
أخوتي الكرام .. أخواتي الكريمات ها هو شهر رمضان شهر الإحسان وتلاوة القرآن وشهر المغفرة والعتق من النيران يتهيأ للرحيل والزوال مرت ساعاته وانقضت لياليه وأيامه ...
مضت أكثر أيام الشهر الكريم وانقضت لياليه شاهدة علينا بما عملنا وحافظةً لما أودعنا فيها فيوم القيامة يناديكم ربُّكم – سبحانه -: ((يا عبادي، إنما هي أعمالُكم، أحصيها لكم، ثم أوفيكم إياها، فمن وجد خيرًا، فليحمد الله، ومن وجد غير ذلك، فلا يلومنَّ إلا نفسه)) أخرجه مسلم.
أخوتي .. أخواتي لئن مضى من الشهر الكثير فقد بقي فيه من الفضل الكثير ... بقي من شهركم العشر الأواخر تقول عائشة - رضي الله عنها -: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا دخل العشرُ شدَّ مئزره، وأحيا ليله، وأيقظ أهله" البخاري
وكانت تقول - رضي الله عنها - كما عند مسلم: "كان يجتهد في العشر ما لا يجتهد في غيرها".
و كان السلف الصالح يجتهدون في ليالي العشر اجتهادا عظيما وكان بعضهم يغتسل كل ليلة ليكون أنشط في العبادة ويتطيب ويلبس أحسن ثيابه يدعو الله ويعبده
يقول سفيان الثوري: أحب إلي إذا دخل العشر الأواخر أن يجتهد بالليل وينهض أهله وولده إلى الصلاة إن أطاقوا ذلك
و إن مما يزيد العشر الأواخر فضلاً وبركة أن فيها ليلة القدر وهي خير من ألف شهر تعدل عبادتها ثلاثًا وثمانين سنة وأربعة أشهرثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ((من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا، غُفر له ما تقدَّم من ذنبه))
قال الإمام مالك - رحمه الله -: بلغني أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أُرِيَ أعمار الناس قبله أو ما شاء الله من ذلك فكأنه تقاصر أعمار أمته ألا يبلغوا من العمل مثل الذي بلَغَه غيرهم في طول العمر فأعطاه الله ليلةَ القدر خير من ألف شهر
و ليلة القدر تطلب في أوتار العشر الأواخر من رمضان فإن ضعف العبد أو عجز عن قيام العشر كلها فلا يغلَبنَّ على السبع الأواخر لما روى ابن عمر - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((التمِسوها في العشر الأواخر - يعني: ليلة القدر - فإن ضعُف أحدُكم أو عجز، فلا يغلبن على السبع البواقي)) رواه مسلم في صحيحه.
فاجتهدوا - رحمكم الله - في هذه البواقي من ليالي الشهر أحيوها بالعبادة وأكثروا فيها من الصلاة والأذكاروالدعاء والاستغفار وتلاوة القرآن ولا تنسونا أخاكم محمد من الح الدعاء والوالدة الكريمة حفظكم الله
و قالت عائشةُ - رضي الله عنها -: يا رسول الله أرأيت إن علمتُ أي ليلةٍ ليلة القدر ما أقول فيها؟ قال: ((قولي: اللهم إنك عفو كريم تحبُّ العفو، فاعف عني))؛ رواه الترمذي وغيره.
هذا أوان السباق، فأين المتسابقون؟ وهذا أوان القيام، فأين القائمون؟
يَا رِجَالَ اللَّيْلِ جِدُّوا رُبَّ صَوْتٍ لاَ يُرَدُّ
لاَ يَقُومُ اللَّيْلَ إِلاَّ مَنْ لَهُ عَزْمٌ وَجِدُّ
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أت لا اله الا انت استغفرك و أتوب اليك