![]() |
|
تاريخ الجزائر من الأزل إلى ثورة التحرير ...إلى ثورة البناء ... |
في حال وجود أي مواضيع أو ردود
مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
لأول مرة زوجة محمد بلونيس تتحدث
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
![]() |
رقم المشاركة : 1 | ||||
|
![]() لا زالت رغم مرور خمسين سنة على استقلال الجزائر بعض الأحداث المرتبطة بالثورة تشكل طابوهات تاريخية لا يُسمح النقاش حولها، لأنه تعد على خطوط حمراء سطرها المؤسسون الأوائل لجبهة التحرير الوطني، في مرحلة تاريخية معينة تميزت بالحذر السياسي لأن الدولة كانت تحت طائلة الاستعمار و قد يكون لهذه الأحداث تأثيرها السلبي على الكفاح الشعبي. لكن اليوم و بعد مرور كل هذا الوقت من حق كل الجزائريين أن تُفتح ملفات تاريخهم أمام أعينهم و أن يكونوا جزءا من هذه النقاشات. أحد أكبر كواليس الثورة إثارة للجدل حادثة ملوزة التي تضل تفاصيلها مجهولة لغاية اليوم. المحور كانت لها هذه الشهادة لشخص عايش الحادثة و ألم بتفاصيلها و تفاصيل تاريخية أخرى زوجة الجنرال محمد بلونيس.
|
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 2 | |||
|
![]() هل كانت الجبهة تنسب إلى جيشها العمليات التي يقوم بها جيش بلونيس؟ |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 3 | |||
|
![]()
|
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 4 | |||
|
![]() تظل
الولاية السادسة التاريخية تسبح في بحر من الألغاز والاستفسارات، التي ليست لها حلول ولا أجوبة، حيرت بذلك المؤرخين وحتى المجاهدين، أصحاب المذكرات، وقبلهم سكان هذه المنطقة التي اختلط عليهم الحابل بالنابل، ولم يميزوا بين الغث والسمين فيها، ولا بين من كان يعمل مع الجبهة أو مع الحركة الوطنية، أو حتى من كان يعمل مع فرنسا، مما يستوجب الوقوف مليا أمام الأحداث التي كانت تتراكم وتسبق بعضها البعض. * الشيخ "زيان عاشور" سبق الجبهة في الكفاح المسلح بالصحراء يتداول لدى أوساط متعددة، أن الثورة المجيدة لم تصل إلى الصحراء ولا إلى بوابتها، إلا بعد مؤتمر الصومام الذي أعاد هيكلة الثورة وأسس لتقسيم جديد. لكن ما سيظل حقيقة ساطعة كالشمس، أن سكان الصحراء وخاصة شمال الصحراء على امتداد بسكرة، الجلفة، الأغواط وجنوب غرب المسيلة رفعوا السلاح ضد الاستعمار قبل وصول جبهة التحرير الوطني وجيشها منتصف سنة 1956، دون أن يعتبروا بالجهة القائدة للجهاد، فالمهم بالنسبة لهم مواجهة فرنسا وفقط، عن طريق شخصية اجتمعت فيها الأصالة والحداثة، ما خول لها مكانة قيادية لدى سكان مناطق بسكرة، الجلفة، المسيلة وجزء هام من ولاية الأغواط. وكانت هذه الشخصية القيادية، تتمثل في الشيخ زيان عاشور أو الرجل "المرابو" كما كانت تكنيه السلطات الاستعمارية نظرا لتكوينه الديني بتلقيه علوم الشريعة بزاوية الشيخ بن رميلة بأولاد جلال، وحفظه للقرآن، بالإضافة إلى أنه تلقى تكوينا سياسيا بنضاله في صفوف حزب الشعب الجزائري بأولاد جلال، حيث كان ناشطا سياسيا مكلفا بالدعاية، وأسس لجنة الدفاع عن البطالين وفتح مقهى يتعاطى فيه الشباب العمل السياسي. واعتقلته السلطات الاستعمارية، ثم أطلق سراحه وعاود نشاطه السياسي، ليعتقل مرة ثانية، فاضطر بعد إطلاق سراحه للهجرة نحو فرنسا سنة 1948، وعاد للوطن سنة 1952، وظل كعهده ناشطا سياسيا إلى أن اعتقلته فرنسا ووضعته بسجن الكدية بقسنطينة، حيث كان عدة مصاليين معتقلين بنفس السجن، بينهم بن بولعيد والطاهر زبيري وآخرون، وجهت لهم تهمة تفجير الثورة، وفروا من السجن فيما بعد وأطلق سراح الشيخ زيان مرة أخرى، ليعرج في طريق عودته إلى مسقط رأسه على مدينة العملة التي كانت بها أقوى شخصية بالحركة المصالية، الدكتور "لمين دباغين". وبأولاد جلال، أخذ في تأسيس الجناح العسكري للحركة الوطنية من شبان المناطق المجاورة. ونشير هنا إلى أن "الشيخ" كان كذلك رجلا عسكريا، إذ كان أحد المجندين الذين شاركوا بالحرب العالمية الثانية. واستقطب جيشه مجندين من (الزرقاوية) نسبة إلى البذلة الزرقاء التي كانوا يرتادونها دربوا بالشمال وتم إلحاقهم بجيش الصحراء رفقة مصاليين كانوا بالخارج، منهم العربي مزيان المدعو العربي قبايلي، الذي أسر للمجاهد لزهاري بن شهرة سنة 1956 بأنهم تلقوا تعليمات للالتحاق بجيش الصحراء الذي يقاتل تحت راية مصالي الحاج. * جيش الحركة الوطنية يكتسح شمال الصحراء تمركز الشيخ زيان عاشور بعد أن أصبح لديه جيش عدة وعتاد بنواحي بوسعادة، وبدأ في توزيع الجيش وتقسيم المناطق، موليا "محمد بلهادي" على الناحية الشرقية للصحراء، وبلونيس الذي أصبح أسطورة الخيانة بالمنطقة على الشمال، من قعدة حد الصحاري، وصولا إلى سور الغزلان، و"عبد الرحمان بلهادي" على المنطقة الغربية، و"صابري" بالشمال الشرقي. وبهذا التقسيم، اكتسح جيش الشيخ زيان المناطق الصحراوية، أو عمالة الواحات كما تسميها السلطات الاستعمارية، بمناطق بسكرة، الجلفة والأغواط، في غياب جبهة التحرير الوطني، مستغلا القواعد النضالية لحزب الشعب، حيث سهلت له مهمة الوصول إلى هذه المناطق. * التعليمة التي أصدرها "بن بولعيد" وطبقت عليه كان الشيخ "زيان عاشور" أحد القادة الذين حضروا اللقاء الذي دعا له الشهيد بن بولعيد شهر مارس 1956، بتافرنت ناحية منعة بالأوراس، كي يستنفر أنصاره بعد الانقلاب الذي تعرّض له من طرف "عاجل عجول" و"بلقاسمي"، مباشرة بعد هروبه من سجن الكدية، وطبقا عليه تعليمته التي أصدرها عند تفجير الثورة، بوضع كل من يهرب من السجن تحت الرقابة لمدة ستة أشهر، الأمر الذي لم يهضمه بن بولعيد واستشهد الأخير في نفس اللقاء الذي لم يفض إلى أية نتيجة؟ * بلونيس يطلب المدد من الشيخ لوقف زحف الجبهة لما كان بلونيس قبل أن يغرق في بحر الخيانة علنا يقود منطقة متاخمة لمعاقل جبهة التحرير الوطني على مشارف الولاية الرابعة، كان يتعرّض لضغوطات من جيش جبهة التحرير الوطني، ما اضطره إلى طلب المؤونة والمدد من الشيخ زيان عاشور، فكان له ما أراد، حيث دعّمه بكتيبة مدججة بأسلحة من مخلفات حرب الألمان. وفي رواية أخرى، قام بلونيس بجلب أسلحة حديثة من جهة مجهولة، واقتصرت مساعدة الشيخ في المؤونة، ليتوجس فيما بعد خيفة من تصرفات بلونيس. * مشاة 228 (r.a.s).. العقيد عميروش واستشهاد الشيخ زيان بقي الوضع منسجما بين المصاليين الذين أحكموا سيطرتهم على هذه المناطق إلى غاية 8 نوفمبر 1956، هذا التاريخ الذي كان منعرجا حاسما في اختلاط الحابل بالنابل ووصول الثوريين من جبهة التحرير الوطني، ومن ثم بدأ بلونيس يرتب للتغلغل مع ريكول و آيمز ضابطي مخبارات فرنسيين، ابتداء من لقاء بني سليمان في 31 مارس 1957. وقبل هذا التاريخ بأسبوع، كوّنت السلطات العسكرية الاستعمارية الفيلق المسمى مشاة 228 بقيادة جون ماري المدعو بوجي، بمنطقة برج الآغا ببوسعادة. ويتشكّل هذا الفيلق أساسا، من المعاد تجنيدهم (les rappeles)، تعداده 700 جندي و40 ضابط صف و5 ضباط، يتمتعون بالنفوذ ورفضوا المشاركة في العمليات القتالية وأسس لهم هذا الفيلق لاحتوائهم نظريا. أثناء إحدى عمليات التمشيط التي كان يقوم بها هذا الفيلق (r.a.s) بالجلفة اتجه جنوبا نحو مسعد وانحرف نحو الجهة الشرقية، أي منطقة عين الملح ببوسعادة، اكتشفت طوافة هيلوكبتر مجموعة من الجنود أو "الفلاڤة"، كما تسميها السلطات الإستعمارية، تتكوّن من 32 جنديا ولم يتمكن العسكر الفرنسي من تحديد هويتهم، وحوصرت المجموعة التي حاولت المقاومة دون جدوى، وتم القضاء على قائدها ومعظم جنودها، وأسر بعضهم بجبل ميمونة بعيدا عن مركز قيادتهم. وظن قائد الفيلق "جون ماري" أنه وقع على (الصيد الثمين)، من خلال شارة القيادة التي كان يتقلدها قائد الجنود (هلال وثلاث نجمات)، وكان هذا الشيخ زيان عاشور الذي تعرفوا على هويته بمساعدة أحد المأسورين. وتزامنت عملية التمشيط التي باشرها الفيلق مشاة 228، مع تواجد أسد جرجرة العقيد عميروش الذي كان في مهمة لتسوية مشاكل المنطقة الأولى بتكليف من مؤتمر الصومام، ليكتشف أن "مصطفى بن بولعيد" قد استشهد منذ مدة بعد أن تم كتم خبر استشهاده من طرف قيادة المنطقة الأولى، بمن فيهم أخ بن بولعيد "عمر"، الذي كان يسعى لخلافته. وقام العقيد عميروش بتحقيق كشف خيوط مؤامرة حيكت ضد بن بولعيد، بتدبير محكم من بلقاسمي الذي أرسله مكبلا لمحاكمته بالولاية الثالثة، ومات بلقاسمي رفقة معتقليه إثر قصف من الجيش الفرنسي فية طريقهم نحو مركز قيادة الولاية الثالثة، وعاجل عجول الذي تلقى معه عميروش صعوبات جمة وصلت حد الاقتتال، مما دفع بعجول إلى الارتماء في أحضان فرنسا بوساطة من والده بزريبة الواد. وكان عاجل عجول قبل التحاقه بالجيش الفرنسي، على علم بمسار ووجهة عميروش نحو الجهة الغربية من الناحية الثالثة بالمنطقة الأولى حسب التقسيم الأول (بسكرة بوسعادة جغرافيا) وهذا لاستكمال المهمة المسندة لكل من العقيد "أعمران" والعقيد "علي ملاح"، هذا الأخير المعين من طرف مؤتمر الصومام قائدا للولاية السادسة، والتي تدخل هذه النواحي في إقليمها وتقع تحت مسؤوليته، واكتفى العقيد "علي ملاح" بإرسال فوج من 35 مجاهدا إلى الصحراء لإقناع المصاليين بالعدول عن موقفهم المناوئ للجبهة، لكن المصاليين غدروا بهذا الفوج (إلا واحدا) يوم 22/10/1956، وهو يوم اختطاف الطائرة المقلة للزعماء من المغرب باتجاه تونس، الأمر الذي دفع بالعقيد عميروش وكان رائدا وقتها إلى الإصرار على إنجاز المهمة ومعالجتها بالنزول إلى عين المكان، غير مكترث بالأخطار المحدقة من جهة فرنسا أو المصاليين، على حد سواء، لكنه تفاجأ بنبأ كاذب مفاده أن قائد الولاية الثالثة محمدي السعيد قد استشهد، ما أرغمه على العودة يوم 01 نوفمبر 1956، تاركا استدعاء لسي الحواس لحضور لقاء شهر ديسمبر 1956 الذي نظم لاحقا. وتطرح عدة تساؤلات: هل كانت مهمة فيلق مشاة 228 تتبع خطوات العقيد عميروش، بوشاية من عجول وبعض العيون، فوقع الشيخ زيان عاشور، أم أن الصدفة لعبت دورها في هذه الأحداث؟ ما يفتح العديد من الاستفهامات والاستفسارات؟؟ في ذكرى انعقاد مؤتمر الصلح والانضمام (أسرارومؤامرات) تمر في شهر ماي الذكرى الثالثة والخمسون لانعقاد مؤتمر "الصلح والانضمام"، الذي احتضنته الولاية التاريخية السادسة بداية من 7 ماي إلى غاية منتصف نفس الشهر سنة 1957، بمنطقة الجلفة دون وجود أية أرشفة لهذا المؤتمر ولا معلومات تاريخية تحدد المعالم السياسية لانعقاد هذا المؤتمر الذي شارك فيه الرائد "سي لطفي"، قبل أن يترقى عقيدا عن الولاية الخامسة والرائد "أعمر إدريس" عن الولاية السادسة وحسب بعض المصادر التاريخية، فتعود خلفية انعقاد هذا المؤتمر إثر سقوط كتيبة من المصاليين تابعة للولاية السادسة ـ كان يقودها "عبد الرحمان بلهادي" وشاركت في معركة ريشة السبعين ـ شهر أفريل 1957 في الأسر بالولاية الخامسة من طرف قيادات وجنود بهذه الولاية، وتم حجز هذه الكتيبة بناء على شكاوى من مواطنين اتهموا الكتيبة بالتحريض ضد جبهة التحرير الوطني وإلصاق تهمة الخيانة بها، بالإضافة إلى تهمة تأليب المواطنين ضد الجبهة.. وكانت تضم الكتيبة 72 جنديا بعد سقوط العديد كشهداء، وأسر الباقون من طرف الجيش الفرنسي.وكان من بين المحتجزين بالولاية الخامسة، القيادي بالحركة الوطنية "محمد بلهادي" ـ شقيق "عبد الرحمان بلهادي" ـ الذي قدم من معركة عين الملح جريحا لخلافة أخيه الذي وقع في الأسر لدى المستعمر، وكان يرى "محمد بلهادي" نفسه خليفة "زيان عاشور" زعيم المصاليين بالصحراء.. وحتى لا تتفاقم وتتطور الأحداث، تدخلت أطراف لتقويض النزاع بين أتباع الحركة الوطنية والجبهويين، وسعت لفك أسر الكتيبة، لكن المساعي التي قادها "سي شوقي" ـ المجاهد "الطيب فرحات" سيناتور حاليا ـ باءت بالفشل، وتم توظيف شخصية "اعمر إدريس" في مفاوضات جديدة نظرا لعلاقاته الواسعة وسمعته في صفوف الثوريين من جبهة التحرير أو الحركة الوطنية، برغم أنه (جبهاوي)، وتم التوصل إلى اتفاق إثر لقاء بجبال "قعدة القمامتة" بحضور الرائد "سي لطفي"، ممثلا عن قيادة الولاية الخامسة التي كان يقودها "عبد الحفيظ بوصوف". ورافق "سي اعمر" في هذا اللقاء عدة مجاهدين، منهم (مڤلاتي، بوعزة، فرحات وبلقاسم قرادة). كما حضر اللقاء أعيان من منطقة العمور والإدريسية والشارف، وهي مناطق تابعة للولاية الخامسة وحدودية ما بين الولايتين السادسة والخامسة، وهذا ما لمحت له (مذكرات المجاهد مصطفى قليشة "شاهد على جهاد الجزائر" التي صدرت سنة 2006)، وأشار في مذكراته في الصفحة 23 دون أن يحدد مصطلح "مؤتمر الصلح والإنضمام" للقاء الذي جمع سي لطفي وسي اعمر ادريس فيقول: "ذات صباح، قام بزيارتنا سي لطفي مسؤول المنطقة الثامنة، وكانت زيارته مخصصة من أجل إدماج الجنود التابعين لعمر إدريس.. ولحق بنا أيضا المجاهد الطيب فرحات، موفدا من طرف اعمر إدريس للتفاوض بشأن الكتيبة المحتجزة لدينا، ودارت بينه وبين مسؤولي الكتائب محادثات توجت بمقابلة أجراها مع مسؤول المنطقة سي لطفي، تطرقا خلالها لعدة نقاط تطلبت حضور مسؤول المنطقة سي اعمر إدريس". وتضيف نفس المذكرات "في جوي أخوي وثوري، تم التفاهم على عدة نقاط، كما تم تأجيل بعض المواضيع التي كانت تتطلب بأن تفصل فيها القيادة العليا، ولعل هذا ما جعل القائد سي لطفي يطلب من سي اعمر إدريس ضرورة الذهاب إلى المغرب لمقابلة بوصوف.."، ما يؤكد أن زيارة سي اعمر إدريس للمغرب لم تكن بداعي جلب السلاح، كما أشيع وسط المجاهدين في تلك الفترة، بل كانت من أجل وضع آخر الرتوشات على الإتفاق الذي حصل بينه وبين سي لطفي.كما تؤكد مذكرات الملازم مصطفى بن اعمر "الطريق الشاق إلى الحرية"، أن قضية السلاح كانت ضمن مهام الكتيبة التي يقودها، إذ يقول إنه هو ومجموعة من المجاهدين (لزهاري بن شهرة، نائل علي..) تكفلوا بجلب السلاح من الجهة الغربية بتكليف من العقيد علي ملاح. وانتقل وفد مشترك من الطرفين إلى جبل "ڤعيڤع" بدار الشيوخ بالجلفة، لإتمام جوانب الإتفاقية، وتم شرح بنود الإتفاقية لأنصار الحركة الوطنية وإقناعهم بضرورة الانضمام إلى جبهة التحرير الوطني، وهو ما بدأ يتغلغل في صفوف الوطنيين وتم إطلاق سراح الكتيبة المحتجزة بالولاية الخامسة، إثر بوادر الإنصهار التي أسس لها مؤتمر الصلح والإنضمام.. لكن أبت ظروف طارئة إلا أن تنسف بقرارات المؤتمر وتضع الولاية السادسة على كف عفريت، الأمر الذي دفع بسي اعمر إدريس إلى التنقل للمغرب لمقابلة عبد الحفيظ بوصوف، كما نصحه بذلك سي لطفي سابقا، لمناقشة بعض حيثيات المؤتمر وبعض المسائل العالقة، واستخلف وراءه المجاهد "عبد الرحمان حاشي" كمسؤول سياسي، في حين كان "العربي قبايلي" مسؤولا عسكريا.. وفي فترة غياب سي اعمر إدريس، حدثت تغييرات كبرى عصفت بكل المجهودات التي كان يبذلها هذا المجاهد الوفي، الذي استشهد لاحقا بعد أسره.ومن بين أهم التغييرات التي وقعت، حادثة إغتيال العقيد "علي ملاح" ـ قائد الولاية السادسة ـ في الثامن والعشرين من شهر ماي 1957.. وإثر تقلب الأحداث في غياب "سي اعمر إدريس"، قام "العربي قبايلي" المسؤول العسكري بتحرير استدعاءات وجهها للمصاليين ـ المناوئين لقدوم الجنرال "بلونيس" لقيادة المصاليين ـ مستخدما دهاءه ومستغلا طيبة المجاهد "عبد الرحمان حاشي"، باستخدام خاتمه في إمضاء الإستدعاءات التي استدرجت مئات المصاليين المعارضين لبلونيس وأعدم ما يقارب من 100 مجاهد بين مسؤول عسكري وسياسي بجبل تقرسان، ولم ينج من الإعدام إلا الضابط "محمد بلهادي" الذي تمكن من الفرار مقيدا، فيما اعتقل الباقون بمن فيهم "عبد الرحمان حاشي"، المسؤول السياسي، وأطلق "العربي قبايلي" إشاعات بأن الجبهة أعدمت كلا من "اعمر إدريس" ومساعده "الطيب فرحات"، ما أثار بلبلة وسط المجاهدين، كما يؤكد ذلك كتاب لمحمد العيد مطمر عنوانه "العقيد محمد شعباني وجوانب من الثورة التحريرية الكبرى" في ص 100/101. وبتسارع الأحداث وسقوط الكثير من قيادات الولاية السادسة، تم بذلك تمهيد الطريق أمام الجنرال "بلونيس" لدخول الولاية السادسة.. أدلى الجنرال بلونيس بتصريح لإحدى القنوات الإذاعية الفرنسية في 03 ديسمبر 1957 مفاده بأن الجزائر لا يمكنها الانفصال عن فرنسا، و هو الذي كان ينصب العلم الجزائري موازاة مع العلم الفرنسي على بوابة مقر قيادته بحاسي العش ثم بدار الشيوخ بالجلفة طامعا في حكم ذاتي و متشبثا بمبدأ المفاوضات التي كان يديرها مثله الأعلى "مصالي الحاج" مع الحكومات الفرنسية المتساقطة بفضل ضربات الجبهة.. و هو ما اعتقدته فرنسا التزاما لا يمكن للجنرال التراجع عنه، متوهمة أنها ضمنت عدم تنصله من هذا الإلتزام و عدم تفطنه لمحاولتها الاستغناء عن خدماته و استبداله بالعقيد " بن سعيدي" الذي غرسته شوكة في حلقه ، و لم تنطل على الجنرال هذه الحيلة و لم يكن بتلك السذاجة التي تفوت عليه إدراك مثل هذه المكائد، كما يفترض أن فرنسا تدرك جيدا إمكانيات الجنرال في المناورة و فك الألغاز. فدون تردد دخل في صراع معها فاتحا على نفسه جبهتين جديدتين تمثلتا في فرنسا و بن سعيدي بالإضافة إلى العدوين التقليديين "جبهة التحرير الوطني" و "الزيانيين". و على ذكر اسم بن سعيدي المعروف بالمؤامرات و الدسائس و حرب العصابات التي تمرن عليها في حرب الهند الصينية كمجند في الجيش الفرنسي، نذكر بأنه قدم سابقا خدمة جليلة لفرنسا بإقدامه على الغدر بالعقيد "علي ملاح" قائد الولاية السادسة بإعدامه في 28 ماي 57 بعد ان تمكن من القضاء على الفوج الذي اصطحبه من الولاية الثالثة و هي الحادثة التي شلت من تحرك الجبهة و عطلت هيكلة الولاية السادسة، و أصبحت جبهة التحرير الوطني و جيشها موجودة بالمنطقة من خلال المنطقة الثالثة للولاية الأولى عبر نشاط أفواج موفدة من الأوراس بقيادة "الحسين بن عبد الباقي" و المنطقة الخامسة للولاية الرابعة التي كانت تتحرك أفواجها بقيادة الشهيد "سي الطيب الجغلالي" -الذي أصبح فيما بعد قائدا للولاية السادسة من بداية شهر أفريل إلى نهاية جويلية 1959- و المنطقة التاسعة من الولاية الخامسة بقيادة الشهيد "سي اعمر ادريس"، و بقيت على هذه الحال دون هيكلة و دون قيادة إلى غاية أواخر سنة 1958 حينما تقلد "سي الحواس" منصب قائد عام لهذه الولاية و هو الذي لم يعمر على رأسها أكثر من ثلاثة أشهر إذ استشهد في 29 مارس 1959 بجبل ثامر بنواحي بوسعادة رفقة العقيد "عميروش"، في طريق تنفيذ المهمة التي كلفا بها من طرف "لقاء العقداء" الذي تم بالطاهير بولاية جيجل و هي المتمثلة في الإتصال بلجنة التنسيق و التنفيذ في تونس قصد تأكيد رتبة "عقيد" لسي الحواس و ترسيم حدود الولاية السادسة التي عرفت تداخلا بين ثلاث ولايات الرابعة من الجهة الشمالية و الاولى من الجهة الشرقية و الجنوب الشرقية و الخامسة من الجهة الغربية . أما الجنرال بلونيس فقد كتب عليه "التيهان" السياسي و العسكري فلم يعد يميز بين العدو و الصديق، و أضحت صديقته و صانعته فرنسا تلاحقه بشتى الوسائل فدبرت له انقلابا لم يؤت أكله كما تشتهي، ثم لجأت إلى أساليبها في التآمر و الخديعة باستعمال أذنابها من داخل معسكر الجنرال أمام أعين جبهة التحرير الوطني التي لا تنام و التي كانت ترصد كل كبيرة و صغيرة و تبتهج للخدمات الجليلة التي قدمها لها الجنرال من حيث لا يحتسب.. تعددت الروايات و الاغتيال واحد.. روايات عدة انتشرت حول مقتل الجنرال دوخت أبناء الولاية السادسة، و لأنه-الجنرال-فتح عدة جبهات ضده، كان الكل يبحث عن رأسه بداية من فرنسا التي صنعته إلى الجبهة التي ضايقها إلى الزيانيين الذين جمعتهم به المصالية سابقا. و كانت أولى محاولات الاغتيال دبرت له من داخل معسكره و مقر قيادته بدار الشيوخ، فشهد محاولة لاقتحام مقره ليلا بإيعاز من قيادات داخل جيشه و تحديدا من "سي مفتاح" باءت بالفشل ليقظة الحرس الذين تبادلوا إطلاق النار مع 5 مقتحمين تمكنوا من الفرار دون تحديد هويتهم في ذلك الوقت، و التساؤل الذي يطرح نفسه بشدة هو لماذا تحالف "سي مفتاح" مع بلونيس حينما كانت فرنسا تساند هذا الأخير و تدعمه ثم انقلب عليه و حاول قتله بعد الجفاء و القطيعة التي وقعت بين الجنرال و فرنسا؟؟..فهل هذا يعتبر ولاء من "مفتاح" لفرنسا ؟ -على اعتبار أن نهايته كانت على يد جبهة التحرير بأحد المنازل بقرية عامرة جنوب الجلفة-. و بعد أيام من فشل هذه العملية لجأ مناوؤوا الجنرال إلى عملية ثانية أكثر دهاء حينما دخل و بكل برودة أعصاب القيادي "عبد القادر بلطرش" و "بلقاسم نويجم سواق البل" ذات مساء مكتبه بمركز القيادة بدار الشيوخ و حاولا اغتياله ، فكانت لهما ابنة الجنرال بالمرصاد و هي الحاضرة بصفتها احد حرسه الشخصي فتمكنت من القضاء على "عبدالقادر بلطرش" و لاذ الجنرال بالفرار جريحا، فيما تمكن أيضا "سواق البل" من الإفلات سالما سيما و ان الواقعة حدثت ليلا. أدرك الجنرال أنه أصبح غير مرغوب فيه داخل معسكره الذي فاحت منه الخيانة فلجأ هاربا إلى منطقة "راس الضبع" سيدي عامر حاليا، و تقول إحدى الروايات أن الجنرال فر متنكرا في زي إمرأة و لما وصل إلى منطفة سيدي عامر اكتشف أمره أحد الرعاة فاستنكر منه تشبهه بالنساء فقتله بعد ان ظنه "حرايمي" فيما تسرد رواية أخرى أن "بلقاسم سواق البل" تتبع خطوات الجنرال و تمكن منه بمنطقة سيدي عامر و هو متنكر في زي راعي غنم فقتله.. أما الرواية الثالثة فتقول بأن فرنسا هي من قتلته في معركة دامت أيام حشدت خلالها قوات من مناطق مجاورة بوسعادة-الجلفة- استعملت فيها المدفعية و الطائرات لمحاصرة و ضرب الجنرال و جنوده دائما بمنطقة سيدي عامر، حيث تمكنت من القضاء عليه رفقة بعض جنوده، و عمدت بعدها إلى عملية استعراض لجثمان الجنرال و صلبه على باب على متن شاحنة و عرضه بوسط مدينة الجلفة قرب نافورة الماء بعد ان جابت به شوارع المدينة.. و لكن كل الروايات تؤكد ان الجنرال قتل بسيدي عامر في 14/07/1958 . و بذلك يكون دم الجنرال قد تفرق بين عدة جبهات ما يبين أن الجميع كان يطارده و هو يطارد الجميع. مات الجنرال و بقي البلونيسيون.. اعتقدت فرنسا كما اعتقدت جبهة التحرير الوطني و الزيانيون أن بموت "محمد بلونيس" تنتهي حركته و يتفرق أتباعه، لكن ما حدث كان عكس ذلك فقد مات الجنرال و بقيت حركته،و اشتدت القبضة الحديدية من جديد بين البولنسيون و فرنسا، و كان أنصار بلونيس تحت قيادة جماعية تتكون من عبد القادر بن دقمان-بشير لغواطي-عبد الله السلمي- محاد بلعلمي - عبدالرحمان نوي..و كان عليهم مواصلة المواجهة ضد أربع جبهات فرنسا-الجبهة-الزيانيون- بن سعيدي،كما كان عليهم الوقوف ضد عمليات الاستنزاف التي كانت تستهدفهم عبر نداءات أطلقتها مجموعة من قياديين مصاليين على رأسهم "نصبة احمد بن عاشور" المدعو "القلاوي لكحل " في جانفي 1959 مغزاها الانضمام لجبهة التحرير الوطني و الانسحاب من حركة بلونيس، و هي نفس النداءات التي أطلقتها قيادة الجبهة بالولاية السادسة بأمر من العقيد "محمد شعباني" تدعوا للإنضمام مع تقلد مسؤوليات دون مشاكل شريطة أن يحمل كل من يرغب في الانضمام استمارات النداء معه. و لقيت هذه النداءات استجابات محدودة في صفوف أفراد جيش بلونيس الذين استمروا في معاركهم ضد الجبهات الأربع..فقد وصل قتلى الجيش الفرنسي بإحدى المعارك "زمرة" أكثر من 1000 قتيل في 26 من شهر مارس 1959 أي 8 أشهر بعد مقتل الجنرال..و كذا الاشتباكات المتعددة التي خاضها أتباعه ضد الجبهة كالاشتباك الذي حدث في جبل مناعة في سبتمبر 58 . و في هذه الفترة ملأت فرنسا المعتقلات و السجون بانصار الجنرال "الغادر المغدور" و نالهم من العذاب و التنكيل و القتل ما نال معتقلي جبهة التحرير على يد غلاة المستعمر. الجبهة المستفيد الأول و فرنسا الخاسر الدائم.. و في هذه الأجواء المشحونة تكون فرنسا قد خسرت كل الولاءات التي راهنت عليها فلم تحافظ على الزيانيين لتحطيم جبهة التحرير الوطني و لم تحافظ على البلونيسيين لتحطيم الزيانيين، و من ثم فتحت جبهتين جديدتين ضد نفسها " بلونيس-الزيانيون" فانقلب السحر على الساحر.. و هذا ما يصفه الكثير من المجاهدين بالأمر "الرباني" بحيث لم يتوحد الجميع في جبهة واحدة و في نفس الوقت توحد الجميع في محاربة فرنسا.. و نشير هنا إلى أن هذا الاقتتال بين أبناء الوطن الواحد لم يقتصر على أفراد الولاية السادسة، فمنطقة الاوراس مهد الثورة كانت تشهد اقتتالا بين الأخوة الأعداء الذين تفرقوا فيما بينهم و اتفقوا على محاربة فرنسا..فيد فرنسا نجحت في تفريق الأخوة و إرادة الله أبت إلا ان توحدهم في قتالها. و كان المستفيد الأول هو جبهة التحرير الوطني التي و رغم أن الجميع كان يناصبها العداء إلا أن الجميع خدمها بطريقة أو بأخرى و بمواجهتم لفرنسا. و برغم الفراغ الذي تركه كل من سي الحواس و سي اعمر إدريس و من بعدهما سي الطيب الجغلالي إلا أنها لم تتعثر و بزغ نجم العقيد "محمد شعباني" الذي بسط نفوذه على كامل تراب الولاية السادسة. |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 5 | |||
|
![]() تحية للأخ ميتو على طرحع الموضوع ...[size="5"و]مرحبا بألأخ نبيل ...إضافتك للموضوع هي ألأقرب للحقيقة بنسبة 96 بالمئة عكس ما جاء في حوار للسيدة بلونيس التي جاءت بمعلومات مغلوطة .وإلا ما تفسير رفع العلم الجزائري وبجانبه العلم الفرنسي ...لااطيل الحديث عن تسلسل ألحداث .لكني أردت ان أضيف كلمة للموضوع وهي ان القيادة التي تركها بلونيس بعد وفاته إمتدت الى كثير من المناطق في ولاية بسكرة وما زال أثرها حتى وقتنا الحالي ( ملاحظة : كل ألأمراض المستعصية يمكن لها أن تشفى ما عدا هذه الفئة فهي غير قابلة للشفاء) لاعلينا انشق مفتاح عن بلونيس لامر لم يكن يتوقعه وهو أغتيال محمد بلهادي على يد بلونيس وهي القطرة التي أفاضت الكأس بينما،وقد حاول عبد القادر لطرش إصلاح التقارب بين مفتاح وبلونيس ( وهو لا يعلم بأمر بموت بلهادي ) أخبره مفتاح بذالك أثناء اللقاء فلم يصدق ألأمر لكن وباتفاق مع مفتاح توجه الى مقر قيادة بلونيس ليتأكد من الحقيقة وهو يحمل نية قتل بلونيس إن كان الخبر صحيح .لكن كان ألأخير وعند وصول مفتاح اليه وسؤاله عن حقيقة ما سمع عن مقتل بلهادي حدث ما لم يكن في الحسبان .....قتل بلطرش ......وموت بلهادي كان سببا رئيسيا في إنشقاق الكثير من انصاره........شكرا لك ألخ نبيل مرة اخري وتقبل تحياتي القلبية.[/size] |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 6 | ||||
|
![]() اقتباس:
|
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 7 | |||
|
![]() من ثار في وجه فرنسا ؟ جيش التحرير |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 8 | |||
|
![]() راااااااااائع سلمت الانامل
|
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 9 | |||
|
![]() مشكور اخ هاني |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 10 | |||
|
![]() شكرا جزيلا |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 11 | |||
|
![]() بارك الله فيك |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 12 | |||
|
![]() شكرا لك اخى العزيز على الموضوع |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 13 | |||
|
![]() من هو بلنيس |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 14 | |||
|
![]() ربي يرحمه |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 15 | |||
|
![]() واش هذا الخورطي ،استحي يازوجة الخائن وكلي الخبز في بلاد مليون ونصف مليون من شهداء |
|||
![]() |
![]() |
الكلمات الدلالية (Tags) |
لأول, أحمد, بلونيس, تتحدث, زوجة |
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc