خلافات حادة بمجلس الأمن

[المعزلدين الله]

تقرير غولدستون حول حرب غزة يثير خلافات حادة بمجلس الأمن الدولي

نيويورك ـ أثار تقرير غولدستون حول حرب غزة بين إسرائيل وحركة حماس خلال كانون أول (ديسمبر) وكانون ثان (يناير) الماضيين خلافات حادة الأربعاء بين المبعوثين العرب والإسرائيليين خلال مناقشة بمجلس الأمن الدولي حول الصراع في الشرق الأوسط.

وسجلت الحكومات العربية حضورا قويا لدعم السلطة الفلسطينية التي تسعى للحصول على مكاسب سياسية من التقرير الذي تريد إسرائيل والولايات المتحدة دفنه. ويناقش مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف الخميس، التقرير ليكشف مجددا عن الفجوة بين الجانبين في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

وذكر اليخاندرو وولف نائب السفير الأمريكي لدى المنظمة الدولية مجلس الأمن المؤلف من 15 دولة بأن نتائج التقرير الذي أعدته لجنة مكونة من ثلاثة أعضاء تحت قيادة القاضي الجنوب إفريقي الشهير ريتشارد غولدستون "ليس أمرا لمجلس الأمن أن يتخذ إجراء بشأنه".

وقال وولف "لكننا نأخذ الادعاءات الواردة في التقرير على محمل الجد". وحث إسرائيل على "التحقيق الجدي" في تلك الاتهامات بينما أعرب عن أسفه لعجز حماس عن القيام بتحقيق ذاتي.

وأضاف "مازلنا نشعر بقلق بالغ إزاء التقرير وتركيزه غير المتوازن على إسرائيل واتساع نطاق توصياته بشكل مفرط واستنتاجاته الشاملة للقانون".

وأكد وولف، مثل العديد من الدبلوماسيين الذين خاطبوا المجلس، دعم الحل القائم على دولتين في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني وتنفيذ كل جانب للخطوات المؤدية إلى إقامة دولة فلسطينية تعيش في سلام إلى جانب إسرائيل.

وكرر مطالب الولايات المتحدة لإسرائيل بإنهاء بناء المستوطنات اليهودية وتخفيف القيود المفروضة على الأراضي الفلسطينية، كما دعا الفلسطينيين إلى تحسين الأمن والحكم.

وحاول المبعوثون العرب والمبعوث الفلسطيني من بين أكثر من 40 شخصا سجلوا أسماءهم لمخاطبة المجلس الاستفادة من هذه الفرصة وطرح تقرير غولدستون، الذي كان المجلس قد رفض حتى الآن إدراجه على جدول أعمال المناقشة.

ويناقش مجلس حقوق الإنسان الخميس تقرير غولدستون، المستخلص من تحقيقات أجرتها لجنة ثلاثية بتكليف من المجلس الأخير المؤلف من 47 عضوا.

وقد حمل وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي إسرائيل المسؤولية عن مقتل أكثر من 1400 فلسطيني في قطاع غزة، مستندا إلى نتائج التقرير.

وردت السفيرة الإسرائيلية جابرييلا شاليف على المالكي، رافضة استغلال الحكومات اجتماع مجلس الأمن لمناقشة التقرير واعتبرت أن هذا الأمر يعد عملا يتعارض مع عملية السلام بالشرق الاوسط. وقد رفضت إسرائيل التقرير ووصفته بأنه أحادي الجانب ومتحيز.

وقالت إن "التقرير يحابي الإرهاب الشرعي. إنه جائزة للمنظمات الإرهابية".

وقالت "بالنسبة لمن يسعون منا إلى استئناف عملية السلام في الشرق الأوسط، فإن مناقشة تقرير غولدستون في مجلس الأمن ليس إلا كذبة، مليئة بالصوت والغضب، لكنها لا تدل على شيء" مقتبسة عبارة شهيرة من مسرحية ماكبث لشكسبير.

وسجل المبعوثون العرب والإسلاميون حضورا قويا لدعم الفلسطينيين أمام مجلس الأمن في نيويورك في مواجهة بينهم وبين المجلس الذي يمكن أن تستخدم فيه الولايات المتحدة حق النقض ضد أي هجمات تستهدف حليفتها إسرائيل.

ورفض المالكي تقييم الولايات المتحدة والأمم المتحدة بأنه تم تحقيق تقدم لدفع التسوية في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

وقال إنه لم يتم إحراز أي تقدم حقيقي في عملية السلام مشيرا إلى أن تقرير غولدستون يمثل تجربة مروعة لا يمكن تجاهلها.

وأدان المالكي "القتل الوحشي" للشعب الفلسطيني على يد القوات الإسرائيلية خلال حرب غزة مع حماس.

وقد اتهم تقرير غولدستون الذي نشر في 9 أيلول (سبتمبر) كلا من اسرائيل وحماس بارتكاب جرائم حرب وأفعال ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية خلال القتال في غزة.