إلى بيل غيتس مع أطيب التمنيات - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > خيمة الجلفة > الجلفة للمواضيع العامّة

الجلفة للمواضيع العامّة لجميع المواضيع التي ليس لها قسم مخصص في المنتدى

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

إلى بيل غيتس مع أطيب التمنيات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2007-10-02, 02:17   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
حسام 10
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية حسام 10
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي إلى بيل غيتس مع أطيب التمنيات

[align=center]--------------------------------------------------------------------------------






بقلم الكاتب الكبير: يحيى جابر(صاحب كتاب كلمات سيئة السمعة )


عزيزي بيل غيتس حين قررت الدخول إلى مغارتك الإلكترونية ، كنت مثقفا يدويا ، ولا حزب يأويني وسط هذه العاصفة المعلوماتية الكونية التي هبت علي فجأة وأنا عار تماما . حتى كنزة القصيدة الصوفية لم تدفئني ، وكذلك شال المقال ، ولا قبعة الصحافي ، ولا معطف الرواية . عاصفة قوية وبرد قارس وقلبي يرتجف ولا فراش فكريا يضمني ويحميني . . ثم وقعت في مغارتك في الجوار .


وقعت في حضن الكومبيوتر ، أكبس الأزرار وأبتهج بجهلي ، والإنسان عدو ما يجهل . كرهته في البداية لكن الزمن نفد مني ، فتواضعت ، وانحنيت واستسلمت لاختراعك كفأر ، كهذه الـ (ماوس) بين أصابعي. أيها الملاكم بيل ، يا صاحب الوزن الثقيل ، يا صاحب الضربة القاضية ، يا من تترنح على حلبتك دول ، وتسقط جمهوريات على حبالك الضوئية ، لك الجولات كلها ، لك الممالك تهوي في سطل عند زاوية التاريخ ، ولا أحد يضمد جراح المصارعين البلهاء .

ها أنذا أرفع رايتي البيضاء لك ، وأفتح هذه الويندوزات ، هذه الشبابيك المطلة على المجهول والهاوية والفراغ.

كنت أحمق في عدائي لك ، فسامحني ، وصحتين على قلبك المئة مليار دولار ، وتستحق كل (سنت) يسقط في جارورك .

لك خزانة العالم ، من (الين) حتى (الزلوطي) ، ومن الريال حتى الليرة .

صحتين على قلبك هذا العصر ، إذ انك من جيلي ، ومن عمري تقريبا ، لكنك سبقتني إلى امتلاك الكرة الأرضية .

أنا الذي كان ينافسك من الجهة الأخرى للعالم ، من الجهة الأخرى للمعنى ، من الجهة الأخرى للفكرة ، أقول لك مبروك من كل قلبي وعقلي وأعصابي ، مبروك لك هذه الأرض برؤوسها وعيونها !! ولكن يا عزيزي بيل ، أستحلفك بحياة ابنتك الوحيدة ، لماذا هذا الكومبيوتر بلا قلب ؟ أشعر أحيانا أنه بارد ، مثلج . يستحق هذا العالم قليلا من الرومانسية الإلكترونية . ولو . .

عزيزي (بيلو) يا وحش الشاشة

من مرآة الحمام إلى مرآة غرفة النوم ، ومن مرآة السيارة إلى مرآة المصعد ، كل المرايا تقول لي إنني في الطريق إلى صلعة رائعة . . وأخيرا سأصبح ذكيا ، لذلك دخلت مرآة الانترنت مستعينا بذكائي المتواضع نسبيا وبلغتي الانجليزية الركيكة التي تنمو يوما بعد يوم، حيث أتحاور مع أشخاص مجهولين بأسماء مستعارة ، فأستجيب لهم وأسألهم عن أخبارهم ، لكنني اكتشفت في النهاية أن هذا الجهاز سيقودنا إلى الوحدة أكثر فأكثر ، وأنا الذي ظننت أنني سأكسر عزلتي ويصبح العالم قرية بين يدي . لماذا لا أدق باب جارنا وأقول له أنا فلان ؟ لماذا لا نوقف إحداهن في الشارع ونسألها عن اسمها ونبوح لها بحرية ؟ لماذا نستعير أسماء وألقابا ونتوارى ونتخفى ونكذب في حواراتنا الإلكترونية ونقضي ساعات نفتش عن أصدقاء وهم إلى جانبنا ؟

إنها العزلة الإلكترونية ، والحياة مفتوحة على مصراعيها ، ونخجل من الدخول إلى عوالم الآخرين ونعرّف بأنفسنا ، وبفضائحنا . هذا الضجر الكوني ، نقتله بحوارات مجهولة مع أناس مجهولين في قضايا ومشاعر واضحة .

كوكب في حالة سأم وملل ، لذا قررت إقفال جهازي وبريدي الإلكتروني ، وأطفأت شاشته ، وانطلقت بأقصى سرعة في الهواء الطلق ، وطفقت أحيي كل المارة من لحم ودم نكاية بك وباختراعك الذي أصابني بمرض لم اشعر به سابقا. إنه فيروس العزلة ، حيث فقدت مناعتي ، لذا سأستعيد توازني بسرعة وأعالج نفسي وأتمدد على السرير أتلقى مصلا من حروف كتاب على الرف ، أعيش على هذا الغبار الطازج بين الأوراق ، وأتنفس من هذا الأكسجين الطبيعي من كتاب مغلق أتلمسه ، أتحسسه وأقفل كل الشاشات من حولي .

مستر غيتس

أذكر أشياء من علاقاتي مع الشاشات حين استبدلت شاشة البحر بشاشة التلفزيون ، الذي كان من اختراع معلمك ابن ولاياتك المتحدة السيد إديسون "رحمه الله".

وقد حدث مرة عندما كنت في الصالون أتفرج على السيد تلفزيون أن خرج أحدهم فجأة من الشاشة ، خرج من فيلم السهرة ونزل إلى غرفتي وبدأ بطلب النجدة حيث كان مطاردا ، قلت له ماذا أفعل بك ، يا بطل السهرة ؟ اتركني في همي وعد إلى الفيلم . أريد أن أرى نهايتك . وفجأة انتبهت إلى ان الناس في التلفزيون كانوا يتفرجون عليّ . إذن أنا المطارد ، وحياتي كانت مسلسلا تلفزيونيا ، تتخللها إعلانات سياسية وعاطفية . إنهم يتفرجون عليّ ، وينتظرون ، أهل وأقارب ، أصدقاء وأعداء . لذلك أقفلت شاشتي الداخلية ونمت وقرأت الفاتحة للفقيد الغالي إديسون .

أما حكايتي مع شاشة الكومبيوتر ، فتقول إنه في ليلة ليلاء خرجت جيوش من النساء من بين الذرات ، وكنت وحدي وأعزل ، نصبن لي حواجز بين الملفات ، وكن يدققن في هويتي وملامحي ، وأنا كل ما أريده امرأة واحدة أقول لها سامحيني واغفري لي ، وأدمع كصديقة بين يديها .

كل المشتركين حول الكرة الأرضية معلّقون في حب هذا القلب الإلكتروني الذي يضخ وردا بلاستيكيا ونبضات من جيلاتين ، وفاكهة من نايلون .

لا شيء ينبض سوى الخوف . العالم كله بحاجة إلى حنان . كل الحوارات لا تؤدي سوى إلى كلمة حب واحدة . الكرة الأرضية محشوة بديناميت من العواطف ولا تنفجر سوى في فراغ هائل داخل شاشة .

وهكذا يا سيد بيل غيتس قررت أن أنسحب من حلبتك فابتهج بنصرك ، واتركني بلا معارك أو معارف ، بلا أحداث ولا أحاديث ، اتركني كأنني جهاز كومبيوتر معطل . يطلق إشارات مبهمة وش . . وش . . وش . . وش[/align]









 


رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 04:38

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc