
#القصيدة
1- ماذا أقول وقد رأيت معلمي
في مطعم الخضراء يعمل طاهيا!
2-يا ليتني ما عشت يوماً كي أرى
من قادنا للسعد أصبح باكيا
3- لما رأني غض عني طرفهُ
كي لا أكلمُه ، وأصبح لاهيا
4- هو مُحرجٌ ، لكنني ناديتهُ
يا من( أنرت الدرب) خلتك ناسيا!
5- فأجاب مبتسما، ويمسح كفهُ
أهلا بسامي ، مثل أسمك ساميا
6-إن كنت تسأل عن وجودي هاهنا
فالوضع أصبح بالإجابة كافيا
7- قطعوا الرواتب يا بُني وحالنا
قد زاد سوءاً ، بعد سوءٍ خافيا
8- الجوع يسكن بيت كل معلم
والبؤس درساً في المدارس ساريا
9- إن لمتني عما فعلت مصارحاً
فإليك أطرح يا بُنّي سؤاليا
10-إن عُدت للتدريس أين رواتبي؟
أو كيف أُطعم يا رعاك عياليا
11- أو كيف أدفع للمُؤجر حقهُ ؟
إن جاء يطلبني ويصرخ عاليا!
12-أو كيف أشرح للعيال دروسهم
وأنا أفكر كيف أرجع ماشيا!
13- أو كيف أُعطي من تميز حقهُ
وأنا أفكر ما عليَّ وما ليا؟
14- الكلبُ أصبحَ سَيٍّداً
واللٍّصُّ أصبحَ قاضِيَا
15- وَأنا المُعَلٍّمُ لَمْ أعِشْ
في العمر يوماً سالِيَا
16- أفنيتُ عمري في العمل
ما كُنتُ يوماً عاصِيَا
17- إن غِبتُ يوماً مُرغَماً
رَفَعَ المُدِيرُ غِيابِيَا
18- و مُوَجِهي إنْ زارَني
ما كانَ يوماً راضِيَا
19- سَرَقَ اللُّصوصُ رواتبي
شَلُّوا حُقوقي وَ مالِيَا
20- بِنْتي تَموتُ مِن الأَلَم
وَ الإبنُ يَمشي حافِيَا
21- مِن أجلِ أطفالي أبيع
عَيني وَ قَلبي راضِيَا
22- يا مَن ستقرأ قِصتي
أرسِل إليٍّا الشارِيَا
23- فالعلمُ أصبحَ هَيٍّنٌ
والجهلُ أصبحَ عالِيَا
24- من ذا يلوم مُعَلِماً
إن صار يعمل شاقِيَا
25- أو عاملاً في ورشةٍ
أو في المطاعِمِ طاهيَا
26- أو إن رآهُ بِمسجِدٍ
ماداً يَديهَ وَ باكِيَا