لكل مجتهد ذي همّة عالية

[أبو عاصم مصطفى السُّلمي]

بــــــــسم الله الرّحمن الرحيـــــــــــم

أريد اليوم أن أستدِرَّ الأقلام الباذلة و استنهض الأقلام الخاملة
لمُنازلة الأقلام القاتلة .
سنلعب لعبة خفيفة لطيفة .
سننثُر بعض المعلومات على السّطح ، و ننتظر منكم ترجمتها إلى أحسن طرح .

المعلومات هي :
أولا ــ اتّسع الخرق على الرَّاقع .
ثانيا ــ الصراع بين الحق و الباطل .
ثالثا ــ كشف الحقيقة و تجليتها .
رابعا ــ روى الإمام ابن ماجه، وابن أبي عاصم وغيرهما من حديث أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله ـ صلَّى الله عليه وسلَّم ـ:*«إِنَّ مِنَ النَّاسِ مَفَاتِيحَ لِلْخَيْرِ مَغَالِيقَ لِلشَّرِّ، وَإِنَّ مِنَ النَّاسِ مَفَاتِيحَ لِلشَّرِّ مَغَالِيقَ لِلْخَيْرِ، فَطُوبَى لِمَنْ جَعَلَ اللهُ مَفَاتِيحَ الخَيْرِ عَلَى يَدَيْهِ، وَوَيْلٌ لِمَنْ جَعَلَ اللهُ مَفَاتِيحَ الشَّرِّ عَلَى يَدَيْهِ».
وهو حديث فيه ضعف من جهة إسناده، لكن يتقوَّى وَيَنْجَبِرُ بما له من الْمُتَابَعَاتِ والشَّواهد، وحسَّنه الإمام الألباني ـ رحمه الله ـ [ صحيح الجامع : 2223 ]

المطلوب من ذوي الهمم العالية وضع السّروج على الأقلام و اقتحام ساحات الأفهام ، لنغنم أطيب الكلام .
اغرس هذه الفسائل الأربع فيما بين يديك من قرطاس ، و اسقها من شلال قلمك الدّعاس ، تستحيل دُرَرا و لآليء في كفِّ غطّاس .

و إليكم رأس الخيط و مَغرِزَ الإبرة :
الصِّراعُ بين المُخرِّقين و الرُّقَّاع

بقلم : المهاجر إلى الله
السُّلميّ

[راجي الصّمدِ]

السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حيّاكم الله تعالى وبيّاكم وجعل الله الجنّة مأوانا ومأواكم،
وبارك الله تعالى في خَطْوكم وممشاكم، وزيّن بالخير مسعاكم ،
نسأل الله تعالى أن نكون ممّن طمحت به همّة عاليه ولم تغرهِ دنيا فانيه ،
وبعدُ : فصلّى الله وسلّم وبارك على معلم النّاس الخير وعلى آله وصحبه وسلّم تسليما مُتتاليا ،
فقد بلّغ ما أرسل إليه من ربّه أحسن بلاغ وأزكاهُ ، وأشمله وأتمّه وأنماهُ ،
وقد أرسل رحمة للعالمين ، متمّما لمكارم الاخلاق وداعيا إليها ،

فالخير كلّ الخير فيما جاء به ودعا إليه ونَدَب ،
والشرّ كلّ الشرّ فيما حذّر منه ونهى عنه وعَتَب ،
وهوّ أكرمُ من جُعل الخيُر على يديه ،
و أجودُ من بذله فصلّى ربّنا وسلّم عليه ،
فيا سعادة من احتذى نهجه القويم
فطوبى له تلك الوارفةُ في روضة مَهْيَعِ ،
ويا خسار من بغى ومن تعدّى وطغى
وشبّ نيران الوغى لمطعم أو مطمع،ِ

نعوذ بالله تعالى من جميع الويل ومن جميع ما عنَتْهُ حروفه
على ما ذكر العلماء الأفاضل من معانيهِ الخمسةِ ،
ونلوذ بالله تعالى ونسأله الهداية التّوفيق والسّداد والرّشاد
وجزاكم الله خيرا على هذه الفسحة الطّيبة ،
نرجوا أن تعذروا تطفّلنا على مائدتكم ،
والسّلام عليكم ورحمة الله وبركاته
...

[أبو عاصم مصطفى السُّلمي]

و عليكم السّلام و رحمة الله و بركاته و مغفرته
مرحبا بالأخ الفاضل ذي القلم الباذل [ راجي الصمد ]
دُررٌ ضمها نظام ، و لآليء جنّها حزام ، كلمات ناطقة بمعانٍ صادقة
جزاك الله خيرا و أحسن إليك و بارك الله في همتك و اجتهادك
نزولُك محِلّتي أنار مُهجتي و عطّر تربتي و قرَّب بُغيَتي

[وسيمツ]

السلام عليكم
هل بإمكانك أخي أن تشرح لي المقصود بالأقلام القاتلة بالظّبط ، هل لها مثال هنا في منتدى الجلفة ؟
رغم أن هذا خارج عن الموضوع إلاّ أنه لا بأس من ذلك بعد أخذ الإذن منك
معَ السّلامه~

[أبو عاصم مصطفى السُّلمي]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة وسيمツ

السلام عليكم
هل بإمكانك أخي أن تشرح لي المقصود بالأقلام القاتلة بالظّبط ، هل لها مثال هنا في منتدى الجلفة ؟
رغم أن هذا خارج عن الموضوع إلاّ أنه لا بأس من ذلك بعد أخذ الإذن منك
معَ السّلامه~

و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
الأقلام القاتلة هي كل قلم ينفث سمّا و يُشيع غَمّا
يُضمر شرّا و هلمّ جرّا
لها مثال في كل ساحة و ميدان
و لمزيد من التفصيل اطّلع على هذا الموضوع : أصحاب الأقلام

[أبو عاصم مصطفى السُّلمي]

أين هم ذووا الهمم العالية

[الربيع ب]

و عليكم السّلام و رحمة الله و بركاته و مغفرته

حياك الله وبياك ورفع قدرك وجعل الجنة مثواك
ماذا أقول ؟ وقد سبقتنا بالقول
استنهضت الأقلام ، وطلبت في المجال للمنازلة الفارس الهمام
وإني أرى في القوم ما طلبت ، ولرد القاتل من رجوت
وأراك واحدهم ، وأنت في السبق قائدهم ، وفي النزال فارسهم

حفظك الله ورعاك وسدد على طريق الهدى والرشاد خطاك
أرى دقائق الساعة تزحف وتزحف حتى حاصرتني ، وعلى الخروج أجبرتني
وإني إن شاء الله تعالى عائد ، وللقلم القاتل مراود ، فأقيم عليه الحجة والشاهد ، ونحن أهل العزم في الشدائد

سأعود إن شاء الله .

[انسام الريح]

بارك الله فيك

[أبو عاصم مصطفى السُّلمي]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الربيع ب

و عليكم السّلام و رحمة الله و بركاته و مغفرته

حياك الله وبياك ورفع قدرك وجعل الجنة مثواك
ماذا أقول ؟ وقد سبقتنا بالقول
استنهضت الأقلام ، وطلبت في المجال للمنازلة الفارس الهمام
وإني أرى في القوم ما طلبت ، ولرد القاتل من رجوت
وأراك واحدهم ، وأنت في السبق قائدهم ، وفي النزال فارسهم

حفظك الله ورعاك وسدد على طريق الهدى والرشاد خطاك
أرى دقائق الساعة تزحف وتزحف حتى حاصرتني ، وعلى الخروج أجبرتني
وإني إن شاء الله تعالى عائد ، وللقلم القاتل مراود ، فأقيم عليه الحجة والشاهد ، ونحن أهل العزم في الشدائد

سأعود إن شاء الله .

مرحبا بالربيع الأخ
أنت لذلك أهل و قد حللت بهذا السّهل
جزاك الله خيرا و أحسن إليك
إنني على مطية الشوق للإكتحال بمداد قلمك المعطاء

[الربيع ب]

عدنا يا أخي الحبيب السلمي
وكنت أظنني تأخرت كثيرا وقد سبقني البعض إلى ملء الصفحة بما تجود به القرائح ، ويروي عطش الضمآن من المنادح
فإن لم يكن في مثل هذه المواضع والمواضيع ، فأين تراه يصرف الجهد فيضيع ؟!
ولست بهذا مثبطا ، ولا للهمم محبطا ، وإنما أول القطر الندى ....

وعلى كل فإني أرغم قلمي على انتفاضة راجيا أن لا تتوقف حتى تحقق خيرا ، وتنشر علما وذكرا لا غيرا ..
ولعلي أبتدئ من الرابعة فأقول :

أما الرابع : روى الإمام ابن ماجه ، وابن أبي عاصم وغيرهما من حديث أنس بن مالك ـ رضي ‏الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلَّى الله عليه وسلَّم ـ:*« إِنَّ مِنَ النَّاسِ مَفَاتِيحَ لِلْخَيْرِ مَغَالِيقَ لِلشَّرِّ، وَإِنَّ مِنَ ‏النَّاسِ مَفَاتِيحَ لِلشَّرِّ مَغَالِيقَ لِلْخَيْرِ، فَطُوبَى لِمَنْ جَعَلَ اللهُ مَفَاتِيحَ الخَيْرِ عَلَى يَدَيْهِ، وَوَيْلٌ لِمَنْ جَعَلَ اللهُ مَفَاتِيحَ الشَّرِّ ‏عَلَى يَدَيْهِ ».‏

لله الحمد أولا وآخرا وظاهرا وباطنا ، وله الحمد على كل حال ، ونسأله أن يتقبل منا ويتقبل منا الأقوال ‏والأعمال ، وصلى الله وسلم على الحبيب محمد والصحب والآل .‏
فهذا تأكيد من النبي المعصوم صلى الله عليه وسلم على وجود الخير في الناس وأن منهم مفاتيح له ، إذ أنك تجدهم ‏صالحين مصلحين ، علماء عباد ، وليسوا صالحين لذواتهم ، عباد لأنفسهم فحسب ، بل تعدى الأمر والخير فيهم ‏ومنهم إلى غيرهم من نشر العلم النافع الإصلاح لما فسد والتربية على الأخلاق الحميدة والقدوة الحسنة ، والسنة ‏وسير الصحابة ومن سلف ، فترتب على ذلك أن كانوا مفاتيح ، والمفتاح كما هو معلوم لا يمكن دخول الباب ‏إلا به وعن طريق استعماله ، وإلا كان كسر الباب وهذا فيه ضرر ، فالمفتاح له عمل الفتح للدخول أو معرفة ما ‏بداخل المفتوح – الباب – أو الغلق لستر ما بالداخل وتوريته عن الأنظار ، وإذ كان في الخير ففيه ترتيب له ‏يتعداه إلى غيره ممن يدخل الباب ويصله الخير عن طريق هذا – من الناس – والحاصل أن من عمل بالخير من ‏الناس الذين كان بعض منهم مفاتيخ لخيره ناله ما نالهم من الأجر بقدر ما عملوا لا ينقص من أجورهم كما في ‏حديث آخر شيء ، وهذا مع شرط الإخلاص لله تعالى ، ولعل مما يدل على قبول الله أعمالهم وإخلاصهم توفيقه ‏ومتنانه عليهم أن جعلهم للخير مفاتيح ، للشر مغاليق . ‏
كما يترتب على الثاني والعياذ بالله ممن كانوا – وما أكثرهم في زمننا – مفاتيح للشر مغاليق للخير وزرهم ووزر ‏من أضلوهم وتبعوهم لا ينقص من أوزارهم شيء ...‏
قال تعالى " وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالًا مَعَ أَثْقَالِهِمْ ۖ وَلَيُسْأَلُنَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَمَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ " .‏
ثم هناك لفتة : في تقديم الخير عن الشر في من هم مفاتيح خير ، وتقديم الشر على الخير في من هم مفاتيح شر .‏
فليربأ العبد بنفسه أن يقع في المحظور وينزل إلى دركات النار ، وقد توعد الله الله ووعد ، وعد بطوبى على ما ‏يترتب من الأول أن جعله الله للخير مفتاحا للشر مغلاقا – والجعل – هو اجتباء وفضل ومنة واختيار من الله وقد ‏علم من سريرته ما خفي على الخلق لتترجم علانية بما وفقه الله إليه من الخير - ، وتوعد بالويل من كان للشر ‏مفتاحا ، للخير مغلاقا ..‏
فإن كان ولم تكن يا عبد الله – لأن الأمر فيه تبعيض بـ مِنَ – مفتاح خير فلا تكن مغلاق خير ، وإن لم تكن ‏مغلاق شر فلا تكن مغلاق خير ، وكن من تشاء بأن لا تخرج عن الحق ، وتتبع الصواب ، وقد دلك رسولك ‏صلى الله عليه وسلم على طريق النجاة وسبيل الفلاح ، فعن مالك بن أنس مرسلا قال : قال رسول الله صلى ‏الله عليه وسلم : (( تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسكتم بهما : كتاب الله وسنة رسوله )) الموطأ . ‏
هذا وإن أبوابا للخير مفتوحة في زمننا قد هيأ الله لها رجالها المخلصين له في ذلك يذبون عن الحق ، ويدافعون عن ‏الإسلام وأهله ، ويصدون ويردون ما يأتيها من كدمات وصدمات ، غير أنهم قلة في كثرة من الصنف الثاني ، ‏والذي وجد له أعوانا على ذلك ، ولعل هذا مما تدل عليه نبوة الحبيب صلى الله عليه وسلم ، وما يلحق الناس ‏والأمة في آخر الزمن ، والموفق من وفقه الله وعصمه من الفتن ما ظهر منها وما بطن ، ومن إذا بلغ الأمر ذروته ‏أن يكون في الجماعة ، لإغن لم تكن الجماعة وحدثت الفرقة فممن يعض على جذع الشجرة حتى يدركه الموت ‏‏.‏
اللهم ثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا والآخرة ‏
اللهم اجعلنا مفاتيح خير مغاليق شر هداة مهتدين لا ضالين ولا مضلين ، غير فاتنين ولا مفتونين ، يا رحمان يا ‏رحيم .‏

[الربيع ب]

وأما الأولى :

أولا ــ اتّسع الخرق على الرَّاقع ‏‎ .‎‏

‏

إيه يا سلمي ‏
وكأني أراك تعود بنا إلى من قال الكلام ليصير مثلا من أجدادك السلميين ‏
قال أَبو عامر ، جَدُّ العباسِ بنِ مِرداس السُّلَمِي ‏‎:‎
لا نَسبَ اليومَ ولا خُلَّة ** اتسع الخرقُ على الراقعِ
وقيل أنه من قولِ ابنِ حُمامِ الأَزْديِّ :‏
كـالثوب إن أَنهج فيه البِلَى ** أعيا على ذي الحيلةِ الصانعِ
كــــنا نداريها وقــد مُـزِّقَت ** واتَّسع الخــــرقُ عـلى الراقعِ
ولعل الأمر إذا اتسع انتشاره وتفاقم أمره صعب على المعالج تداركه ، لما بلغ أمر هذا الذي اتسع .‏
وإن الناظر إلى الحال ليجد للمثل واقعا يحدث عن نفسه بنفسه ، غير أن الرقع اليوم قد اتسع لدرجة أنه لا يكفيه ‏راقع واحد ولا عشرة ولا مائة ، ذلك أنه كلما اجتهد في الرقع وُجد من جهة من يخرق ، وليت الخرق يحدق ‏تلقائيا من نفسه ليسهل على الراقع إتمام العمل ، وإن هذا ليذكر أن البناء لو كان وراءه هادم واحد لهده ، فكيف ‏والبناء واحد وراءه ألف هادم ، وكذلك الأمر في الخرق ، فإن الراقع الواحد لا يسد الخرق مع من يخرق فردا ، ‏فكيف يرقع وقد اجتمع خارق وخارق ...‏
وإن أمر الفساد قد استفحل وزاد حتى فات التلافي ، واستشرى في العباد اليوم كثير أمور تعين على الفساد ‏ليكون الإفساد ، والمصيبة حين يبلغ الأمر منتهاه فيصيب أهل البيت والواحد والملة الواحدة والقبلة الواحدة ، ‏ويقل في الناس أهل العقل والحلم والعلم ، فيتصدى ويتصدر للرِّقَاع من لا يحسن ولا يجيد استعمال أدواته ‏وكيفياته ، فيحصل في بعض الأحيان عكس المراد مما يثير الشبهة ويوقظ الفتنة ويأتي على الأخضر واليابس .‏
وليتني وليت أمي وليتنا نوفق إلى ما فيه خير الأمة والمسلمين فنكون لبنات صالحة في بناء صرحها ، وعناصر خير ‏في أفرادها ومجتمعاتها ، ولا نكون الغير فنشقى ويشقى من معنا والعياذ بالله .‏
اللهم هيء لأمة الإسلام أمر رشد يعز في أولياؤك ، ويذل أعداؤك ، ويحكم بشرعك ، وينهى عن المعصية ‏‏.‏

[الربيع ب]

وأما الثانية :

ثانيا ــ الصراع بين الحق و الباطل‎ .‎‏

‏
أما هذا فهو أصل التواجد على البسيطة ، وهو قائم وأهله في سجال إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ، ويبقى ‏الحق حقا وهو أعلى من الباطل مهما كثر أعوان الباطل وقل أهل الحق ، ومهما كثر الهالكون على طريق الباطل ‏، والسالكون طريق الحق ...‏
‏" وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا " ‏
ومبدأ الأمر أنه أصل ما جاء في القرآن منذ أمر الله الملائكة بالسجود لآدم بعد أن نفخ الروح فيه ، وأبى اللعين ‏امتثال أمر المولى ، ثم عصيان آدم وحواء عليهما وعلى نبينا الصلاة والسلام ، حين أكلا من الشجرة ...‏
جاء الفصل والحكم من الملك العدل " إهبطا منها جميعا بعضكم لبعض عدو " ، " إن عبادي ليس لك عليهم ‏سلطان إلا من اتبعك من الغاوين " ، وهكذا استمر هذا الصراع منذ ذاك إلى يوم الناس هذا وحتى يرث الله ‏الأرض ومن عليها ...‏
وإن مما يجب التنبيه له والتفطن إليه أن لا يغتر أهل الحق بكثرة أهل الباطل ، ولهم فيمن سلف المثل ، ولهم في ‏القرآن مما أخبر الله به ما يتسلون به عما يلقونه ويصيبهم من عنت ومشقة في الوقوف إلأى جانب الحق وأهله ، ‏وقوة أهل الباطل ، وإنها لقوة ظاهرة لا تلبث أن تزول مع أول وقفة ووثبة لأهل الحق على قلتهم " وكم من فئة ‏قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله " ‏
‏" قل لا يستوي الخبيث والطيب ولو أعجبك كثرة الخبيث فاتقوا الله يا أولي الألباب لعلكم تفلحون "‏
‏" ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب " ‏
وهي سنة الله القائمة " ولن تجد لسنة الله تبديلا ولن تجد لسنة الله تحويلا " ‏
ثم ليعلم متبع الحق وأهله على قلتهم أن الله هو الحق وأنه مع الحق ، فكيف يخشى الباطل من كان الله معه ، ‏وكيف ينصر الباطل من كان الله عليه .‏
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه ، وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه .‏

[الربيع ب]

وأما الثالثة :

ثالثا ــ كشف الحقيقة و تجليتها‎ .‎

لعلها تنكشف وتتجلى وإن أراد البعض أن يخفيها ، وهي أيضا من سنن الله عالم السرائر ومكنون الضمائر ، ‏وعبر الأيام ودروس الدهر بليغة في تعليم العقلاء حكم الأمور ، وغاية ما يحصل وتبلغه مهما كان من أمرها ... ‏
وإنما يستفيد عامة الناس إن لم تكن لهم القدرة على الفهم والتقدير والكشف حين يكون فيهم وبينهم من يفتح الله ‏عليه فيبن لهم ويعرفهم وينثر عليهم در ما استخلص من دروس وعبر ، فيعم خيرها خيارهم ، وينصرف شرها ‏عنهم .‏
ومنها ما لا يجب كشفه وتجليه على من لا يتحملون معناه ، أو يحملونه على غير محله ، ويفهمونه على غير معناه ‏، فينقلب إلى الضد ويقع المحذور والمحظور وينكشف بدلا عن الحقيقة المستور .‏
والله الموفق لكل خير .‏

[جَمِيلَة]

أهلا أخي مصطفى
وكل رواد هذه الصفحة القيمة
ما شاء الله
بارك الله فيكم

ملاحظة:

سأنقل هذا الموضوع إلى قسم النقاش الجاد
تحياتي

[أبو عاصم مصطفى السُّلمي]

مرحبا الأخ الأنيس و المُقتحم هول الوطيس
و بعد فقد سرّني ما جادت به يُمناك ، و فعلا نازلت القلم القاتل فجندلته
و الحمد لله على وجود أمثالك في المنتدى ، و الحروف بكم تزدان و بأمثالكم يفتخر البيان و يشمخ البنيان
و إن كنت أريد أن كل ذلك في مقال واحد متناسق ...
لكن جاءت رمية من غير رام
و شكرا على إجابة الدّعوة