سم الله الرحمن الرحيم
إلى زملائي المعلمين الذين أسندت إليهم أقسام السنة الأولى و الثانية ابتدائي ، أقدم طريقة و وسيلة ناجعة لتعلم القراءة و الإملاء.
هذهالطريقة مناسبة للتلاميذ الذين هم في مرحلة تعلم الحروف و امتلاك مفاتيحالقراءة ، أو الذين تعلموها و يحتاجون إلى توظيف أصواتها و ربط بعضها ببعض .
كما يعلم أخي المعلم أن نشاطات القراءة و الكتابة و الإملاء متكاملة، لا يمكن أن نفصل أحدها عن الآخر ، فلا يمكن للتلميذ أن يقرأ ما لم يحفظصور الحروف و أشكالها و أصواتها، و لا يمكنه أن يكتب ما لم يعرف وضعياتهذه الحروف و حدودها .
هذه الطريقة التي أقترحها تقتضي أن يحضر المعلمبطاقات للحروف بكل وضعياتها ، فكل حرف يتكون من عدة وضعيات حسب طبيعته : منفصل ، متصل بالحرف الذي يسبقه ، متصل بالحرف الذي يأتي بعده ، متصلبالحرف الذي يسبقه و الحرف الذي يأتي بعده.
فمثلا حرف القاف يتكون من الوضعيات : ق ، قـ ، ـقـ ، ـق . و حرف الراء : ر ، ـر . و حرف الشين : ش ، شـ ، ـشـ ، ـش . إلخ
فإذاأردنا أن نكتب الكلمة " قلم " فإننا نحتاج إلى بطاقات الوضعيات : قـ ، ـلـ، ـم . و بعد تصفيفها جنبا إلى جنب على حافة السبورة نحصل على الكلمة " قلم " تامة و غير مقطعة .
هذه البطاقات يكون ارتفاعها : 10 سم و عرضها 8 سم . " إذا علقت على السبورة يجب أن تكون مقروءة من طرف كل التلاميذ في القسم "
كيفية تنفيذ حصة بهذه الطريقة
هذهالطريقة لا تحتاج إلى كثير من الوقت ، بل يمكن إدراجها في آخر حصة القراءةفي فترة تعلم الحروف أو في فترة مراجعتها ، أو متى وجد المعلم متسعا منالوقت .
- يوزع المعلم على التلاميذ البطاقات بطرق و كيفيات متعددة ،حسب عدد التلاميذ في القسم ، و حسب عدد الحروف التي تعلمها التلاميذ ، وحسب مهارة التلميذ نفسه .من 4 إلى 10 بطاقات .
- يمكن أن يوزع المعلملكل تلميذ حرفا ذا أربع وضعيات ، أو حرفين لكل منهما وضعيتين ، أو حرفينلكل منهما أربع وضعيات ، كما يمكن أن يعطي لكل تلميذ الحروف التي يشتبه فيقراءتها كالفاء و القاف إلخ...
- يقرأ المعلم كلمة يختارها مثلا " مدرسة " ، و يترك للتلاميذ بضع ثواني للتفكير في الحروف و الوضعياتالمناسبة ثم يقدّرون إذا كانوا معنيين بالمشاركة .
- يقوم التلاميذ و يصففون بطاقاتهم بالتناوب على حافة السبورة ، أولا الميم فالدال فالراء فالسين ثم التاء.
- قد يخطئ التلميذ في الوضعية المناسبة للحرف ، فمثلا الذي عنده حرف الميميحمل معه الوضعية : م ، فينبهه المعلم و التلاميذ أن الميم في الكلمة " مدرسة " تكون في بداية الكلمة و متصلة بالحرف الذي يليها .
- و قد يأتيالتلميذ الثاني بحرف الدال بالوضعية : د ، فينبهه المعلم و زملاؤه أنالدال في هذه الكلمة تكون متصلة بالميم : ـد ، فيعود إلى مكانه و يحضرالبطاقة المناسبة .
- و هكذا ينوع المعلم في الكلمات لتشمل الحروف والأصوات المدروسة و ليعطي لكل التلاميذ فرصة المشاركة ، و لا يجب أن نقولأن التلاميذ الذين لا يقومون إلى السبورة لا يشاركون ، لأنه في كل مرةيقرأ المعلم كلمة إلا و ترى التلاميذ يبحثون في بطاقاتهم و يتوقعون وجودالبطاقات المقصودة و عدم وجودها .
- على المعلم أن يختار الكلمات التي لا تتكرر فيها نفس الوضعيات مثل : الكلمة "مفككة " يحتاج إلى وضعية الكاف : ـكـ مرتين
- يمكن بعد تشكيل الكلمة على السبورة و نزع البطاقات ، أن يطلب المعلم منالتلاميذ إعادة كتابتها على الألواح ، و هذا للربط بين نشاطي الكتابة والإملاء.
من محاسن هذه الطريقة :
من تجربتي المتواضعة في استعمال هذه الطريقة وجدت أنها :
- طريقة حيوية ، يهتم بها التلاميذ أيما اهتمام ، و تثير فيهم نشاطا منقطع النظير. فهم يلعبون و يتعلمون .
- فعالة للتلاميذ الذين لا يميزون بين المدود : " الألف و الواو و الياء "
- فعالة للتلاميذ الذين لا يميزون بين الحروف المتشابهة : " السين و الشين " ، " الطاء و الظاء " ، " الصاد و الضاد " . إلخ..
- هي طريقة عملية ، التلميذ لا يخاف من الخطإ ، فهو لا يترتب عليه شيئ إلانزع البطاقة و تعويضها بأخرى ، التلميذ لا يشطب و لا يمسح .
- ينصب جهدالتلميذ على اختيار الحروف و الوضعيات المناسبة لها ، عكس الإملاءبالكتابة التي يوظف فيها مهارات أخرى : اتباع السطر تحسين شكل الحرف وحجمه إلخ .....
- التلاميذ الذين يمارسونها بانتظام يتعلمون القراءة و الإملاء بسرعة و بإتقان و هذا عن تجربة .
و في الأخير أرجو أني أحطت بالموضوع و أتمنى أن ينال إعجاب زملائي
-منقول-