بسم الله الرحمان الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله ورضي الله على صحبه ومن تبعه بإحسان الى يوم الدين أما بعد:
أيها الاحبة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كلما تنفس الصبح وبزغ ضوء الفجر ، أشرقت الشمس ، وأظائت البسيطة بأشعتها ، فترة تحرق وتارة تكون خفيفة ، ُسخرت لينعم بها جميع مخلوقات الله ،و لتكون الحياة على الأرض ، مع أنها في كل يوم تغيب فيه تسجد للرحمان العلي المتعال، ولحكمة يعلمها سبحانه وتعالى، ومع المكانة التي تحتلها في الحياة ، إلا أنها خاضعة لأمر الله وساجدة له ، وماضية وفقا لقوانين كونية مسطرة لاتحيد عن مسارها.
أما إذا رجعنا الى أنفسنا وتسائلنا هذه من مخلوقات الله ولها هذه الميزة الخارقة فما بالك بخالق السموات والارض، نعم هناك مانقول في هذا المجال حيث إذا ما قارنا حر الشمس مع حر جهنم فماذا؟ تكون النتيجة ، هل هناك مجال مقارنة ، أم شتان بين الاثنين؟
نعم الانسان بإستعمال عقله المحدود ينظر الى عظمة هذا الحرالذي يشبه الى حد بعيد الى نار موقدة برزمة حطب هائلة ، ويقول لا طائل للنجاة منه إذا لم يكن هناك متنفس من الهواء اللطيف، فنجد الإجابة صريحة من المولى عز وجل في قوله سبحانه وتعالى بعد بسم الله الرحمان الرحيم ("فرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلَافَ رَسُولِ اللَّهِ وَكَرِهُوا أَن يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَالُوا لَا تَنفِرُوا فِي الْحَرِّ ۗ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا ۚ لَّوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ") صدق الله العظيم الأية(81) من سورة(التوبة).
نعم أحبتي كان الرعيل الاول من الصحابة والتابعين قائمين بالمهمة الموكلة إليهم خوفا وطمعا في رضوان الله جل جلاله، مبتغين بذلك مرضاته يقولونا (" اللهم نجنا من النار")، طالبين العفو والظفر بجنات النعيم ، فزادهم الخير في الدنيا وفتح على أيديهم إمبراطورية الفرس والروم، فملكوا الدنيا وفازوا بالآخرة.
أما نحن اليوم جلوس ننتظر متى ؟ يكون الخلاص من الكفر والجور ، وننعم بالخير و العدالة ،لكننا نسينا أننا لم نغير أنفسنا الى الاحسن ، ولم نكمل مشوار الاولين في الدعوى الى الله والنهي عن المنكر والامر بالمعروف ، وجلسنا ننظر الى غيرنا من الامم وإنعكس ذلك على تصرفتنا وأفعالنا
فأصبحنا كالامعة نتغير ولا نغير ، نتأثر ولا نؤثر، مع أننا نحن الأولى بالتأثير على غيرنا لاننا خلقنا واتبعنا ورضينا بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا .
إخواني أخواتي إن الساعة حق والجنة حق والنار حق وأن الله يبعث من في القبور ، فلماذا قعودنا هذا مكتوفي الايدي ، لا نكمل مسيرتنا في الدعوى، ونشر الخير بين الناس بالكلمة الطيبة والاخلاق الحسنة ، ونستغفر ربنا ، فوالله إن كان لنا الاخلاص في هذا العمل سيرضى عنا ربنا ويحبنا الناس ونكتسب العلو الايماني ، ونرزق من خير الدنيا ، ونفوز بالجنة نعيمها.
(فاللهم أرزقنا حبك وحب من يحبك وحب كل عمل يقربنا لحبك ، اللهم نجنا من النار وأدخلنا الجنة، اللهم إنا نعوذ بك أن نشرك بك شيئ نعلمه ونستغفرك لما لا نعلمه،اللهم أرزقنا الخلاص في العمل ، اللهم إهدنا واهدي بنا وأجعلنا سببا لمن إهتدى. ***آمين**)
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته أخوكم المهذب