![]() |
|
القسم الاسلامي العام للمواضيع الإسلامية العامة كالآداب و الأخلاق الاسلامية ... |
في حال وجود أي مواضيع أو ردود
مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
الوجوه المطرّاة و الأجساد المعرّاة
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
رقم المشاركة : 1 | ||||
|
![]() الوجوه المطرّاة و الأجساد المعرّاة الحمد لله وحده ، و الصّلاة ، و السّلام ، على من لا نبيّ بعده . أمّابعد : وقد امتلأت الطرقات و الشّوارع و المحّال و المراتع ، بالكاسيات العاريات المائلات المميلات ، و الفسّاق و المخنّثين من أشباه الرّجال ، و هم أقلّ و أهون و أذلّ و أخسّ من أن يجول لهم في ذهني خاطر ، و لكن هيهات أن يهون عليَّ ديني فأترك الإنكار و النّصيحة بما تعلّمت منه و فقّهني الله به ، ثمّ على ما عرفت من أوحال أحوال النّاس . فيا أيّها الكساة العراة : اعلموا أنّ سكوتكم على المنكر لا يُصَيِّرُهُ عند الله معروفا ، و إقراركم له لا يجعله عند الله حجّة ، وتواطؤكم على فعله لا يردّه عند الله حقّا ، و إنّكم لستم من الكرامة على الله أن ينسخ أحكام دينه بكم أو بإقراركم للخطإ أو بإصراركم على فعله ، أو يَقْلبَ لأجلكم القبيح فيصير صوابا مليحا ، كما أنّكم لستم من الكرامةعلى الله بمكان ألّا يحاسبكم على ذلك ، و إنّكم مهما اِلتمستمْ وجوه الحِيَلِ وانْتحلتـموها و طلبتم المعاذير ، فاعلموا أنه ليس ثَمَّ إلّا كتاب الله و سنّة رسوله – صلّى الله عليه وسلّم – وما خُتِمَ به هذا الدّين العظيم ، و اللهُ و رسولُهُ – صلّى الله عليه وسلّم – لا يأمران بالفحشاء {{ أتقولون على الله ما لا تعلمون }} . نعم ؛ على المسلم أن يواكب العصر في التّمدّن و التّحضّر ولا يمنعه هذا التّطوّر من أن يجعله جديدا في دنياه قديما في دينه ، لكن لا يَغرّه هذا التّقدّم – بزعمهم – فيُحِلّوا ما حرّم الله بحجّةٍ دَرَجوا عليها جميعا وهي قول المولى {{ قل من حرّم زينة الله }} و لقد تحقّق استغرابي من هذا الاستشهاد المشين ، و هو كمن وقف عند قول الله تعالى فقال {{ ويل للمصلّين }} ، و لئن كان كبر عليّ مقارفتهم للمنكر ثمّ استحلالهم له بكتاب الله و استباحتهم إياه بالعادة و سكوت الأوائل عليه وكأنّ سكوتهم عبادة ، فأكبر منه عند الله و عند رسوله و عند عباد الله المتّقين ؛ هوان دين الله عليكم أن بلغت بكم الشّهوة البهيميّة إلى هذه الدّرجة من الانحلال الخُلقي و الانحطاط الفكري و الدّياثة اللّعينة . فحسبكم قادحا في دينكم سكوتكم على العري و العهر ، فكيف بمقارفتكم له ، ثمّ كيف بالرّضى عليه بعد ذلك ، بل قل كيف بما وراء تلك الأكمة و الكواليس و الزّوايا و الطّرقات و المسالك ، ممّا نسمعه و نراه و قد كثر الخَبَثُ عياذا بالله ، وكفى به شاهدا و دليلا على فسادكم و فساد ظاهركم وباطنكم {{ أفلا تعقلون }} . فيا سبحان الله كيف استهانوا بحرمات الله فهان عليهم غضب الله و أمنوا مكره {{ ولا يأمن مكر الله إلّا القوم الخاسرون }} ، جعلوا دينهم تبعا لدنياهم فضاع عليهم دينهم و ضاعت عليهم دنياهم حيث ابتلاهم الله في دينهم و أشقاهم في دنياهم ، ففشا بينهم الحرام حتّى في مساجد الله وفيهم العلماء وفيهم الفقهاء ، ثمّ استحكم فصار عادة ، ثمّ استحكم فصار عبادة ، و تكاثر حتىّ غطى على التّقوى و النّخوة ، ولم يعد ينفع فيهم وعيد ولا تهديد ، إذ ابتلاهم الله ببلاء شديد ، و الله المستعان و إليه المشتكى . و إنّى لأخشى أن يصيبنا الله بقارعة أو بعذاب من عنده فيعمّنا جميعا صالحنا و طالحنا جزاءً لنا على عُريِّهِم و إقرارِنا، و فِسقِهِموسُكوتِنا ، و قد كذَبوا بالسّنة و القرآن على السّنة و القرآن ، كما كذبوا على الأئمّة : مالك و أحمد و الشّافعي و أبي حنيفة النّعمان ، وجعلوا الصّلاة في البنطال الدّخيل ، من الحقّ الأصيل ، الذي دلّ عليه القياس و الدّليل ، فقاتل الله المتحرّرين من رجال الدين الذين عقّوا أسلافهم ، و أهانوا دينهم بفتاواهم حتّى أنّ بعض العوامّ من المسلمين هم أشرفُ قصدا و أَغْيَرُ على دين الله و أَعلمُ به منهم ، كيف وقد طُبِعوا على الكذب و التّحريف و المخالفة وهم لا يشعرون ، و أنّهم يساقون إلى الضّلالة سوقا وهم ينظرون ، و لو أنّهم عَلِمُوا و اتّقوا لفَهمُوا أنّ الفَسَقَة من المخانيث إنمّا اشتروا منهم هممهم و ذممهم مقابل أن يصفوهم بالأشياخ المعتدلين الحضاريين ، فقبّحهم الله من دعاة متخلّفين مهزومين ضاليّن مضلّين ، وقاتلها الله من صفقة بُخِسَ فيها الإسلام والدّين . ولعمري ... لقد فسدت ضمائر الأغنياء و الفقراء ، و الأقوياء و الضّعفاء – إلّا من رحم الله – وذهبت منهم غيرة الرّجولة الإسلاميّة و النّخوة العربيّة ، حتّى لم تعد تنفع فيهم نصيحة رشيدة ، ولا موعظة حسنة ، غُواة عُواة قد خسروا أنفسهم و خسروا كرامتهم وعرضهم ، رَبُّوا أبناءهم على الخيالات صغارا ، فضاعوا منهم و أضاعوا كبارا ، كغَلَّةٍ تَعِسَةٍ بين سنين يابسات ، فعِوَضَ أن يكونوا أطهارا بررة لوالديهم ، كانوا فجّارا فسّاقا بين أيديهم ، سُخْنَةُ عينٍ لهم ، الشّباب كلّهم مَرْصَدٌ للتّتبّع و المعاكسات ، و صارت كريمة البيت تُناَلُ بـ : لو ... و ليت ... في بيت العجائب وما أدراك ما بيت العجائب ، الذي فيه من وسائل التّرفيه و الاتّصال – زعموا – وهي وسائل ظلم ومنكر و أسلحة شّيطان ما تجعل هذا البيت كأنّه أجنبي لا إسلاميّ . أفتعجبون بعد هذا إذا رأيتم من يأتي صديقته في قارعة الطّريق ، كيف تعجبون و قد صار الطّريق كلّه عواثير بشبائك الصّيد ، وحبائل الكيد ، النّاس فيه – إلاّ المتّقون – لا يعقلون ولا يعون ولا يشعرون ، و إنّما هم أدوات تسخّر وحيوانات تسيّر ، همّهم بطونهم وقبلتهم النّساء ، المرأة فيهم كالدّرهم المغشوش إذا وردت محلا أو سوقا اضطرب ، وهم بين هَامٍّ وفاعلٍ يقولون فيما بينهم : نعم ... أو لا ... و ما عهدوا منذ زمن من يقول لهم اتّقوا الله و غضّوا أبصاركم يا هؤلاء . و الله إنّ غاية هؤلاء الفسقة السّفلة هزل لا جدّ فيه ، حتّى إذا وقع الفأس في الراس قالوا بخجل كاذب ليس فيه حياء : الذّنب ذنب الشّيطان ، و الحقيقة أنّه لم يعد يؤثّر فيهم كلام الله ولا كلام النّاس ولا قوارع الزّمن ، ولا يهمّهم ما يحدث للأمّة الإسلامية بسببهم من محن ، ولم تعد تقرع آذانهم ولا تخرق أحاسيسهم عبارات الوعظ والتّأنيب و اللّوم ، و أنّهم صاروا كأجساد جوفاء و أجسام صمّاء يُصَرِّفُها الهوى كيف يشاء . وليت شعري ... إنّ القوم – إلاّ من رحم ربّي – لغارّون في المعاصي و الذّنوب وهم آمنون مطمئنّون ، إرثهم المجانة والخناعة واللّهو ، صحفهم منشّرة بين أيدينا بالمخازي والعار والشّنار و قد جاهروا بها في اللّيل والنّهار ، وهم لا يبالون ، بل ركنوا إلى هذه الدّنيا كأنّهم فيها مخلّدون ، فلهم الويل : أهي دار قرار ؟ حقّا ؛ إنّ الهوى يعمي ويصمّ . فيا هواة التّعرّي و العراء ويا أهل البؤس والشّقاء : استحوا على دينكم وعلى أنفسكم وعلى أوطانكم ، وإن كنت أعلم أنّ ندائي هذا كأصداء في الأثير ، لا يحرّك ولا يثير ،إلّا أن يشاء ربّي شيأ . ورحم الله الأوّل حين قال : إنّما الأمم الأخلاق مابقيت - - - فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا و صلّى الله على نبيّنا محمد حيث قال : (( إذا لم تستح فاصنع ماشئت )) رواه البخاري . وكتب
|
||||
![]() |
الكلمات الدلالية (Tags) |
الميساج, المعرّاة, المطرّاة, الوجوه |
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc