أحببتك كيف ! قل لي فلست أدري
فعقلي يريد نسيانك و تأبى الذكرى
ثائرة اللحظات في سجن الماضي
والقلب في سكر لا يدري ما جرى
لازلت أهواك و من لؤمك سأرتوي
و لا مفر من آجل أرزاءه سأرى
في خشية و فضول علي يزدري
مرة يزورني وأخرى عنه أتحرى
مقتحما حماك أطلب ركنا به أحتمي
قاصدا عيناك ظنا أني بظلها سأثرى
متوهما روحك بأشواقها علي ترمي
تائها بشوارعها حتى أنهكني السرى
حاملا عهودا شاحبة بها أجري
فارا من الأسر و متاهات الورى
أشكو لك فؤادا في نبضه ينعي
كان كالنجم و الورد فوق الثرى
أنادمك على شمعة نمت بداخلي
بعدما اشتعل فتيلها قامت تتعرى
أرنو إليك عبر مضغة تدوي
برغم رنين العوالم الاخرى
مالت واستمالت أو دقت بيتي
بزخارفها، قلبي إليك جرى
في زاوية الخيبات مستلقي
ملتحفا جنونك، متوسدا ذرى
هلوسات ألقاها عليه موج بشري
ودجى وهم ارتفع كأرجوحة كبرى
تتأرجح به بالإشراق والعشي
تداعبه بأناملها حتى يسرقه الكرى
فيتلاعب به ما بين حلم وردي
و جحافل عجمة هي الأخرى
كأنها سترة نجاة عليها يستوي
من سم وخشونة فروها افترى
وقسما بالذي خلق السماوات والأراضي
لو عاد الزمن للخلف ودك ما اشترى
ولن آبه إن تسامرت أنا والموت، فحبي
من جديد لن يبعث ولن تأتي البشرى
لن تعلوا التيجان ابداً رؤوس الأسرى
و أرواحنا وإن عمرت بها سيسرى
ياليت يوم منك دنوت لقيت حتفي
و هلال خبثك حين ارتفع توارى
فالنور إن غفى يا طفلتي
لن تشخص أبصار ولن ترى................