من مفسدات القلب : الطعام
قال الإمام ابن القيم رحمه الله :
" و المفسد له من ذلك (أي الطعام) نوعان :
أحدهما : ما يُفسده لِعَينِه و ذاته كالمحرّمات.
و هي نوعان :
محرمات لِحَقّ الله: كالميتة و الدم، و لحم الخنزير، و ذي الناب من السِّباع و المِخلب من الطير.
و محرمات لحق العباد : كالمسروق و المغصوب و المنهوب، و ما أخِذ بغير رضا صاحبه، إمّا قهرًا و إمّا حياءً و تذمُّمًا.
و الثاني : ما يُفسِدُه بقدره و تعدّي حدّه، كالإسراف في الحلال، و الشبع المُفرِط، فإنه يثقله عن الطاعات، و يشغله بمزاولة مؤنة البطنة و محاولتها حتى يظفر بها، فإذا ظفر بها شغله بمزاولة تصرّفها و وقاية ضررها، و التأذي بثقلها، و قوّى عليها مواد الشهوة، و طرُق مجاري الشيطان ووسعها، فإنه يجري من ابن آدم مجرى الدم. فالصوم يُضيِّق مجاريه و يسدّ طرقه، و الشبع يطرقها و يوسعها. و مَن أكل كثيرًا شربَ كثيرًا فنام كثيرًا فخسِر كثيرًا. و في الحديث المشهور : (ما ملأ آدميٌّ وعاءً شرًّا من بطنه، بِحَسَبِ ابن آدم لُقَيْماتٍ يُقِمنَ صُلبَه. فإن كان لا بدّ فاعلا فثُلثٌ لطعامه، و ثلثٌ لشرابه، و ثلثٌ لنَفَسِه) رواه الترمذي و أحمد و الحاكم و صححه الألباني.
انتهى نقلا من : مفسدات القلب الخمسة للإمام ابن القيم رحمه الله.