عقود تحطيم الشباب....هكذا أحب ان اسميها .... تلك التي تسمى عقود تشغيل الشباب، آلاف الطلبة يتخرجون سنويا من الجامعات وبأيديهم شهادات يصولون ويجولون بين المؤسسات العامة والخاصة، الصغيرة والكبيرة، المهمة والتافهة بقصد الحصول على عمل .....المساكين يضعون عشرات الطلبات دون جدوى فيلجأون إلى مكاتب التشغيل قصد الحصول على عقود للعمل في اماكن مختلفة ولمدة لا تتعدى العامين وباثمان بخسة تافهة لا تكاد تقضي حاجيات هؤلاء المساكين .... يتحصلون على عمل في اطار العقود يعملون لمدة سنة أو سنتين برواتب زهيدة ... ثم يكملون هذه المدة فيجدون انفسهم يتسكعون في الشوارع وجالسين تحت الجدران وفي المقاهي والارصفة وسكة الضياع تناديهم بأعلى صوتها أن تعالوا ليس لكم غيري يأويكم .... الحكومة لا تستطيع أن تعطيكم حقنا مسكنة أكثر من سنتين .... اما انا فاستطيع أن امنحها لكم طيلة حياتكم........
نعم عقود تشغيل الشباب ماهي إلا كتلك الحقن المسكنة التي يعطيها الطبيب للمريض الذي يصاب بمرض لا دواء له فيضطر الطبيب على إعطاء المريض حقنا مسكنة كآخر حل له لتسكين آلام المريض إلى أن يموت..... هكذا هي بالضبط عقود التشغيل فالشباب كالمريض، والبطالة المرض، والعقود هي الحقن المسكنة.... وعندما تنتهي مدة العقد يعود الشاب إلى أحضان الشارع بما فيه من انحراف وآفات ..... وبعد كل هذا يحاولون مغالطتنا ويقولون أنها عقود لتشغيل الشباب وفرص لادخاله في عالم الشغل...... لا ياحبايبي والله لإنها عقود لتحطيم الشباب ... فماذا استفاد من سنة أو سنتين عمل ومن بعدها إلى الشارع وبئس المصير....ماذا قدمت هذه العقود ....لا شيء سوى محاولات لغسيل العقول.....؟؟؟؟