طالعتنا وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية قبل أيام معدودة بالحدث الجلل والخطب الملل بما اعتدنا على سماعه قسرا لا عدلا "بالقمة العربية". في كل مرة تطل علينا القمة يصاحبها الكثير من الجدل ويلفها الكثير من اليأس وتتخمض في غالب الأحيان عن قرارات لا تسمن ولا تغني من جوع و يحق فيها قول القائل "تمخض الجبل فولد فأرا" ان كان جبلا أصلا.
هذه القمة الأخيرة التي انعقدت في مدينة سرت وكل له من اسمه نصيب كما نعلم فالقمة قد سرت وما سرت ولن تسري اي قمة اخرى بأي جديد لامتنا العربية. هذه القمة تحمل الرقم 22 والتي قد سبقها 21 قمة سالفة لم ينتج عنها إلا القرارات الزائفة والأحلام الضائعة. ألم يملَّ زعماؤنا من قممهم؟! ان هم لم يملوا فلقد ملت شعوبهم وسئمت اجتماعاتهم وقممهم. كفى كذبا وزورا وضحكا على الشعوب من هذه القيعان الكاذبة.
حالنا هذا المخزي في ظل هذه القمم يذكرنا بحال أسلافنا من العرب قبل البعثة حينما كانوا يتقاتلون على بعير وتمتد حروبهم إلى أكثر من 40 عاما ثم يتفقوا على وقف القتال في اجتماع هو أشبه بالقمة العربية ثم تعود الحروب الطاحنة مرة أخرى لكي تطحن شريحة جديدة من العرب. إن عربنا السالفة مع جهلهم وتخلفهم وقلة حيلتهم وهوانهم على الناس إلا أنهم أصحاب مروءات وأهل نخوات كيف لا وهم أصحاب حلف الفضول في نصرة المظلوم وهم من شق الصحيفة الظالمة في حصار بني هاشم فقالوا قولتهم الشهيرة أنأكل الطعام ونشرب الشراب وبنو هاشم هلكى في الشعب؟! أما عرب القمم اليوم فلا تكاد تجد فيهم مروءة ولا تعلم فيهم نخوة.
ومما يزيد في الألم ويضيع به الأمل أن هذه القمة العربية تتزامن مع أعتى اعتداء على المسجد الأقصى المبارك وأنكى تهويد للمدينة المقدسة والعرب في قمتهم في أبشع سكون عرفه التاريخ.
أريد أن أعرج سريعا على محاورهذه القمة المشؤمة حتى نعي ونعلم أين نحن من قممنا: نقلت قناة الجزيرة أن القادة العرب سيناقشون عددا من القضايا المهمة في القمة العربية من ضمنها مستقبل منظومة العمل العربي المشترك، والقضية الفلسطينية وخيارات السلام في ظل سياسة التهويد وتزايد الاستيطان الإسرائيلي. لاشك أنها مواضيع ساخنة وطارئة على الساحة العربية ولكن لنرى نتائج القمة والبيان الختامي: ونقلت أيضا قناة الجزيرة أن القمة اختتمت مبكرا ببيان رفض سياسة الاستيطان الإسرائيلية، وقرار بطرح الإجراءات الإسرائيلية غير المشروعة في القدس على المحافل الدولية. كما أقر القادة العرب خطة دعم صمود القدس التي تنص على تخصيص خمسمائة مليون دولار لصندوقيْ القدس والأقصى, وتقررت الدعوة إلى قمة استثنائية بعد ستة أشهر لمتابعة مقررات قمة سرت.
أقول.... ألا أفٍ ثم تف على أمةٍ لا تلمك من أمرها إلا سياسة الرفض والشجب والإدانة والاستنكار المتكرر التي تقدم ولا تؤخر. أليس من العار والشنار أن يجتمع قادتنا العرب في اجتماع حافل وأن يتشجموا عناء السفر ان كان عناء وأن تقام لهم مآدب الغداء والعشاء وحجوزات الفنادق الباهظة والمصاريف الأخرى التي هي "من تحت الطاولة" ناهيك عن الإستنفار الأمني الهائل الذي لا يكاد يفوت بعوضة دون أن يرصدها ويرصد كافة تحركاتها. كل هذا الصخب لأجل ماذا؟؟!! لإجل فقط الاستمرار في سياسة الشجب والاسنتنكار والخزي والعار
منقوووووول
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
2010-04-03, 14:45
شر البلية ... قمة عربية
العرض العادي
