف بين المذهبين القائم قد فصل فيه امانويل كانط باعتبار ان موضوع أصل المعرفة لا يفضي إلى تطوير الفكر الإنساني بل علينا ان نهتم بتعزيز قدرات الإنسان المعرفية سواء كانت عقلية ام تجريبية
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
2018-04-27, 16:10
في الفلسفة
العرض العادي
