من لم يعرف اصله لم يعرف فصله

[اخصائي طب بديل]

الحمد لله العزيز المنان، والصلاة والسلام على محمد النبي المبعوث إلى الثقلان، ثم أما بعد : إن مسالة النسب أمر مهم جدا لأنه يتعلق بأصالة العبد وهوية، وشخصيته، ولن يستطيع أن يغيرها مهما عمر وعاش وأين سكن وحيث يتجول، ويبقى موصوفا وملحقا بأصالته لو خرج من جلده، وتبدلت بشرته، وغير لسانه، وتبدلت هيئته، ولو تمنطق بغير منطقه، وتصرف بغير تصرف أهل قبيلته، وعبد غير خالقه، وأشرك به في ألوهيته، لأن سلالته تتبعه، وأصالته تصاحبه، وتعريفه لا يفارقه ولو غير أوراقه وبطاقة تعريفه وجواز سفره، فهذا هو وصفه أينما حل وارتحل، حتى يدخل معه قبره، فنعت نسبه، ووصف سلالته لا ينفك عنه ولو سكن في غير بلدته، وعاش مع غير أهله، فكن مسلما عزيزا بدينيك، قويا بعقيدتك، متينا بأهل ملتك، وكما جاء في سنن الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : [ تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم ]، فينبغي على المسلم العاقل أن : يعرف دينه، ويعتز به، أصالته، وهويته، وانتماءه لملته، ولأهل دينه، ولأمته، وغن مما أبكى عيون أهل الإسلام دهرا طويلا سقوط الأندلس، وزوال حضارة الإسلام بديار جزيرة إبيرية وحدوث منعرج خطير في تاريخ الأمة الإسلامية، بفقد تراث مشحون بتاريخ عقد من القرون الزاهرة، والحضارة الباهرة التي صنعت الأمجاد، فيا أهل الإسلام ما الذي غيرنا حتى غير الله علينا