البيت السعيد:11
تحصلُ الأم على جزء من تقديرها لذاتها من نجاح أبناءها، فتشعر بالفخر وهي تذكرهم أمام الناس، وقد تلجأ إلى المبالغة وإخفاء بعض عيبوبهم، وكذلك الشأن مع زوجها، فتذكره بخير عند أهلها وتستر بعض عيوبه. إنها بذلك تقاتل من أجل المحافظة على صورة ذاتها الاجتماعية، التي تشكل بالنسبة لها درعا للمقاومة، مقاومة الإحباط ومختلف الضغوط، لتواصل طريق بناء إسرتها. إن لكل واحد منا أيها الأصدقاء معركته الخاصة في هذه الحياة، وعليه أن يظل واقفا صامدا يقاوم الانهيار.. إذا كان ما تردده الزوجة عن زوجها من محاسن حقيقيا وواقعا، فهي أصيلة لم تنْكُر أفضاله عليها وعلى أولادها، وإن كان قولها من باب الإدعاء فقط، فهي في نظري أصيلة كذلك لأنها سترت زوجها، ولا زالت متشبثة بالأمل، ترددُ عقب كل صلاة : يا ربي أهديه وأصلح حاله...