أولائك الذين أختاروا أن يكونوا بصف الظلمة لقوتهم وبطشهم المؤقت وتستر بعضهم بمظهر المحايد الداعي للركون والخنوع والناصح للخارجين على الظلم والبطش والخيانة بإن أثبتوا في اماكنكم اخنعوا لقاتلكم وعند كل مصيبة يصاب بها المجاهدين قالوا للناس (لو أطاعونا ما حصل لهم تلك المصائب )!!
هؤلاء هم مثل الذين قال الله فيهم بعد غزوة أُحُد: (الذين قالوا لإخوانهم وقعدوا لو أطاعونا ما قُتلوا)...
فاستكمل الله آياته (قل فادرؤوا عن أنفسكم الموت إن كنتم صادقين)
إدرأوا عن بلادكم الهلاك القادم إليها وأنتم تلمعون طغاة تتآكل الأمة في ظلهم كما تأكل النار الحطب
إدرأوا عن بلادكم الأذى حين ينخرها الفساد والظلم والمتربصين والأعداء كما ينخر الدود الخشب فتنكسر عند اضعف هزة تصبها
أما أولائك الذين شمتم بمقتلهم وبمصائبهم في حلب والشام والعراق فقد بشرهم الله بقولة ((ولا تحسبن الذين قُتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يُرزقون))
أما الداعين للخنوع والملونين والحيادين في الأمور المصيرية والمناصرين للظلمة فيحشرهم الله مع من ناصروا ومع من خنعوا له ومع من دعوا الناس للخنوع والسكوت عنه ومع من قالوا لاشأن لنا بأولائك ولا أولائك
هؤلاء كلهم سواء
عن ابن مسعود رضي الله عنه قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ,,, أوحى الله - عز وجل - إلى نبي من الأنبياء أنْ قُلْ لِفُلَانٍ الزَّاهِدِ أما زهدك في الدنيا فتعجلت به راحة نفسك وأما انقطاعك إليَّ فقد تعززت بِي، فماذا عملت فيما لي عليك؟
فقال: يا رب وما لك عليَّ ؟
قال: هل وَالَيْتَ فِيَّ وَلِيًّا أَوْ عَادَيْتَ فِيَّ عَدُوًّا
أن الولاء بالله والعداء بالله يشملها الأخذ على يد الظالم ومنعه من استعباد عباد الله وظلمهم إن كان باليد أو الكلمة أو في القلب وهوه أضعف الأيمان فيعادي المؤمن من نصب نفسه ربآ على الناس فيقتل هذا ويسجن هذا ويبطش ويقتل ويلقي عليهم براميله المتفجرة ويستعين بشياطين الأرض لقتلهم حاله كحال فرعون ( ماأريكم إلا ماأرى وماأهديكم إلا سبيل الرشاد))
وماأشبه فراعنة اليوم بفرعون قوم موسى
وليذكر أنصار أولائك الفراعنة قول الله تعالى ( إن فرعون وهامان وجنودهما كانوا خاطئين ) جنودهما ممن قاتل معهم بسيف أو كلمة لايفرق الله بينهم يوم القيامة بل يحشرهم جميعآ إلى جهنم فليس بين الجنة والنار مكان رمادي بل يحشر الله كل عبد مع حزبه