هنا في غرفتي ... و على رف من رفوف تلك الخزانة ... صندوق أسود لا يعلم ما بداخله سواي .... انه صندوق ذكرياتي .... اضع فيه كل لحظة سعيدة او حزينة مرت علي ... صندوق عمره اليوم 6 سنوات ....
حالة من الملل قادتني لفتحه ... و تذكر ما مر بي ... أول ما لمحته عيني ... ساعة جدي –رحمه الله – وورقة امامها مكتوب فيها " اليوم 10-12-2012 قد فارقت اغلى انسان في الحياة و قد ترك لي هذه الساعة لاتذكره " ارتجف داخلي و تذكرت ذلك اليوم بتفاصيله ... تذكرت كم تالمت عند موته ... تذكرت كل ما كان يعانيه هو من مرض ...
صوت ما بداخلي يقول لي لا تكملي ... لا تقرأي الباقي ... لكني اكملت ... بين تلك الاغراض القديمة نوعا ما ... وجدت صورة لي انا و صديقة طفولتي ... مكتوب فيها من الوراء '' لن انساك ابدا هذا وعد مني '' و بالفعل كانت كلماتي صادقة انا لحد الساعة لم انسها ... ربما هي ايضا –لكننا لم نلتقي منذ حوالي 5 سنوات – ستجمعنا صدفة ما ربما ....
أوراق كثيرة و ذكريات لا متناهية ايام لن انساها ... خيبات و لحظات ضعف .....
واصلت البحث حتى وجدت ورقة صغيرة مضمونها كبير .... '' اليوم 15-11-2015 ... أول يوم انتقام ... شكرا لك فقد منحتني دافعا '' مر ذلك اليوم امامي و كانه حدث امس ... أتذكر جيدا ذلك الاحد .... سنة البكالوريا ... كانت هناك محاضرة ما في الثانوية لطلبة البكالوريا ... كان مدرج الثانوية مملوءا بتلاميذ و الاساتذة ..... كنت أجلس في الصف الثاني ... أستاذ الرياضيات هو من كان يلقي محاضرة (صراحة لم اكن احبه و لم اعره اي اهتمام ) ... كان يستقصدني في اي كلمة يقولها ... و في اخر محاضرته قال لي '' أنسة ... انهضي من مكانك " أنا لم افهم حينها غايته .... نهضت من مكاني ... ابتسم بمكر ثم قال ...'' هذا احسن مثال ... هذه الفتاة التي امامكم الان لن تتحصل على البكالوريا ابدا و سينتهي بها الامر اما لطفل بعد سنة '' .... انطلقت ضحكات و قهقهات و انا لم اتحمل ذلك تمالكت نفسي و قلت و الدمعة في عيني .. '' أستاذ العود لي تستحقر بيه يعميك '' هنا صمت الجميع .... ثم اضفت '' نلتقي في جويلية و ستجد اسمي في بداية القائمة و بمعدل يفوق 15 '' حملت اغراضي و خرجت من ذلك المدرج ...
بالفعل ذلك اليوم أثر في بشكل كبير كنت كلما تكاسلت عن الدراسة تذكرت تلك الكلمات .....
ذكريات لا تنتهي .... اوراق و ملحوظات منها ما كانت سعيدة و منها ما كانت حزينة ....
أمضيت امسية وسط ذكرياتي .... اخفيت صندوقي من جديد ... و عدت الى الواقع و في قلبي حنين لتلك الايام ....