السلام عليكم
في موضوع سابق وكان عبارة عن حلقة أولى لسلسلة من الحلقات شئت أن يكون مدارها حول مستوى علاقة الفرد المسلم بتعاليم الإسلام ومدى تماس سلوكاته ومعاملاته لتلك التعاليم والتوجيهات من كلام الله سبحانه وتعالى ومن هدي المصطفى صلى الله عليه وسلم ..تناولت ظاهرة ال الكذب المستشرية بيننا ..فيم مضى وسأتناول اليوم ظاهرة لاتقل خطورة ألا وهي المسافة الفاصلة بين الفرد المسلم واسلامه ومدى قدرته في تنزيلها على مختلف ممارساته اليومية في علاقته بغيره وما يحيط به .. .. وشئت له عنوانا الخلق والدين ..
كان ذاك مدخلي فإلى التفصيل .وأبتدئه بكلام قيّم لإبن القيم رحمة الله عليه ..
وقد ذكر في مدارج السالكين الجزء1 قولَ الكتاني
التصوّف هو الخُلُق، فمن زادَ عليك في الخلق فقد زاد عليك في التصوف"،
بل الدّين كله هو الخُلُق ، فمن زادَ عليك في الخُلُقِ ، فقد قال ابنُ القيم معلِقا
: " زاد عليك في الدين!."
أقول
مكارم الأخلاق لايكاد يحصرها عارف ..ولايحق لكائن من كان الإعتراض على أن أعظم ديانة على وجه الأرض حملت في جعبتها الحث على مكارم الاخلاق ثلما حملت ديانتنا الإسلامية ..هناك من الناس من لايرى تلازما ببين الدين والخلق فقد يكون الشخص متينا ولاأخلاق له وقد يكون الشخص متخلقا ولادين له ..الثانية
قبلتها ..لكن الأولى لم أفلح في تقبلها ..كيفلا وقد أخبرالرسول صلى الله عليه وسلم
عن جابر - رضي الله عنه - مرفوعا « " إن من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحسنكم أخلاقا وإن أبغضكم إلي وأبعدكم مني مجلسا يوم القيامة الثرثارون المتشدقون المتفيهقون » حسنه الترمذي . وذكره الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة رقم 791
. فكيف لايكون تلازما وأحب الناس اليه صلى الله عليه وسلم وأقربهم مجلسا منه يوم القيامة أحاسنهم أخلاقا ؟؟؟؟
كيف لايكون ولو أمعنّا في معظم الذنوب والمعاصي إن لم أقل كلها في ارتكابها بعد عن مكارم الخلق .أوليس حسن الخلق يحمل صاحبه على تجنب العيوب والذنوب والمعاصي ؟؟؟؟
الكذب ..الغش...الخديعة ..النميمة.. الغيبة ..عدم الوفاء بالعهد والخيانة.. الزنى السب والشتم والغلظة ..وهلم جرا أوليس هو من الدين عدم الوقوع فيها ؟؟؟؟وكثير وكم في لانصوص من القرآن والسنة تحذير ونهي عن ارتكابها ؟؟
أوليس توزن أعمال العباد يوم الحساب ؟؟
وكيف نحن وقوله عن أبي الدرداء، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ما من شيء في الميزان أثقل من حسن الخلق".
وكيف لرجل قام ليله متعبدا قضى نهاره جلفا غليظا شتاما سبابا لعانا ..ويدرك أجر قيامه من لم يقم بحسن خلقه .ودليله ماصح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الرجل ليدرك بحسن خلقه، درجة القائم بالليل".
ثم أينك أخي من حديث المفلس الذي أخبر عنه صلى الله عليه وسلم وقد صح في مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه:
(( أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : أَتَدْرُونَ مَا الْمُفْلِسُ قَالُوا : الْمُفْلِسُ فِينَا مَنْ لا دِرْهَمَ لَهُ وَلا مَتَاعَ ، فَقَالَ : إِنَّ الْمُفْلِسَ مِنْ أُمَّتِي يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصَلاةٍ وَصِيَامٍ وَزَكَاةٍ وَيَأْتِي قَدْ شَتَمَ هَذَا وَقَذَفَ هَذَا وَأَكَلَ مَالَ هَذَا وَسَفَكَ دَمَ هَذَا وَضَرَبَ هَذَا فَيُعْطَى هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يُقْضَى مَا عَلَيْهِ أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّارِ ))
أوليس ذلك كله يفيدنا في تلازم الخلق والدين .
الله الله في كريم الخلق يا سادة فإنه رفعة لصاحبه على قلة حيلته وضعفه وإنه لدنية فقده لو كان صاحبه من علية القوم ..وللحديث بقية ..
ركان