![]() |
|
القسم الاسلامي العام للمواضيع الإسلامية العامة كالآداب و الأخلاق الاسلامية ... |
في حال وجود أي مواضيع أو ردود
مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
رقم المشاركة : 1 | ||||
|
![]() إنّما يُعرف الفضل لأهل الفضل إنّ طالب العلم الشّرعيّ مُلزم بالتّحلّي بآداب الطّلب ، و هي كثيرة ، و سنقتصر على المُهمّ منها : 01 ) ـ الصُّحبة : اشترط الأوائل من أهل الحديث و التّفسير و الفقه على طالب العلم الشّرعيّ أن يصحب شيخًا عارفًا يُعلِّمه و يُهذِّبه و يُدرِّبه على أخذ العلوم و الفنون .قال الإمام الشّافعي ( رحمه الله ) : أخــــي لن تنـال العـلم إلّا بسـتّة * سـأنبيـك عـــن تفصيلها ببيان و قال مُوفق الدّين البغدادي ( رحمه الله ) : ( عليك بالأستاذ في كلّ علم تطلب اكتسابه . ) اهـ .ذكاء و حرص و اجتهاد و بُلغة * و صُحبة أستاذ و طُول زمان و قال ذات مرّة لأحد تلامذته : ( أُوصيك ألّا تأخذ العُلوم من الكُتب و إن وثقت بنفسك و لا تُحسن الظّنّ بها و أعرض خواطرك على العُلماء و تثبّت و لا تتعجّل . ) اهـ . و قال النّووي ( رحمه الله ) : ( إنّ شيوخ العلم آباء في الدّين ، و صلة بين الطّالب و بين مُراده في العلم . ) اهـ . و قال أبو إسحاق الشّاطبي ( رحمه الله ) : ( كان العلم في صُدور الرّجال و صار في بُطون الكتب مفاتحه ( مفاتيحه ) بيد العُلماء . ) اهـ . و المُشاهد اليوم هو أنّ الّذين أخذوا العلم بصُحبة العُلماء و الشّيوخ قد قلّ عددهم و عمّت الفوضى و كثُر التّعالم و انتشر التّعصّب القاتل و النّقاش الميت، و هذا كُلّه مُخالف لما كان عليه الأوائل من أدب و إجلال و تقدير . قال أحد العارفين : ( الشّجرة إذا نبتت بنفسها من غير غارس فإنّها تُورّق لكن لا تُثمر . ) اهــ . 02 ) ـ التّأدّب مع العُلماء و الفُضلاء : ينبغي على طالب العلم الشّرعيّ أن يحترم العُلماء و يُبجّلهم؛ لأنّ العُلماء و الفُضلاء هم أولى النّاس بالتّوقير و الاحترام، و قد جاء في الأثر أنّ عُلماء المُسلمين كأنبياء بني إسرائيل، و نقل النّووي عن أبي حنيفة و الشّافعي ( رحمهما الله ) قولهما : ( إن لم يكن العُلماء أولياء الله فليس لله وليٌّ ) اهـ ، و قال في المُهذّب : ( إن لم يكن الفُقهاء أولياء الله فليس لله وليٌّ ) اهـ . و الفُضلاء ــ بطبيعة الحال ــ على غرزهم و أثرهم . و عليه أن يتجنّب الكلام فيهم ، و الخوض في أنواع التّجريح و الإساءة إليهم. و أن يتحفّظ في ذكرهم ، قال أبو حاتم الرّازي ( رحمه الله ) : ( لُحوم العُلماء مسمومةٌ . ) اهـ ، و قال ابن عساكر صاحب تاريخ دمشق ( رحمه الله ) : (اعلم يا أخي وفّقني الله و إيّاك لمرضاته و جعلنا ممّن يخشاه و يتّقيه حقّ تُقاته أنّ لحوم العلماء مسمومة و عادة الله في هتك أستار مُنتقصيهم معلومة ، و أنّ من أطلق لسانه في العُلماء بالثّلب (1) ابتلاه الله قبل موته بموت القلب. ) اهـ ، و من هدّم عالما أو انتقصه فقد أعان على هدم الدّين ، و عليه أيضا أن يترك المسائل الاجتهاديّة ــ و هي أكثر من تنحصر ــ للعُلماء و الباحثين و طلبة العلم المشهود لهم، و أن يتحرّى الأمانة في النّقل عنهم، من أقوالهم و أفعالهم، و يعمل بالقول الّذي يترجّح عنده ــ إن كان قادرا و أمكنه ذلك ــ بعيدًا عن التّعصّب و التّقليد المقيت ، و عند ردّه للآراء أو انتقادها و التّعليق عليها ، لا يتعرّض للأشخاص ، إنّما يُناقش أدلّة كلّ رأي ، في المسألة المطروحة ( المطروقة ) بأسلوب علميّ رصين وفق أدب و تقدير ، و هو ما يُعبّر عنه بنقد الأفكار لا نقد الأشخاص ؛ لأنّ الأدلّة القويّة أو الأشدّ قوّة، هي الفيصل بين الآراء و الاجتهادات. و أمّا توسيع دائرة الجرح ممّا لا طائل من ورائه فلا ينبغي؛ فثمرة علم الرّواية هي تصحيح الأُصول و ضبط المُتون و تصحيح الأسماء و الألقاب و الكُنى و الأنساب، فلمّا ضُبطت الأُصول و المُتون، و أُمن من التّصحيف و التّحريف و من غيرهما ، لم تعد الحاجة مُلحّة كثيرا إلى علم الرّواية، و عُلماء الجرح و التّعديل كالأعمش و شُعبة و مالك و أحمد و ابن راهويه و بن معين و القطّان و ابن المديني ، و غيرهم ، كانت عنايتهم بالرُّوّاة و الرّجال راجعة كُلّها إلى هذا الفنّ العظيم من فُنون الإسلام؛ لفلترة المرويات ، و الاطمئنان على السُّنّة ، الّتي هي ثاني مصدر للتّشريع ، و قد تعبوا في ذلك و استرحنا ، و الفضل لله أوّلا ، ثمّ لهم ( عليهم رحمة الله جميعا ) . و لا بأس أن أذكر في هذا المقام بعض الآيات و الأحاديث و أقوال الصّالحين الدّالة و الحاثّة على احترام و تقدير العُلماء و الفُضلاء . قال الله تعالى : ( قُلْ هل يستوي الّذين يعلمون و الّذين لا يعلمون إنّما يتذكّر أُولو الألباب ) . ( الزّمر / 09 ) . و قال أيضًا : ( يَرفعِ الله الّذين آمنوا منكم و الّذين أُوتوا العلم درجات و الله بما تعملون خبير . ) ( المُجادلة / 11 ) . و عن عمرو بن شُعيب عن أبيه عن جدّه ( رضي الله عنهم ) قال : قال رسول الله ( صلّى الله عليه و سلّم ) : ( ليس منا من لم يرحم صغيرنا و يعرف شرف كبيرنا . ) . حديث صحيح ، رواه أبو داود و التّرمذي ، و قال التّرمذي : حديث حسن صحيح ، و في رواية أبي داود ( حقّ كبيرنا ) . عن عُبادة بن الصّامت ( رضي الله عنه ) أنّ رسول الله ( صلّى الله عليه و سلّم ) قال : ( ليس منّا من لم يُجلّ كبيرنا و يرحم صغيرنا و يعرف لعالمنا حقّه . ) . رواه أحمد و الحاكم و الطّبراني . قال الحافظ الهيثمي ( و سنده حسن ) . و عن أبي مُوسى ( رضي الله عنه ) قال : قال رسول الله ( صلّى الله عليه و سلّم ) : ( إنّ من إجلال الله تعالى إكرامَ ذِي الشَّيبةِ المسلمِ و حَامِل القُرآن غير الغالي فيه و الجافي عنه و إِكرامَ ذِي السُّلطان المُقسط . ) . حديث حسن ، رواه أبو داود . و عن أبي الدّرداء ( رضي الله عنه ) عن النّبيّ ( صلّى الله عليه و سلّم ) قال : ( ...و إنّ العُلماء ورثة الأنبياء و إنّ الأنبياءَ لم يُورّثوا دينارًا و لا دِرهمًا و إنّما ورّثوا العِلمَ فمن أخذه أَخَذَ بِحظٍّ وافرٍ (2) . ) . رواه أبو داود و التّرمذي . و قال الشّاعر : إن أنت جالست الرّجال ذوي النُّهى * فاجلــــس إليــهم بالكمــــال مُؤدّبا و قال آخر : و اسمــــع حديثهم إذا هُــم حدّثـوا * و اجعل حديثك إن نطقـــت مُهذّبا خير ما ورّث الرّجـــــــــــال بنيهم * أدب صـــالح و حُســــن ثنـــــاء 03 ) ـ أدب الخلاف : أدب الخلاف أمر مُهمّ و حسّاس ، و قد وضع عُلماؤنا في ذلك ضوابط معلومة ، على طالب العلم الشّرعيّ أن يلتزم بها . و ينقسم الخلاف إلى قسمين هما :إذا تأدبّت يا بُني صغيـــــــــــــــرا * كُنت يومًـــــا تُعـــــدّ في الكبراء أ ـ خلاف محمود ب ـ خلاف مذموم و المُراد بالأوّل هو الخلاف الّذي يقع نتيجة لاختلاف الآراء و الفُهوم و التّفاسير ، و هذا الخلاف يقع في المسائل الظّنية الّتي هي محل اجتهاد بين المذاهب الفقهيّة المُعتبرة ، و سُمّي محمودا ؛ لأنّه لا يشقّ وحدة المسلمين و لا يُضعف قوّتهم ، و فيه سعة لهم ، يكون فيها التّيسير و الشُّمول و الإغناء ( الإثراء ) . أمّا الثّاني فهو الخلاف الّذي يشقّ وحدة المُسلمين، و يدعو إلى التّفرقة و الشّرذمة ، و هو نتيجة حتميّة لاتّباع الأهواء و الآراء المارقة و التّآويل الفاسدة و الباطلة و مُخالفة السّنن و الآثار، كالاختلاف في الأُصول العامّة المُتّفق عليها و الإجماعات ، و كشقِّ عصا الطّاعة لأُولي الأمر. و هذا الخلاف هو الّذي قال عنه عبد الله بن مسعود ( رضي الله عنه ) : ( الخلاف شرّ ) اهــ ، و قال عنه ابن حزم ( الاختلاف عذاب (3)) اهـ ، و قد قرّر الأُصوليون قاعدة جليلة يستأنس بها طالب العلم الشّرعيّ في المسائل الخلافية ، و هي : ( المُتفق عليه أولى بالعمل من المُختلف فيه . ) ، و قد قرّر أيضا بعض المُتأخّرين من أهل العلم قاعدة مفادها : ( نتعاون في ما اتّفقنا عليه و يعذر بعضنا بعضا في ما يجوز فيه الخلاف (4) . ) . 4 ) ـ تجنّب الفتوى : المطلوب من طالب العلم الشّرعيّ عدم الخوض في الفتوى أو الفُتيا و اجتنابها إلّا لماما ، ممّا تدعو إليه الحاجة و تعمّ به البلوى ، و عليه التّأكد من صحّة الأحاديث النّبويّة الّتي يتكلّم و يستدلّ بها ، من معرفة الموضوع منها ، و المتروك ، و شديد الضّعف ، و غيرها ، مع تدقيق النّظر في أقوال العُلماء ، و مُوازنة الأدلّة بينها ، و الالتزام بالأمانة العلميّة في النّقل ، عن ابن مسعود ( رضي الله عنه ) قال : سمعت رسول الله ( صلّى الله عليه و سلّم ) يقول : ( نضّر الله امْرءًا سَمِعَ مِنَّا شَيئًا فَبَلَّغَهُ كَمَا سَمِعَهُ ، فَرُبَّ مُبَلَغٍ أَوْعَى مِنْ سَامِعٍ . ) . رواه التّرمذي و قال : حديث حسن صحيح ، و حسّنه العلّامة الألباني . هذا ما رأيت توضيحه لطلبة العلم الشّرعيّ ، و نحن في ظرف الحاجة فيه ماسّة إلى التّكاتف و التّآزر و توحيد المجهودات في حقل الدّعوة الإسلاميّة . قال الله تعالى : ( و الّذين جَاءُوا من بعدهم يقولون رَبَّنَا اغفر لَنا و لإخوانِنَا الّذين سَبَقُونَا بالإيمان و لا تجعل في قُلُوبِنَا غِلّا لِلَّذين آمنوا ربَّنَا إِنّك رَؤُوفٌ رَّحِيمُ . ) . ( الحشر / 10 ) . و إن كان خرق فادّركه بفضلة * من الحلم و ليصلحه من جاد مِقْولا و الله المُوفق و الهادي إلى سواء السّبيل ، و صلّى الله و سلّم على سيّدنا مُحمّد و آله و أصحابه أجمعين . هوامش: 1 ـ أيّ العيب 2 ـ قال بعض أهل العلم : وقد يرث العُلماء الأنبياءفي صفاتهم و طبائعهم و أخلاقهم . و الله أعلى و أعلم . 3 ـ الاختلاف هو الخلاف ، وهُما من نفس البنيّة ، و فرّققت بينها تاء الافتعال ، و قد فرّق بعضهم ـــ اجتهادامنهم ـــ بينهما في الدّلالة ، فالاختلاف مُفتعل و الخلاف نتيجة ، و هذا هو الاصطلاح الجاري لهما. و الله أعلى و أعلم . 4 ـ و المقصود هنا هو الخلاف المُعتبر أو القائم كمايقول الأُصوليون . بقلم سعيد هرماس
|
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 2 | ||||
|
![]() اقتباس:
كفيت ووفيت أخ سعيد، الخلاف في المسائل الظنية خلاف محمود، أما الخلاف في شق وحدة المسلمين و الدعوة إلى التفرقة و الشرذمة فهو مذموووم مذمووم جزاك الله خيرا |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 3 | ||||
|
![]() اقتباس:
وقفت عند ما في المقتبس ..حقا غنه الصواب والأمرالذي لايعاب ..وذكرني ذلك بما كان يكرره عليّ والدي رحمة الله عليه بعبارته المتشددة كلما أحكي له عما توصلت اليه من قراءة كتاب من الكتب .فيوجهني بدارجته بعبارة فيها شيء من تشدد ..فيقول ( ملّة من داب ولا عشرة من كتاب ) ومجازا كان تعبيره ..يؤكد لي أن العلم لابد وأن يؤخذ من معلم ..بارك الله فيك.. |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 4 | |||
|
![]() السلام عليكم ورحمة الله |
|||
![]() |
![]() |
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc