و انا في احد مستشفيات العاصمة (بوزريعة) انتظر....
كنت أتأمل شيخا يحمل ورقة و إذا بفتاة تطلب منه ان تتكفل هي بباقي الإجراءات و ان يلتزم هو فقط بالجلوس و انتظارها ...ذهبت الفتاة و بقيت اتأمل و إذا بي أشاهد عبارة في سبيل الله مكتوبة على بعض الكراسي المتحركة كانت موضوعة في كل زوايا المستشفى .... أشخاص يشترونها و يضعونها في خدمة من يحتاجها في سبيل الله... شيء جميل.
تابعت تأملي لكل ما يدور هناك و كنت ألاحظ الممرضين في الإستقبال و كيف كل من يخرج من العجزة يقبلهما و يدعوا الله أن يحفظهما... ؟؟؟؟ ثم نادى عليا احدهما أن أحضر المريض و دخلنا إلى الطبيبة التي كانت في الأربعينات من العمر ... جلسنا و بدأت تشرح بطريقة جد ودية باللغة الفرنسية و تعيد بالعربية لمدة اكثر من نصف ساعة و اعطتنا وصفة لدواء يتم الحصول عليه في المستشفى و وصفة لدواء يتم شرائه من الصيديلية، بالإضافة إلى وصفة لجلسات علاجية في المستشفى فاخذت المريض لتلقي اول حصة علاجية في قاعة فيها ما يقارب العشرين مريض و ممرض واحد كان يدور بين المرضى بإختلاف حالاتهم و أعمارهم و ما إستغربت فيه هو معاملته الراقية للمرضى على الرغم من صعوبة العمل و دخله الضعيف؟؟؟ و من ثم توجهت لصيديلية المستشفى و تحصلت على الدواء و عدت إلى الإنتظار إلى ان إنتهت الحصة العلاجية.
عند خروجنا كنت أفكر في كيفية الحصول على سيارة أجرة خاصة و ان المستشفى موجود في منطقة معزولة ... فتقربت من شاب و سألته فإتصل ببعض الأشخاص لكن كل كان له أعذاره فقام بإيقاف أحد السيارات المارة و طلب منه إيصالنا إلى وسط مدينة بوزريعة و من ثم الحصول على سيارة أجرى فكان ذلك و بعد مدة إتصل بي نفس الشاب بعد ان إلتقى أحد أصدقائه ممن لديهم سيارة و عرض علينا التوصيل في حال عدم إيجادنا لسيارة اجرة و تسجيل الرقم في حال عدنا و احتجنا للمساعدة؟؟ .... وصلنا البيت... نمت لحوالي الساعتين و إذا بالهاتف يرن... لم أرد لاني كنت تعبان جدا فوصلتني رسالة نصية مكتوب فيها احتاجك دقيقة .... خرجت و إلتقيت بشخص هو أحد معارفي فاخبرني أنه سمع ان احد أقاربي في البيت مريض و عرض عليا مبلغ مالي لمساعدته ... رفضته في الأول لكنه طلب مني أن لا أقف في وجه من يريد فعل الخير فأدركت أني مخطئ؟؟؟
في الغد... أردت شراء حقيبة للمريض بالإضافة لشراء الدواء المتبقي و توجهت لمحل مختص و عرض عليا العديد من الحقائب و اخبرته أني لا أنوي السفر إلى تركيا أو تونس... حقيبة عادية لشخص مريض... تركني اختار و عندما أردت ان ادفع الثمن؟؟ أخبرني انها هدية للشخص المريض .... كنت مصر على دفع ثمنها لكنه رفض؟؟؟ و من ثم توجهت للصيديلية ... صاحبتها عندما قرأت الوصفة اخبرتني ان مدة صلاحية الدواء قليلة جدا و بالتالي يتجنب كافة الصيادلة شراء هذا الدواء و عرضت عليا أن تحضره لي في المساء... و أحضرته و عند دفع تكلفته ... و لانها تعلم معاناة المريض من خلال الوصفة لم تقبض سوى الثمن الذي إشترته به دون أن تأخذ أي فائدة.... عدت إلى المنزل و كنت احمل هم تنقل المريض إلى عائلته في الجنوب و عند وصولي أخبرني أن احد الأقارب إتصل و عرض تذكرة في الطائرة......غريب؟ أردت ان أساعد ... فوجدت نفسي حيادي لا أقوم بشيء و الكل يساعد هذ الشخص
هم اشخاص كثر، متنوعون ...عاصيمي...صحراوي... قبايلي...عربي... شاوي...قبلي... فرانكوفوني... معرب.. بولحية... بلا لحية.... طويل ... قصير...احدهم يرتدي قشابية بملامح بدوية و الشاب لديه دراجة نارية و فيهم المحجبة و الغير محجبة .... المتزوجة ... الشابة ...الرجل ... المرأة.... تختلف مظاهرهم و اشكالهم لكن الكل تجمعهم الجزائر و الكل إتفق على فعل الخير و الحمد لله.
ربما فيه سوء للتسيير لكن الطبيب و الممرض غير مسؤولان عن ذلك و لا علاقة لهما في تسيير القطاع الصحي.