قال البربهاري ـ الذي قال عنه الذهبي : شيخ الحنابلة القدوة الإمام ـ :
" إذا رأيت الرجل من أهل السنة رديء الطريق والمذهب ،
فاسقاً فاجراً ،
صاحب معاص ،
ضالاً ،
وهو على السنة ، فاصحبه ..
واجلس معه ..
فإنه ليس يضرك معصيته ..
وإذا رأيت الرجل مجتهداً في العبادة ،
متقشفاً ،
محترقاً بالعبادة ،
صاحب هوى ، فلا تجالسه ..
ولا تقعد معه ، ولا تسمع كلامه ،
ولا تمشي معه في طريق ..
فإني لا آمن أن تستحلي طريقته فتهلك معه ..!!"
شرح السنة : 124 رقم 149 ...
[7:08 7/7/2016] : من تعقيب الإمام ربيع على الإمام البربهاري
ويظهر فيه بيان خطورة البدعة وأنها شر من المعصية
وكما نقل عن بعض السلف حين قال لرجل كان يسرق الحمير وتاب وانتحل الرفض ، قال له : أنصحك أن تعود لسرقة الحمير خير لك ، أو كما قال
وجزاك الله خيرا على هذا التوضيح
"المؤلف يبين شدة خطر أهل البدع، حتى ولو كان أهلها من أشد الناس تعبدا،*فإن البدع أخطر من المعاصي، ولا يستهان بشيء، لا بالبدع ولا بالمعاصي.
ولا يجالس الفاسق المجرم -نحن نخالفه في هذا- كما لا يجالس المبتدع، فالرسول صلى الله عليه وسلم حذر من جلساء السوء، ولا شك أن المرابي والزاني والسارق وشارب الخمر واللوطي مرتكبون كبائر الذنوب، والعياذ بالله.
((ولعن رسول الله آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه)) و ((لعن رسول الله عاصر الخمر،خخ ومعتصرها، وحاملها، والمحمولة إليه))، وحذر منه أشد التحذير، وتوعد على هذه المعاصي أشد الوعيد، فهذه الكبائر قد لا تقل عن البدع، والعياذ بالله،*فنحن نخالف هذا الأسلوب*ونحذر من الجميع.
لكن يبقى هناك فرق هو : أن العاصي لا يرى هذا دينا يتدين به ويتقرب به إلى الله، بخلاف المبتدع فإنه يرى بدعه التي يرتكبها دينا يتقرب بها إلى الله.
ويحرف النصوص لموافقة هواه، نصوص القرآن والسنة، فهو أخطر ولا شك، لكن التحذير من الجميع، التحذر يجب أن يكون من الجميع، فلا تجالس الفساق كما حذرك رسول الله عليه الصلاة والسلام، وإنما يعرف المرء بجليسه، ويعرف بخليله فانظر من تخالل..." (2) إلى آخر كلامه حفظه الله.