ما أضعفَكَ أيها الإنسانُ!
مَسْحَةُ حزنٍ صغيرةٍ تؤرقكَ، وتجعلُك مَسَهَّدًا لا تقوَى على شيءٍ!
بعضٌ من البردِ يُمرضُك، نَفْثَةٌ من الحمى تشقِيك.
ذبابة تطن فوق رأسك تذهب عنك نوم الليل!
مُضْغَةٌ في جسدك هي مصيرُ حياتِك، فإن حدث لها أي مكروه فقد انتهيت!
فما أضعفك أيها الإنسان! أقل الأشياء لها تأثيرٌ عظيم فيك!
ولكن مع كل ذلك تتجبرُ في الأرض وكأنك ملكتَ الدنيا بأسرها!
تتصرف في الكون وكأنك مخلد باقٍ أَبَدَ الآبدينَ!
أنسيتَ يومًا من تكون وما كنت وما ستكون؟!
وكما قال أبو ماضي "نَسِيَ الطينُ ساعةً أنهُ طينٌ حقيرٌ، فَصَالَ تيهًا وعَربَد!".
.
أفقْ أيها الضعيف، ولا تنسَ أنك مجردُ نقطةٍ في الأرض ولا تساوي شيئًا في الكون أجمعِهِ!
.
فما أضعفَكَ ثُمَّ ما أضعفَكَ!