مهما كانت الأسباب التي جعلت من مباراة مصر و الجزائر تتعدى جانبها الرياضي لتصبح حربا رخيصة بين الأشقاء جلبت إليها اهتمام الفضوليين في العالم ممن لا علاقة لهم بمتابعة أخبار الكرة قبل مشجعي المنتخبين أنفسهم. فإن الأكيد أن ما وصلنا إليه ما كان يجب أن يحدث إطلاقا بين فريقين يمثلان شعبين يجمعهما الإسلام, و ما أدراك ما الإسلام, و هنا نتساءل عن دور سلطات البلدين التي غابت عنهما الحكمة في تسيير هذا الظرف الحساس, فبين طرف عجز عن كبح جماح شرذمة من المراهقين المتعصبين حالت دون توفير الأمن لبضع عشرات من الضيوف جاءوا لممارسة الرياضة, و طرف يتوعد بالإنتقام باسم الجهاد المقدس و حب الوطن المزعوم. و هنا تكمن المشكلة: من غذى الأفكار العدوانية للمراهقين المصريين الذين هاجموا حافلة المنتخب الجزائري؟ لمن يبحث عن الإجابة أوجهه لإعادة متابعة الحصص "الرياضية" التي سبقت المباراة لأبواق الفتنة في القنوات الخاصة المصرية: عبده و شلبي و أديب و الغندور و حجازي. من الجانب الجزائري, تفاجأنا للقرار الغريب للرئيس بوتفليقة بإرسال 10.000 مناصر لمتابعة الفصل الأخير من فصول حرب الفتنة الذي ستجري أطواره في عاصمة السودان, و ما كان للقرار ليكون غريبا لو صاحبته حملات توعية
من طرف السلطات الجزائرية من أجل نبذ العنف و التحلي بأخلاق التسامح, لكن الصمت المخيف للسلطات يعكس التذمر الكبير لأصحاب القرار أنفسهم بعد الأخبار التي وصلتهم من القاهرة, فماالذي يمكن أن ننتظره الآن من المناصر الجزائري البسيط؟ كنتيجة حتمية لهذه الإنزلاقات و ما قد سيحدث لا قدر الله يوم المباراة الفاصلة, يدور الحديث في أوساط إعلامية أوروبية عن إمكانية إقصاء البلدين من المنافسة إسوة بالقرار الذي تم اتخاذة ضذ المنتخب الصربي في عام 1992 في نهائيات كأس أمم أوروبا. بعد ذلك سيسخر العالم أجمع من العرب!!