السلام عليكم
كنت في الثامنة من عمري عندما توفيت أمي لا أذكر جنازتها ولا كيف تلقينا خبر وفاتها كل ما أذكره صراخها و ثيابها المليئة بالدماء عندما طرحت جنينها أخذها أبي للمستشفى وعاد من دونها، منذ ذلك اليوم صار أبي هو الاب والأم والأخ والصديقة ...كل شيء ...كنت لا أتزحزح من حجره، أنتظر بفارغ الصبر العودة من المدرسة حتى أبقى بجانبه حتى عند ذهابه لصلاة المغرب كنت ألحقة خلسة للمسجد ليخرج ويجدني أمام المسجد أنتظره....،
تقدم خاطب لعمتي وهذا يعني أنه لاتجود من تقوم بواجبات المنزل فأقترحت عليه حتى يتزوج وبعد إلحاحها الشديد وافق أبي كنت أتظاهر بأنني أرسم وغير مبالية وهي تصفها له إمرأة في الثلاثين من عمرها يتيمة الأبوين تعيش مع جدتها ، أرملة لديها ابنة في الرابعة من العمر ...لم أكن أتحمل حتى عمتي وهي تشاركني حب أبي فكيف بي أتحمل امراة غريبة وابنتها معها ....فكرهتها قبل أن أراها كنت أخطط فقط كيف سأطردها من المنزل ...تزوجت عمتي وتزوج أبي بعدها ب شهرين كرهتها منذ دخولها المنزل عندما تأتيني ابنتها بالألعاب لألعب معها كنت اصرخ في وجهها واقول اني الغول الذي سيطردها ويطرد أمها ، كان يجن جنوني عندما أعود من المدرسة وأجد ابنتها جالسة على حجر أبي .... كنت ألطخ ثيابي بالحبر فقط حتى تتعب وهي تغسلها..........انتظر حتى تنظف البيت واحضر التراب وانثره في أرجاء الغرف .....راجية أن تمل مني وترحل من البيت ......لم تكن تفعل شيئا سوى الإبتسام لي ..
مرت الأيام ودون أن أشعر وجدت نفسي ألاعب ابنتها، اطعمها وأحملها .حتى تعلقت بها ...ولم يمض على الزواج 6 أشهر ودون أن أشعر وجدت نفسي في حجر أمي ... أمي التي استحي حتى بيني وبين نفسي أن ألقبها بزوجة أبي .......كان حجرها دافئا دافئا جدا مختلف عن حجر أبي ...كنت لاأنام إلا على صدرها.......تعلقت بها .......عند ذهابي للمدرسة لاأغادر قبل تقبيلها وعناقها كانت تقف على الباب تراقبني وأنا أبتعد عن المنزل ....ابتعد بضع خطوات عندما األتفت للخلف لا أجد نفسي إلا وأنا أركض نحوها واعانقها مرة ثانية واحيانا حتى مرة ثالثة حتى يختفي ابناء الجيران عن الأنظار فألحقهم مسرعة......لم أكن أنتبه لدروسي فقط كنت أعد الساعات حتى أعود للمنزل وأبقى بجانبها .....أتذكر يوم عدت من المدرسة ولم اجدها لانها ذهبت للمستشفى لتلد أقمت الدنيا ولم اقعدها بالصراخ والبكاء خفت أن تموت كما ماتت أمي......احببت ابنائها ليس لأنهم اخوتي بل لانهم أبنائها.....احببت دروسي فقط لأن ذلك يسعدها.....واضبت على قراءة سورة الكهف كل جمعة فقط لأني كنت أراها تفعل ذلك ....
كبرت وكبر حبي لها .....صرت الآن في الجامعة ولازلت لا أغادر صباحا قبل عناقها وتوديعها وهي تقف على الباب تراقبني حتى أختفى عن الأنظار ......لازلت أعد الساعات لأعود للمنزل فقط لأراها وأطمئن أنها معنا ولم تمت .... أخاف أن أفقدها... أخاف أن استيقظ يوما ولا أجدها ...كلما ازداد حبي لها ازداد خوفي عليها كلما مرضت او تراجعت صحتها أتخيل أنها ستموت ولن نراها مجددا لاأعرف لماذا تعشش هذه الافكار في رأسي.............يارب خذ من عمري وزده في عمرها وأمتني قبلها لانني لن أعيش بعدها.......
كل ما اريده هو ان تدعوا لها من قلوبكم.