كتبت هذا المقال لأني تعرضت إلى عتاب شديد من طرف بعض الأصدقاء، هؤلاء طلبوا مني عدم الإفراط في عمل الخير، وقالوا إن الخير سينقلب علي، لأن القاعدة المعروفة تنص علي «خير تعمل شرا تلقى»، قالوا أنني أضيع وقتي في مد يد العون إلى الفقراء والأيتام، نصحوني بالسعي كي أحصل رزقي وأتمتع بالدنيا لأن العمر قصير، وهذه إجابتي لهم ولغيرهم ولكل منّاع للخير .
نظرت إلى الخلق وتمعنت كثيرا في أحوالهم، فرأيت كل واحد يتخذ صاحبا، فإذا ذهب إلى قبره فارقه صاحبه وبقى مع أعماله، فافعلوا الخير مهما كثر ولا تحتقروا منه شيء لأنه ينفعكم يوم لا ينفع مال ولا بنون.
@ أمعنت النظر جيدا في قول الله تعالى : «وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي
المأوى»، ولهذا أجاهد نفسي في دفع الهوى حتى تستقر على طاعة الله.
@ نظرت إلى الخلق فرأيت أن كل من معه شيء له قيمة حفظه حتى لا يضيع ثم نظرت إلى قول الله تعإلى : «ما عندكم ينفذ وما عند الله باق» ولهذا كلما وقع شيء في يدي له قيمة وجهته لله ليحفظه عنده.
@ نظرت إلى الخلق فرأيت البعض يتباهى بماله، بحسبه أو نسبه ثم نظرت إلى قول الله تعالى «إن أكرمكم عند الله أتقاكم»، ولهذا أنا أعمل على التقوى حتى أكون عند الله كريما .
@ نظرت إلى الخلق وهم يتحاسدون على نعيم الدنيا فنظرت إلى قول الله تعالى «نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا» فعلمت أن القسمة من عند الله فتركت الحسد عني.
@ نظرت إلى الخلق يعادي بعضهم بعضا ويبغي بعضهم بعضا، ويقاتل بعضهم بعضا ونظرت إلى قول الله تعإلى «إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا» فتركت عداوة الخلق وتفرغت لعداوة الشيطان وحده.
@ نظرت إلى الخلق فرأيت كل واحد منهم يكابد نفسه ويذلها في طلب الرزق، حتى أنه قد يدخلها فيما لا يحل له فنظرت إلى قول الله تعالى «وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها»، فعملت لهذا واشتغلت بما لله علي وتركت ما لي عنده.
@ نظرت إلى الخلق فرأيت كل مخلوق منهم متوكلا على مخلوق مثله، هذا على ماله وهذا على مركزه ،ونظرت إلى قول الله تعالى «ومن يتوكل على الله فهو حسبه»، فتركت التوكل على المخلوق واجتهدت في التوكل على الله الخالق.
@ اختر الصاحب من أحبك في الله وذكرك بالله وخوفك من غضب الله ورغبك في لقاء الله، ولا تختر ما دون ذلك.
منقول