الحمد لله والصلاة والسلام على الحبيب رسول الله ، وعلى آله وصحبه والتابعين ومن والاه
وبعد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لايخفى على عاقل أن الفلاح والمزارع لا يجني عند الحصاد إلا ما زرع
فمن زرع حنطة لا ينبغي له انظار الحصاد قمحا أو شعيرا .. !!
ومن غرس زيتونا فلا ينتظر جني ثمارالموز والبرتقال .. !!
ومن عجن طينا لم يحصل على خبز ... !!
ومن كتب على رمل أو ثلج وماء لا يتصور أنه يلقى الفكرة بعد مضي وقت على ورقة محفوظة .. !!
وهلم جرا مما نعيشه ونحياه وقد علمه الخلق جميعا أن الحنطة تُحصد حنطة ، والزيتون يجني زيتونا ، والطين يحصل قدرا والورق يحفظ سطرا وفكرة وفائدة ويؤلف كتابا...
وهذا الله قد مَنَّ على العباد أن رزقهم البنين والبنات وجعل منهم فتنة ومتاعا وذخرا وزرعا لمن كان يرجو الفوز والنجاة في الدارين - وبالخصوص نحن أمة الإسلام -
فالولد فاكهة المجالس في البيوت ، وهم السلوى وملطف الجو والحسنة و فلذات الأكباد وحبات القلوب ..
وعليه راعت الشريعة أمرهم وتربيتهم مراعاة لم تكن في أمة من الأمم قبل أمة الإسلام ولا في شرعة قبل شريعتنا ..
وفي ظل ما نحياه ونعيشه من تطور وتكنولوجيا تُسابق الناس في بيوتهم تأثيرا على أولادهم وما يحيونه ويعيشونه ، وقد فقه الأولاد أكثر من الآباء والأمهات هذه التقنية ، مما أفقد الكثيرين السيطرة على الولد والبنت إلى أن حدث ما لا تحمد عقباه في كثير من الأحيان ، ووقع المحظور وانكشف المستور ...
ويبلغ الأمر ذروته لما يحصل بعده من العقوق والعصيان ، وربما المجاهرة بما كان يخفي من الأمر ..
ليرجع الوالد باللوم على الأم ، أو ترجع الوالدة باللوم على الأب !!
وكلاهما صاحب يد فيما يحدث ويجري ، وما يحصد ويجني ..
ويتأثر المجتمع سلبا لما يتأتى من هؤلاء الأحداث عندما يبلغ أذاهم القريب والبعيد من الناس
فمن المتسبب ؟ وما الحل برأيكم ؟
نسأل الله أن يصلح أحوالنا وأبناءنا ويجعلهم قرة أعين الوالدين وذخر الأمة جمعاء .