السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لما انتهت مرحلة التعليم الإبتدائي في العطلة الصيفية ذهبت للمحل بجوار حينا ،التقيت برجل هناك سألني في أي سنة تدرسين؟ قلت السادسة ،قال لي :العام القادم سأدرسكِ
خرجتُ من المحل مُحدثة نفسي :إن كان هذا الرجل سيدرسني فلن أذهب للدراسة!
قالها وفعلها ! أول حصة في المتوسطة كانت عنده ،وما زادني خجل أن الإستمارة يعبئها الأستاذ، خجلت لأنه إطلع على اسم أمي ..
ومرت الأيام وهو أستاذي ولا أحب حصته وكان لايقصر معي..، أسلوبه صعب في بداية ونهاية كل حصة يطرح الأسئلة ومن لايجيب سينال جزاءه...
درسني لعامين متتاليين ثم العام الثالث جاءت مستخلفة حينها عرفتُ قيمة أستاذي،
العام الرابع عاد ليدرسني أصبحتُ أحب حصته، رغم أنه كما هو لم يتغير، بل ازداد صرامة في تعامله مع قليل من المزاح ،كنت أكتب حينها بيدي اليسرى كان يقول ويعنيني بكلامه: من يكتب باليسرى ناقص خمسة نقاط!، أحيانا أزداد عنادا وأكتب وأحيانا أخرى أتوقف عن الكتابة ولكن هذا جعلني أضع كراسا خاصاً بي وأتعلم الكتابة باليمنى خفية..،
عندما يكون غاضب أصبح كالصنم لا أبدي أي حراك، مرة أخطأ في حساب علامتي وكان غاضبا لم أخبره حتى هدأ، قال:لما لم تخبريني منذ البداية ؟ لم أجب بأي كلمة فكيف أن أقول أخطأت وهو غاضب ؟! مستحيل سأنال جزء من صراخه..
أول أستاذ أبكي أمامه لأنه ظلمني.. اعترف بخطأه ولكن بعد فوات الأوان.. أجبته كن واثقا أني سأدعو عليك يا أستاذ،
قال: تذكري الدعوة ترجع على صاحبها،
لم أدعو عليه إلا بكل خير..
أستاذي لم يرزق بولد رزقه الله إلا البنات .. كانت دعوتي في كل صلاة :يا رب أرزق أستاذي ولد يكون قرة عين له وبارا به،
انتهت السنة الدراسية وفي آخر امتحان لما خرجت سألني كيف كانت الإجابة؟ رُحت أعطيه أجوبة غير التي كتبتها في ورقتي وقلت لم أعمل جيدا غضب وقال: ذهب تعبي سدى ،ولكن حصلت على علامة جيدة كانت هذه آخر مرة امزح فيها لأنه آخر عام هناك.. آسفة
الشيء الذي أود قوله تذكروا هذا الحديث:عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال:
قال رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم: (مَا مِنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يَدْعُو لأَخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ، إِلاَّ قَالَ الْمَلَكُ: وَلَكَ بِمِثْلٍ) رواه مسلم
ماحدث في تلك العطلة بعد انتهاء الدراسة رُزقت أمي بولد بعد خمس سنوات وثلاث بنات
حفظك الله يا أستاذي
وحفظ كل الأساتذة والآباء والأمهات، ورحم الأموات منهم والأحياء