اللّهَ أُشهِدُكُم أنّي اِشتقت للتواصل معكم ومداخلاتكم الإجتماعية الطيبة ..
تحيّة ألبستها ثوبًا خريفيًّا مُمطرًا .. أسأل الله تعالى أن يكون صيّبا نافعًا لحرث أفكارنا و عقولنا
لِبَذْرٍ طيّبٍ مُفيدٍ .. لنكون حقل عطاء وَجُودٍ يارب ..
إذن فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد :
موضوعي السّاعة سيتناول قضيّة يوميّةً إجتماعية نعيشها في كل بيت تقريبا أو كلّ مشفى
ألا وهي : ثقافة عيادة أو زيارة المريض.
مَنْ منّا لم يمرض ولم يضجر من وابل أسئلة زوّاره :
مابك؟ متى مرضت أو جرت لك الحادثة؟ هل تتناول دواءك؟ أيّ طبيب زرت؟
أمْ إنّه ليس بكفء .. لو ذهبت لفلان لابأس به ، سمعت عن طبيب في بلدة كذا..
كم كان ثمن الفحص؟ أمْ لماذا كل هذا ؟ إنه ثمن باهض.. لو عالجت بالأعشاب فقط ..
الدواء يضر بجسمك .. إنك أصفر اللون ، لقد هزلت ..
وتجد الزائر يريد الإستفسار عن كل كبيرة وصغيرة مُلِمَّـــهْ بحادثة أو مرض المريض..
والأسئلة التّحقيقية لا تزال تتهاطل على المسكين وعليه بالإجابة فلا مفرّْ ..
؟ مَن منّا لم يَعُدْ مريضًا ؟ أكيد كلّنا ..
- واللهِ أصبح البعض منا يفتقر لثقافة زيارة المريض ..
يا أخي أو يا أختي .. المريض يحتاج منك للرّاحة لا أن تجلس عند رأسه بوابل من أسئلة تُزعجه
أو تجعله يضجر منك حتى ولو كان يحبك ، لأنّ نفسيته محبطة ومعنوياته مُنحطّة ..
لابأس أن تسأله عن حالته المرضية وبسطحية فقط ثم تردفها بدعواتٍ منك له فيفرح بها
ويثني عليك ، ثمّ اسحبه من دوامة المرض كالحديث عن أمورٍ خارج الإطار المرضي
الله أعلم ما سيكون حديثكم، إن كانت امرأة مثلا عن الطبخ أو الخياطة أو .. إلخ
أو كان رجلا مثلا عن السوق بأنواعها سواء السيارات أو الماشية أو الخضر مثلا
المهم كلٌّ حسب ميوله أو تخصصه الحياتي أو العملي وإن يكُن .. حتى ينسى مرضه
ويحس نفسه مندمج في المجتمع بكلامك وحيلتك الذكية ،لا أن يكون أسير آهات وأنات
خاصة إن كانت زيارتك على النحو الذي ذكرنا آنفًـــأ ..
اسأل الله أن يشفي جميع مرضانا ومرضى المسلمين وأن يجعلنا بعضًا لبعضٍ في
التكافل والتراحم .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .