يجترُّني العار شعر:عبدالهادي القادود
يجترني العار
قد خطَّنِي اليأسُ أزمنةً وأرهقني *** نعلُ الغريبِ تدوسُ رقابَ موتانا
وتكــــــاثرَ البومُ في أطلالِ منزلِنا *** وتبولَ الكلبُ في أكنافِ أقصانا
أبني من الشِّعرِ أوطانا ً وأُلبسُها *** بمنازلِ النصرِ جنبَ العدلِ تيجانا
ما قيمةُ المرءِ إن لم يحتوِ وطنا *** بعيونه النَّصرُ صلَّى الفجرَ إيمانا
ويعشِّشُ الحبُّ في أحضانِ منزلِه *** ويفرِّخُ السَّعدُ في الآمادِ صبيانا
يجترُّني العارُ والأيامُ تصفعُنِي *** ويرفرفُ الغدرُ فوقَ الجرحِ نشوانا
والأمنياتُ بلا أمـــــــــلٍ تلاحقُني ***يغتالها اليأسُ في الأفكــــارِ ألوانا
ما هدَّنِي الدَّهـــــرُ لكن هدَّنِي قلقي *** والساجـــــدون على الأقدامِ إذعانا
يستلُّنا الذُّلُ ممسحةً لجـــــــــزمتهِ *** ويقلِّعُ المجــــــــدَ من أسفارِ موتانا
هذي الليالي رياحُ الموتِ تحملُها ***فتحلُّ بالنَّفسِ أوراماً وأحزانا
من يسعفُ الأمسَ حين اليوم يوجعُه *** سوطُ الزناةِ وسوطُ الصفر مولانا
من يسعفُ الرُّوحِ حين اليوم يقهرُها *** ظلمَ البغاةِ وظلمُ الصفر مولانا
من ينصفُ الدَّهرَ حين الفجرِ يكتبه *** عهرُ الغريبِ وعهرُ النذلِ مولانا
بغدادُ تبكي وعينُ القدسِ سائلة *** من سادةِ الثَّأرِ أبطالاً و فرساناً
يسعون للموتِ قبل الموتِ يلحظُهم *** في ساحةِ الحربِ عبّاداً وشجعانا
يا أمّةَ الضّادِ كيف الفجرَ نرسُمُه *** دونَ الدِّماءِ ودونَ الدِّينِ عنوانا .
شعر . عبدالهادي القادود
قطاع غزة . فلسطين