قبل أن أشرع في الكتابة أقول: إن موضوعي هذا ليس موجه للطعن في فئة معينة من فئات الشعب الجزائري ولا القصد منه تأليب فئة معينة على أخرى ولكن القصد منه هو أن نلتفت إلى بعضنا البعض ونحس ببعضنا البعض ونتصرف تصرفا مسؤولا يكون فيه خيرنا جميعا بغض النظر عن انتماءاتنا فنحن في النهاية كلنا جزائريون وإنما زرع التفرقة ونماها المستعمر ولا زال يعمل عليها.
أشرع الآن في الحديث:
لا أدري في الحقيقة هل أنا عربي أم أمازيغي أم ذو أصول عربية أمازيغية؟؟ فقد صاهر العرب الأمازيغ وقد صاهر الأمازيغ العرب عبر الزمن. ولكن أهم شيء أفتخر به وأعلمه وهو في الحقيقة يغنيني عن كوني أمازيغيا أو عربيا هو كوني مسلما فما ينفعني أن أكون عربيا أو أمازيغيا إن لم أكن غير مسلم. ولو سئلت هل تفضل أن تكون عربيا مسلما أم أمازيغيا مسلما؟ لقلت: إن اختياري سيكون حسب نفعي للناس فسأختار أيهما أكون فيها للناس أنفع وأنا في النهاية جزائري مسلم.
حينما نعود لاعتبار لساني ولاعتبار المنطقة التي نشأ فيها جدي دعنا لنفترض أنني عربي فالناس تتعامل معي بحكم المنطقة التي ولد فيها جدي وبحكم لساني.
أقول: إن كنت عربيا فلطالما كان من أعز وأخلص أصدقائي الأمازيغ ولطالما دافع عني أشخاص أمازيغ ولطالما تبادلت المحبة والاحترام مع أشخاص أمازيغ حتى أن رئيسي في العمل كان أمازيغيا وكان يحبني محبة الوالد لولده لقد كان عطوفا حتى ولو كنت أختلف معه في بعض الأمور.
قصتي أنه كان لي زميلا في الدراسة وصديقا أمازيغيا، كان في غاية اللطف والتواضع والاحترام كنت أملك رقم هاتفه أهاتفه ويهاتفني وأسأل عنه ويسأل عني ولكن كان هناك دائما أمر مهم كان ينبغي علي الاهتمام به في صديقي الأمازيغي وكان علي العمل لأقنعه بخلافه خصوصا وأنني كنت ولا أزال أحب الخير له: كان صديقي الأمازيغي لا يعترف سوى بالقرآن أما السنة فلا.
لا أدري من أين أتته هذه الفكرة وهذا الاعتقاد؟؟؟ ولكن كان علي البحث والتحري والسؤال خصوصا فيما يخص الظروف التي نشأ فيها ومحاولة إقناعه بعدها فهو صديقي ويستأهل من طرفي كل الخير خصوصا وأنني متأكد من معلوماتي :
يقول الله عز وجل: {وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} . [الحشر/7]
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : (ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه) فالسنة شارحة للقرآن فلم يكن بإمكاننا الصلاة لولا شرح السنة لكيفتها وأنا متعجب كيف لشخص يصلي أن لا يعترف بالسنة والصلاة التي يؤديها خمس مرات في اليوم شرحت كيفيتها السنة. وإني لأتعجب كيف لشخص يزكي أن لا يعترف بالسنة وهو يزكي أمواله طبقا للكيفية والمقادير التي شرحتها السنة.
على كل حال الأدلة موجودة وكثيرة لمن أراد أن يبحث.
ربما حاولت بعض الأحيان أن أعين وأنصح صديقي الأمازيغي وكنت مقصرا جدا معه وقد كانت توجد بعض المعوقات منها أصدقاؤه الآخرون الذين شغلوه عني أحيانا والذين ربما لم يتفطنوا لهذه القضية.
بعد انتهاء الدراسة حاولت أن أعيره بعض الكتب أو أهديه إياها ولكن مرت الأيام وتغافلت ودفعت الثمن، اليوم فقدت رقم هاتفه ولا أدري كيف حاله، لقد انتهت الدراسة وغادر إلى الولاية التي يقطن فيها وانقطعت عني أخباره.
لا أدري ماذا يكون حالي لو سألني الله عنه؟ كيف تكون إجابتي؟
ولا أدري كيف تكون إجاباتنا أمام الله عز وجل خصوصا وأن هذه الفكرة تنتشر في بعض الأمازيغ؟؟؟
في الوقت الذي تعمل كثير من الكنائس على جذب بعض الأمازيغ لدينها من دون جدوى. لكنهم يعملون وقد أفلحوا أحيانا.
في الوقت الذي يعمل الغرب على تفريقنا واتباع سياسة فرق تسد نتناحر نحن اليوم بالأفكار والتعصبات وغيرها.
في الوقت الذي يتكلم البعض عن تجديد الخطاب الديني باتباع طرق وأساليب تناسب الوضع للدعوة، لماذا لا يطبق هؤلاء ما يقولون: لدينا إخوانا لديهم أفكارا خاطئة لماذا لا نحاول فهمهم والتقرب منهم والبحث في ظروفهم وظروف نشأتهم وفي ثقافتهم حتى نفهمهم وندعوهم بما نعلم؟؟؟
ماهي مسؤوليتنا تجاه هؤلاء؟؟؟؟