بِعُنْـــــــوانْ : أَحْلاَمٌ يَقِظَـــــــــهْ

[زيان.]

!! أحلامٌ يَقِظَـــــــــــة
كُلّ يومٍ أعيشُ أحلامًايقظهْ.. وأنا أُبحِرٌ بين دُفَّتَيْ عزمي وفقري .. كلّ يومْ
.. كلَّ يومٍ أنتظِرُ اليومَ الذي يليه علَّهُ يَحْمِلُ مُرادِيْ ..
أعلمُ أنِّيْ أبدو غريبْ ولا غرابةَ في صمتيْ .. فذاك سفينة رَحلِيْ ..
رَسَمَنِيَ الصَّبرُ في لوحةٍ زيتيَّةٍ بِلَمساتِ تلطيخٍ تُبهِمُ دَلاَلَتِيْ و مُبْصِرِيْ ..
رأسٌ مُخَضْرَمٌ مِنْ سَوادِ شَعْرٍ وَ شَيْبٍ في خَصَلاتٍ جِعْدٍ على النّاظرينِ والجبينْ..
كأنّها لطخاتٌ حِبْرِيّةٌ اِنْفَلَتَتْ مِنْ أَنامِلَ خطّاطٍ دون تقصيرْ ..
جبينٌ مُشَقَّقٌ بأخاديدَ غائره .. مِنْ تحتهِ بُؤبُؤٌ حَزِيْنٌ.. مُغْرَورِقٌ في دموعٍ برّاقَةٍ دْيَامُنتيّة
أَلِفَتِ البقاءَ أسفلَ على حافّةِ الجَفْنِ منذُ طولِ حينٍ .. لاهِيَ سالتْ ولا جفّتْ لِأرتاحْ ..
أجفانٌ عميقةٌ بِهَالاتٍ سوداءَ كأنّها قِطْعُ ليلٍ وَسَطَ كُهوفْ ..
كلّ يومٍ أجلسُ على خيطِ أملٍ رفيعٍ أَستَلُّهُ مِنْ كَوْمَةٍ أجهلُ كَمَّها و نَبْعَها ، فأغِزِلُهُ تارةً وِشاحْ وأُخرى قُفّازْ حتّى يُغادِرُنِيْ النّهارُ دون اِستِئذانْ ..
فما أَجِدُ نَفِسيْ اِرتَدَيتُ وِشَحًا ولا قُفَّازًا لأنّها كانت ..
فقط مُجرَّدَ أَوهامْ ..
في آخِرِ كلِّ يومٍ أَعُدُّهُ لي بَصِيْصَ أَمَلٍ عِندَ اِرتِداءِهِ عباءَةَ الظَّلامِ أُحِسُّ بِاِتّساعٍ في صدري واِنتِظَامِ خفقان قلبيْ وكأنّي أُولَدُ مِنْ جَدِيْدْ ..
هنالك عند ذلك الرّصِيفْ قُربَ مَرقَدِيْ لَمّا أجلِسُ مُستلقِيًا على ظهريْ فلا أَحدَ أنظُرُ ولايَنظُرُنِيْ ..
لأسمُو بِبَصَرِيْ إلى السّماءِ هنالكَ أعلى عندَ النُّجُومِ .. أحسبُ نفسيْ جُزءًا مِنْ عُمَّارِ ذلكَ الفضاءِ الفسيحِ المُضِيىء بمجرّاتهِ ونجومهِ لكن ..
لكن لا أَلبَثُ ساعةً أو ثِنتينِ حتّى أَجِدُنِيْ أفقتُ مِنْ غفوةَ أحلاميْ اليَقِظَة .. جرّاءَ نسماتٍ ليليّةٍ باردةٍ اِقْشَعَرَّتْ منها أذرُعِيْ ..
و مَسَحتْ على وِجْنَتَيّْ بِكَفِّ نَهْرٍ وتعنيفْ..
لأنهضَ إلى مرقَدِيْ ذاكْ .. وأخلُدَ لنومٍ بلا أحلامٍ ولا بِشاراتْ ..
حينها أدركتُ أنّهُ يُنهِضُنِيْ عزمي ويُقعِدُنِيْ فقريْ..