شهدت الثانوية التي اعمل فيها حالة من الفرح و الابتهاج و السعادة الغامرة مرفوقة بحالة من الحزن و الأسى و الكآبة بين التلاميذ و هذا ما وقفت له شخصيا في ساحة الثانوية حيث لاحظت ابتهاجا و فرحا عند تلاميذ و حزنا و أسى عند البعض الآخر من الذكور و الإناث و لم سبق لي أن شاهدت هذا من قبل بما يوحي أن هناك شيء ما افرح و احزن أولئك التلاميذ فاعتقدت أن ما أفرح البعض و مااحزن البعض الآخر هو مشاركتهم في الامتحان الفصل الثاني مشاركة جيدة أو ضعيفة بما تمنحهم من نتائج تزيد أو تنقص من حظوظهم في النجاح في أخر السنة، لكن قررت أن انزل إلى ساحة الثانوية لأتحرى في الأمر و اعرف سبب هذه الفرحة و الكآبة التي أصابت التلاميذ في مشهد غير مألوف ، و كنت اعتقد أني سوف ألقى إجابة من التلاميذ على أن سبب بهجتهم أو حزنهم هو المشاركة الجيدة أو الضعيفة في الامتحانات الفصل الثاني فأشاركهم بأن أقدم لهم المزيد من التشجيع و الدعم للفرحين و ارفع معنويات و المؤازرة للحزينين ، لكن أثناء لقائي بالتلاميذ في الساحة و حديثي معهم تلقيت إجابة غريبة و صادمة في نفس الوقت وهو أن التلاميذ قد اخبروني أن منهم من هو يفرح و منهم من هو يحزن هو أنهم قد تأكدوا نهائيا من سؤالهم للجني * تشارلي * عن نتائج آخر السنة منها نتائج امتحان شهادة البكالوريا و كذلك مصيرهم الدراسي مستقبلا و قد اخبرهم الجن تشارلي من خلال استحضاره يدويا و بالهاتف النقال أنهم أعطاهم إجابة بنعم بأنهم سوف يكونون ضمن الناجحين في أخر السنة و قد أعطى إجابة بلا لتلاميذ يكونون ضمن الراسبين في آخر السنة و هناك من التلاميذ استعلم من الجن * تشارلي * على مصيرهم مستقبلا إن كان من الناجحين أو الراسبين ، و ما زادني صدمة هو أن من ضمنهم طلبة البكالوريا الذين كانوا في سعادة غامرة لدرجة أن بعض التلميذات مترشحات شهادة البكالوريا 2017 أطلقوا زغاريد بما يوحي أن النجاح قد تم ضمانه في المقابل خيم الحزن على تلاميذ قالوا أنهم مجتهدين في دروسهم و أن نتائجهم جيدة و أن الجني * تشارلي * قد أجابهم بلا أي أنهم سوف يرسبون في الامتحانات و قد ظهرت على وجوه أولئك التلاميذ علامات العبوس و الكآبة ، أردت أن اقنع التلاميذ أن هذه شعوذة لا يمكن تصديقها و النجاح يكون بالجد و الاجتهاد و المثابرة لكن تلقيت إجابة صادمة من تلاميذ قالوا أنهم يصدقون إجابة الجن تشارلي و ليس عليهم من اليوم فصاعدا أن يخافوا على مستقبلهم في حالة النجاح و الفشل و ليسوا بحاجة من اليوم فصاعدا إلى من يدعوهم إلى العمل و المثابرة بعد تلقي الإجابة من الجني * تشارلي * و أن مستقبلهم الدراسي أصبح معروفا لديهم على حد قول أولئك التلاميذ ، و حين أردت أن اقنع أولئك التلاميذ أن الجني * تشارلي * ما هو إلا شيطان و لعبة خرافية و أن الغيب لا يعلمه إلا الله سبحانه فتلقيت إجابة من تلميذ قال لي أن الجني * تشارلي * أصبح صديقه كونه كلما يطرح عليه أسئلة يجيبه بل ذهب إلى حد أن جعل الجن تشارلي انه أوفى صديق بالنسبة لديه ، و هنا قررت أنا أن انسحب من الساحة و الصدمة تملئ قلبي من هذه الإجابات التي تعكس مستوى تفكير التلاميذ الذي نزل إلى درجة الانحطاط و الاعتقاد الخرافي الشعوذة بما كنت أنني لم أتصور نفسي كأستاذ على أن اصل إلى هذا الموقف الذي لم يكن متوقعا.
ذهبت مسرعا إلى الطاقم الإداري و التربوي للثانوية لأبلغهم بالأمر بما فيها زملائي الأساتذة الجميع شعر بصدمة و الدهشة الكبيرة حين أبلغتهم بالأمر و قد قرر المدير عقد اجتماع عاجل مع الأساتذة رفقة طاقم الإداري و التربوي يوم الثلاثاء في المساء لتباحث و مناقشة الحالة لإيجاد الحلول لإيقاف هذه المهزلة الفكرية للتلاميذ لان هذا يعتبر تحدي للأساتذة الذين يتخوفون من انعكاسات هذه الشعوذة على مسار الدراسي للتلاميذ خصوص و هم مقبلون على امتحانات مصيرية أهمها شهادة البكالوريا.
، و قد ابلغنا احد حراس الثانوية الذي سوف يحضر الاجتماع انه شاهد التلاميذ جماعيا وهم يلعبون لعبة * تشارلي * استحضار الجن أمام باب الثانوية في الصباح أثناء فتحه الباب و في ساحة المدرسة عند خروجهم ، مضيفا أن له علم بأن التلاميذ يستحضرون الجن حين يدخلون إلى المراحيض و قد عثر على وسائل تستعمل في ذلك قائلا انه حاول نصحهم محذرا للابتعاد من هذه الألعاب الشعوذة الخطيرة كونها شركيات مخالفة لدين الإسلام لكن دون جدوى. .
الشيء الذي يتخوف منه الجميع الطاقم الإداري و التربوي في الثانوية هو أن التلاميذ قد يتوقفون عن المراجعة و التحضير للامتحانات معتمدين إجابة استحضار الجن تشارلي حول نجاحهم أو فشلهم في الامتحانات ، فضلا على كونهم قد يضعون في حسبانهم أن نجاحهم و فشلهم هو ما تم إخباره من طرف استحضار الجن تشارلي و هو ما يساهم التواكل على تكهنات هذه اللعبة الشعوذة معتمدين عليها في تقرير مصيرهم النجاح و الفشل الدراسي تجعلهم يتكاسلون عن العمل و الاجتهاد طالما أن مصيرهم أصبح معلوم حسب اعتقادهم ، و من جهة أخرى تساهم في وضع مصداقية كبيرة حول هذه اللعبة الخرافية التي تتحول فيها هذه اللعبة من انتشار الشعوذة و الخرافة و الأوهام و الاعتقادات الباطلة بين التلاميذ و قد تحول التلاميذ إلى ميدان لاستعمال و استحضر الجن و الشعوذة أمام غياب الوازع الديني و عدم مراقبة لأولياء لأبنائهم ، و قد قررنا نحن الأساتذة إرسال استدعاءات لأولياء التلاميذ الذي يثبت فيهم أنهم لعبوا لعبة استحضار الجن و الشعوذة أو الذين قاموا بتصديق الخرافة لتوعية الأولياء بمدى الخطر الذي يتهدد تفكير أبنائهم جراء انتشار التفكير الخرافي و الشعوذة بين أبنائهم و قد أقررنا كذلك تنظيم دروس يومية لتوعية التلاميذ حول أخطار استحضار الجن و عن لعبة تشارلي و عن خطورة التفكير الخرافي و الشعوذة في عمل استحضار الجن في محاولة معرفة الغيب الذي لا يعلمه إلا الله كون أعمال الشعوذة و قراءة الغيب مخالفة لعقيدة الدين الإسلام و مدخل للشرك الذي هو من عمل الموبقات المهلكات الذي لا يغفره الله إلا باالتوبة النصوح.