عصمة الله –تبارك وتعالى – نبيه قبل النبوة .
النبي - عليه الصلاة والسلام - قد شارك قومه في بناء الكعبة وكان عمره - عليه الصلاة والسلام - خمسًا وثلاثين سنة ،حصل له وهو يحمل الحجارة في بعض الروايات أنه كان غلاما وفي بعض الروايات أنه لما بنى الكعبة مع عمه كما جاء من حديث العباس أُغمي عليه - عليه الصلاة والسلام - حينما جعل إزاره على عاتقه من الحجارة لهذا جاء في الصحيحين قال لما بُنيت الكعبة ذهب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ينقل الحجارة فقال العباس لرسول الله - عليه الصلاة والسلام -
اجعل إزارك على عاتقك من الحجارة ففعل - عليه الصلاة والسلام - فلما فعل خر إلى الأرض وطُمحت عيناه إلى السماء يعني ارتفع بصره - عليه الصلاة والسلام - إلى السماء وهو يقول إزاري فشد عليه إزاره في خارج الصحيح ناداه منادٍ يا محمد خمر عورتك فخمر - عليه الصلاة والسلام - عورته وغطاها.
هذا الحديث وإلى جانبه كثير من الأحاديث تدل دلالة واضحة وقطعية بأن الله - تبارك وتعالى - قد عصم نبيه - عليه الصلاة والسلام - قبل النبوة وبعدها من كل ما يمس قلبه أو عقيدته بسوء .
ما كان - عليه الصلاة والسلام - يعبد الأوثان ولا كان يتمسح بالأصنام ولا كان يحلف بها ولا كان يشرك بالله، وهذه الأدلة تؤكد ذلك فها هو ربه - سبحانه وتعالى - يستره وينادي منادٍ فيقول له خمر عورتك يا محمد فهذه من العصمة ومن الستر الذي حصل للنبي - عليه الصلاة والسلام - قبل أن يكون نبيًا ولهذا جاء عند ابن إسحاق في سيرته بإسناد صحيح من حديث جبير بن مطعم - رضي الله عنه - قال جُبير:" لقد رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو على دين قومه وهو يقف على بعير له بعرفات حتى يدفع معهم توفيقًا من الله - عز وجل – ، في بعض الروايات قال: "وهو على دين قومه حتى يدفع معهم توفيقًا من الله - عز وجل – "
وجاء عند أحمد وعند الطبراني أيضا أنه قال أي جبير بن مطعم :" رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبل أن ينزل عليه أي قبل أن يكون نبيا وقبل أن يبعث وإنه لواقف على بعير له مع الناس بعرفات حتى يدفع معهم توفيقا من الله"
أي أن النبي - عليه الصلاة والسلام - ما كان يشارك قريشًا فيما تصنعه.
الشيخ عرفات بن حسن المحمدي حفظه الله
فوائد ميراث الأنبياء