نهضت باكرا كعادتي ، توضأت للصلاة و بعدها حضرت الفطور ومباشرة انتقلت إلى تحضير مايكفي للغذاء والعشاءـ فوالدتي حفظها الله وأطال بعمرها لم تعد تقوى على أشغال البيت و صرت مجبرة على الإهتمام بكل شيء قبل ذهابي للجامعة،، كنت سعيدة بالأمر خاصة مع ابتسامة والدتي و رضاها عني،، عند زوال الثامنة خرجت من البيت مسرعة للحاق بباص الجامعة و للأسف الشديد فاتني و اضطررت للذهاب بالحافلة العامة... وصلت الجامعة و حضرت محاضرتين متتاليتين و بعدها حصتين أيضا لمدة ست ساعات متتالية،،، آآآآآه كم هذا متعب،، أخيرا انتهى يومي الدراسي و ركبت الحافلة لأعود للبيت
دخلت البيت و كنت منهكة من التعب، لقد كان يوم شاق فعلا،، لم أبذل أي جهد عضلي و لكن بذلت جهدا فكريا كبيرا في التركيز و محالة فهم مايقدم لنا من قبل الأستاة الأفاضل،... مباشرة للصلاة صليت أوقاتي و اتجهت لغرفتي رغبة مني في أخذ قسط صغير من الراحة قبل المذاكرة المسائية.....لم أنم سوى ربع ساعة وإذا بالبا يرن و كان رنين الجرس مغايرا لما عهدته من أهل بيتي
الساعة تشير إلى الخامسة و العشر دقائق بالضبط،،، فتحت الباب و كان مالم أتوقعه أبدا،، إنه عمي و زوجته و كذلك أولاده ... الصراحة شعرت بصدمة كبيرة و كاد يغمى علي أرضا،، ليس لأني لا أحب الضيوف (حاشا لله) و لكن هذا ليس بالوقت المناسب و أيضا ظننت أنه كان إلزاما إعطائنا خبر حتى نتخذ إجاراءات معينة
فلا العشاء كان مناسبا للضيوف و لا البيت كان مرتبا لدرجة استقبال ضيوف فيه و خاصة أنه ضيوف من ولاية أخرى ،، رغم أنه أخ والدي ولكن بعد المسافة بيننا جعله يبدوا ضيفا بعيدا و ليس بمقرب من العائلة ....رحبت بهم و استقبلتهم بالصالون و مباشرة اتصلت بوالدي بالهاتف وطلبت منه أن يحضر معه طعاما جاهزا من الخارج ،، فلا أنا باستطاعتي إعداد طعام الآن مع تعبي ولا حتى الطعام الذي بالثلاجة يقدم للضيوف......
بعد نصف ساعة أتى والدي للبيت حاملا معه مشتريات ..ارتحت نفسيا فلقد أحضر ماطلبته ...ذهبت من اجل تحضير المائدة ففي عادات بيتنا العشاء يقدم مباشرة بعد صلاة المغرب،، ولكن فوجئت أن ماأتى به أبي لايتعدى بعض المشروبات الغازية و فاكهة و كذلك لحم و دجاج نيء،،، أه ياربي
ناديت بأعلى صوتي أبييييييييي أتى و قلت ، وين راه واش قلتلك أبي والله تعبانة مش قادرة نوقف على رجليا،،، ضحك أبي كثيرا من حالتي و يأسي و اعتذر لأنه لم يجد أي شيء و قال أنه بحث في كل المطاعم بدون فائدة
ياويحي،، حضرت عشاءا و كان مثل عادتنا شخشوخة الظفر (طعام يحضر فقط للمميزين) حضرتها و أنا مهلكة و قمت العشاء و غسلت الأواني و من تعبي لم آكل شيء بل هويت مباشرة للنوم حتى دون الجلوس مع الضيوف كثيرا
لا أعلم لما و لكن لم أحبذ الأمر،، أحب عمي كثيرا و كذلك زوجته وأولاده و لكن كان ولايزال حسب رأيي أنه يجب إعطاء خبر بالحضور و طلب إذن حتى لايحرج أحد
هنالك من يقول أن الضيف الفاجئ إن لم تكن في حالة تستطيع استقباله فيها فيجب عليك الاعتذار منه و عليه تقبل الأمر دون ضجر و لكن ديننا لايسمح بهذا رغم أن في وقتنا الحالي من الزمن ها ضروري للانشغالات الكثيرة بالحياة و كذلك أن الضيف الآن صار يعلق على كل شيء و إن اختص في شيء نقل الأمر للجميع و قال ان فلان لم يحسن استضافتي
بصراحة الآن أصدقائي : هل سبق أن ذهبتم إلى بيت احد الأقارب دون إعلامهم؟ كيف أحسستم حينها؟
مارأيكم في الضيف المفاجئ هل تحبونه او تفصلون الإعلام؟
في نهاية كل هذا
تقبلوا مني فائق الإحترام والتقديم
أختكم في الله
رشا