مررت يوما بجوار حديقة ذكرياتي,فطاوعتني نفسي شوقا لأقف على بابها المحطم الذي تناثرت شظاياه هنا وهناك ,
ألقيت بنظري المتجول علني أرى الورود البهية التي ألفتها والتي كانت دائما تعلوها قطرات الندى الممزوجة بلون البراءة ,
وكانت ورودا تعبق برائحة الأحلام المنعشة حين يهب عليها نسيم العشق المجنون ,لتجذب إليها أجمل الفراشات المتلألئة المنقوشة أجنحتها برسائل الحب والأشواق,
وبعدها أطرقت السمع لأسمع أصوات العصافير الشجية التي كانت تطربني ذات يوم بألحان نسجت بأوتار حنجرة حبيبتي وطرزت بابتسامتها الجميلة و ضحكتها الساحرة .
فأقبلت أدنو وأدنو ,وبينما تاهت حسراتي في دموع رسمت عليها أطياف الحديقة
,ضرب حارس الحديقة على جبهتي التي تشوهت تجاعيدها بتفاصيل اليأس , وقال لي ساخرا:أأنت أحمق؟؟!!
هل في كل مرة تعدني أنك لن تعود هنا , لتخلف بوعدك وتعود مرة بعد الأخرى؟؟؟ أم أنك صرت تراني أحمقا كقلبك لستغفلني؟؟؟
بالله عليك أفق ,فلن تعيش هنا مادمت أنا عقلك