اعتقد أن ظهور الوزيرة إلى جانب الرئيس الجديد للمخابرات السيد بشير طرطاق يفسر على أنه إشارة واضحة و تلميح قوي للجهة المتورطة إما مباشرة أو بإيعاز منها في هندسة وتنفيذ هذه الجريمة النكراء المرتكبة في حق أبنائنا بهدف ضرب استقرار البلد و زعزعة أمنه ...والسبب في الإقدام على ذلك واضح يتمثل في كون هذه الزمرة التي تسلطت وتربّبت على العباد و البلاد لعقدين من الزمن لم تهضم حقيقة أنها أزيحت من المشهد وأنها أخرجت من الباب الضيق وأنها أصبحت على هامش الأحداث ولأنها أصبحت تشعر بأنها مهددة في مصالحها وكينونتها أرادت من خلال جريمتها تلك أن تقول للأطراف التي تربصت بها و أزاحتها عن المشهد وجردتها من نفوذها أنها لا تزال موجودة و أنها لا زالت قوية و نافذة ولم تضعف وأن لديها من الأوراق و الاسلحة والأذرع والذيول مايمكنها من الضرب بالثقيل في كل مكان وكل زمان كلّ من يجرؤ على الاقتراب منها أو تهديدها في مصالحها .هذه الجماعة المتوجسة خوفا و رعبا الممتلئة بطونها بالتبن قررت الانتقام لنفسها فاختارت الهجوم وبشراسة كوسيلة منها للدفاع عن مصالحها وهي بذلك تريد أن تلقي بالرعب الذي سيطر عليها في معسكر الطرف الآخرالمتربص بها حسب زعمها ليتقاسمه معها فيضعف ويتراجع وهي في سبيل ذلك للأسف مستعدة لأن تحرق البلاد و العباد ..
إذا فالقضية واضحة وضوح الشمس ..وهي لا تتعلق باستهداف الوزيرة أو قطاعها بل الأمر أكبر من ذلك وأخطر بكثير .. إنه انتقام من السلطة و البلد والشعب من طرف زمرة أدمنت على التفرعين وترفض الانسحاب أو إجبارها على أن تؤول إلى الزوال و لسان حالها يقول (( إما أنا وإما الطوفان من بعدي )) .
ولكن الذي يؤسف له حقا هو أن نرى أطرافا عديدة من داخل القطاع و خارجه نذكر منها النقابية والبرلمانية على وجه الخصوص قد أقحمت نفسها إما عمدا أو جهلا واصطفت و تموقعت في المكان الخطأ وبدل أن تتحلى بالحكمة واليقظة التي يتطلبها الوضع الحساس و الخطير وتضع حساباتها ومصالحها الضيقة جانبا وتغلب المصلحة العليا للبلاد راحت تستثمر هي كذلك وتحولت بدورها إلى أوراق للعبة قذرة وأذرع للهدم وأبواق للفتنة توظفها هاته الزمرة المتؤامرة لمصلحتهاولصالح تعفين الوضع أكثر فأكثر من خلال تهييج نفوس الطلبة و الأولياء وتاليب الشارع لجر البلاد إلى ما تحمد عقباه
فاللهم اهد ولاة أمورنا إلى مافيه خير البلاد و العباد...
اللهم اضرب الظالمين بالظالمين وأخرجنا من بين أيديهم سالمين ...
اللهم رد كيد المتآمرين على الوطن في نحورهم ..
اللهم احفظ أمن هذا البلد واحفظ أهله المخلصين الطيبين من كل مكروه و شر .