أَتَى رَمَضَانُ مَزْرَعَةُ العِبَادِ
لِتَطْهِيرِ القُلُوب مِنَ الفَسَادِ
فَأَدِّ حُقُوقَهُ قَوْلًا وفعْلَا
وَزَادَكَ فَاتِّخِذْهُ للمعاد
فَمَنْ زَرَعَ الحُبُوبَ وَمَا سَقَاها
تَأَوَّهَ نَادِما يوْمَ الحَصادِ.
الصوم الحقيقي يكون :
بصوم الجوارح عن الآثام
وصوم اللسان عن فضول الكلام
وصوم العين عن النظر إلى الحرام.
لقد حل علينا شَهْرُ التَّراويح فيابُشْرَى بِطَلْعَتِهِ
كم راكع بخشوع للإله وكم
مِنْ ساجد ودموع العينِ كالنَّهْرِ
فاستقبلوا شَهْرَكُمْ ياإخواني وأكثروا
من الدعوات والخيرات والذكر.
يانفْسُ فازَ الصالحون بالتُّقَى وأبصَروا الحقَّ وقلبي قد عَمِي
ياحُسْنَهم والليلُ قد أجَنَّهُمْ ونورُهم يفُوقُ نورَ الأنْجُمِ
تَرَنَّموا بالذِّكْر في لَيْلِهم فَعَيْشُهم قَدْ طابَ بالتَّرنُّمِ
قلوبُهُمْ للذِّكْرِ قَدْ تَفَرَّغتْ ودمُوعُهم كلُؤْلُؤٍ منْتَظِمِ
أسْحارُهُمْ بنورِهِمِ قَدْ أشْرَقَتْ وخِلعُ الغفرانِ خَيْرُ القِسَمِ
قَدْ حَفظوا صيامَهُم من لَغْوهِم وخَشَعُوا في الليلِ في ذِكْرِهِم
ويْحَكِ يانفسُ أَلاَ تَيَقَّظِي للنَّفْعِ قبلَ أنْ تَزِلَّ قَدمِي
مضى الزَّمانُ في تَوَانٍ وَهَوى فاسْتَدْرِكِي ماقَدْ بَقِي واغْتَنِمِي.
جاء الصّيامُ فجاء الخيرُ أجمعُه
ترتيلُ قرآن وتحميدٌ وتسبيحُ
فالنَّفس تدأب في قول وفي عمل
صوم النَّهار وباللَّيل التَّراويحُ.
إذا حل شهر رمضان أكثر من الطاعات وتهجد بالليل والناس نيام
وَسَبِّحْ فيهِ مجتَهِدا فإنه شَهْرُ الصدقة والتسبِيحٍ والقُرْآن.